هل سبق وصبرتِ ولم تفتحي فمك لأجلهم وفي النهاية أصبحتِ أنتِ المذنبة ووقع اللوم عليكِ؟
هل سبق وتحملتِ ثم تحملتِ ووصلتِ إلى نهاية المطاف وشعرتِ بأنك على وشك أن تفقدين صوابك؟
هل سبق وشعرتِ بأنكِ تودين الصراخ بأعلى صوتك: كفى! إلى هنا ويكفي!.
ربما الان تقرأين هذه السطور وتجدين نفسك في طياتها وتفلت اه كبيرة من بين أضلعك.. لستِ أنتِ وحدكِ هناك كثيرات من أمثالك مررن بهذه الحالة!.
هل تعلمين بأنّ هناك نساء يفتخرن بأنفسهن لأنهن لا يتكلمن عن حقوقهن ولأنهن يصبرن عند كل شدة وعسرة، بالطبع يجب أن يفتخر الانسان بنفسه اذا استطاع ان يصبر ويكون حليما ولكن السؤال هل باستطاعة هؤلاء المداومة على ذلك طيلة مسيرتهم، أم لا؟
لذلك كانت لبشرى حياة جولة استطلاعية بين النساء وكان سؤالنا كالتالي: ما رأيك بالنسبة للمرأة التي تصبر دائما ولا تتكلم أبدا عن حقها؟
هل سبق وصبرتِ ثم شعرت بأنك أخطأتِ وكان صبرك في غير موضعه؟
فكانت الاجابة الأولى من فرقان صفاء حيث قالت: الصبر جميل ولكن هناك اوقات تصل حدها ويجب ان تأخذ المرأة حقها وإلا تبقى مظلومة كل عمرها ومضطهدة.
كثيرا ما صبرت وندمت ولكن بعد "الفات مات" واكثر الأوقات لا اتكلم لأتجنب المشاكل، والحمد لله بعد كل ضيق فرج، أملنا بالله وأهل البيت صلوات الله عليهم كبير، وان شاء الله صبر جميل والله يعيننا على دنيانا.
وكانت الإجابة الثانية من رضوان الخطيب حيث قالت :
الصبر جيد جدا ولكن بحدود وكل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده، ولكن لا يجوز السكوت عن الحق، على المرأة أن تبين نفسها للآخرين بأنها ليست ضعيفة وبين فترة واخرى تبين قوتها ولو بكلمتين او بفعل صغير تبين مظلوميتها اتجاه الشخص الذي ظلمها، وان تفهِّم الشخص الظالم لها انها ليست ضعيفة ولاغبية ولا راضية عن ظلم الاخرين.
وهذا ايضا وارد من ناحية النهي عن المنكر، بأن تبين حتى من خلال نظراتها بأنها غير راضية عن هذا الشيء وباستطاعتها ان تأخذ حقها، وإن سكوتها ليس دليلا على ضعفها انما للمحافظة على الأسرة او عدم الجدال بينهم حتى تتجنب المشاكل.
برأيي المرأة يجب أن تاخذ حقها ولا تسكت دائما، يجب ان تكون قوية وعزيزة والمؤمن عزيز ولا يسمح للآخرين بذلّه او ظلمه قدر المستطاع، كثيرا ما شعرت بالندم عن صبري في غير موقعه لانني لم أتكلم عن حقي ولم اشرح لهم الموقف وبسبب سوء فهمهم للموضوع ساءت الأمور أكثر وهنا تمنيت لو انني تكلمت
وهناك بعض الناس اذا سكتنا عنهم سوف يتمادون بالظلم والغيبة وراء ظهرنا، وكما ورد في الاحاديث (رحم الله امرئٍ جبّ الغيبة عن نفسه).
"الصبر في غير موضعه يجعل الطرف المقابل يداوم على أفعاله"، هكذا كانت إجابة فدك الحكيم، وقالت: الصبر جميل ولكن في بعض الأحيان ربما لم يقصد الطرف المقابل الإساءة بنا ولكن نحن نتجرع كأس الألم ويصبح الذنب ذنبنا لأننا لم نتكلم ولم ندافع عن حقنا، ربما يصدر منه هذا الفعل دون قصد أو لا يعرف بسبب فعله نتأذى، لذلك اذا سكتنا لا يعرف أبداً إننا انزعجنا من فعله وشعرنا بالأذى منه فعن طريق الكلام نتجنب القهر والحرمان.
"قمع المشاعر يؤدي إلى الانفجار"..
هكذا كان رأي الأخصائية في علم النفس منى الحسيني وأضافت: قمع المشاعر المختلفة وعدم البوح بها وكبتها من الأسباب التي تقود المرء إلى الأمراض النفسية، كثيراً ما نجد الناس بين الافراط والتفريط هناك من يتمسك بمشاعره أكثر من اللازم ويبتعد عن العالم الحقيقي وهناك من لا يبوح أبدا وفي كلا الحالتين هناك خسارة كبيرة.
فالصبر من الصفات المحمودة في ديننا الكريم ولكن ربما يصبح من الصفات المذمومة إن كان في غير موقعه وهكذا يصبح المرء كبركان ربما ينفجر في أي لحظة ويدمر ما سعى لبناءه سابقاً، يجب أن تعرف المرأة ربما باستطاعتها الصبر في بداية حياتها ولكن تتغير حالاتها وتضعف بمرور الزمن، فكثيرا ما نجد النساء باستطاعتهن الصبر في البداية ويتحملن المشاكل ولكن مع مرور الزمن وكثرة مشاغلهن بأمور البيت والأطفال يصبن بحالة من الضعف حيث لا يمكنهن التحمل كالسابق.
لذلك جميل أن تعرف المرأة كيف تتصرف بهدوء ولباقة كي لا تتراكم هذه الأمور فوق كاهلها وتفقد كل شيء، لأن كبت المشاعر يسبب بارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة التي تصيب القلب، وتؤدي إلى حدوث الأمراض العضوية والتجلطات، فللحفاظ على سلامة المرأة وسلامة العلاقات نوصي الجميع بالبوح السليم عما يدور في خواطرهم كي يجدوا الحلول لمشاكلهم.
الصبر المذموم
الصبر من الصفات المحمودة ويوصي ديننا الحنيف بالصبر كما ورد في الاية الكريمة:
(وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ، وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ)، ولكن المؤمن مأمور بأن يدفع الأذية عن نفسه، ولا ينبغي أن يصبر في أمور تضر دينه ودنياه ومن الممكن أن تتغير نحو الأفضل أو ربما يتوقف الظلم اذا بيّن عدم رضاه ففي بعض الأحيان الصبر يكون مذموماً لأنه يجعل الطرف المقابل يتمادى أكثر فأكثر...
حواء تذكري بأنك روح البيت إذا أصبتِ بالإرهاق سوف تقضين على كل شيء جميل فرفقا بنفسك ومشاعرك، تعلمي فن الحوار الناجح ودافعي عن حقوقك باحترام وأصبري ثم أصبري كي تصلي إلى السعادة ولكن إياكِ أن تبالغي في صبرك وتزيدين على نفسك الهموم وتقربيها نحو المشنقة ...
اضافةتعليق
التعليقات