في ظل هذا العالم المتغير، الذي تنامى فيه التقدم التكنولوجي محدثاً ثورة وتقدم علمي انعكست آثاره على مجال الإتصال والإعلام والمعلومات، وواكب ذلك بروز اعلامي كبير يوضح أهمية دور المرأة في بناء المجتمع، ومدى انعكاس ذلك على اللبنة الأساسية التي تساهم في نمو وتطور العالم نحو الأفضل، وفي مناخ يسوده الدفاع عن حرية المرأة والتداعيات التي كثرت في مجال المطالبة بحقوق المرأة، نلاحظ بأن الأدوار بين الرجل والمرأة في الإعلام والفضائيات باتت ادوار تكافئية.
فمع العولمة التي شهدها العالم نلاحظ بأن المرأة العربية والعراقية على وجه الخصوص، تفتحت لديها الأفاق للخوض في مجال الاتصال والاعلام والبث الفضائي، في مناصرة مفاهيم العدالة والحرية، والدفاع عن حرية الرأي، ولكن يبقى السؤال، هل استطاعت المرأة ان تؤدي رسالتها الإجتماعية على وجهها الصحيح؟
ولأن المرأة تمثل نصف المجتمع، ويقع على عاتقها تربية النصف الآخر، اذن عليها ان تكون مسلحة ثقافياً وعلمياً لكي يؤهلها ذلك لتربية جيل واعِ يساهم في رفع المستوى الثقافي للمجتمع وينهض بالواقع الحالي.
وذلك يحتاج الى توسعة نطاق ادوارها الإعلامية والظهور على الساحة جنباً بجنب الرجل، ولكن في هذه الحالة تحتاج المرأة ان تكون قيادية، وتتوفر فيها صفات القائد الناجح، من النواحي التنموية والعلمية وقوة الشخصية التي من خلالها ستتمكن المرأة من التأثير على المجتمعات التي تحيط بها، وتوسعة الدوائر التثقيفية والعلمية والأهداف التي تسعى لها.
ويعتبر التعليم من المؤشرات المهمة التي تزيد الرصيد المعرفي والثقافي للفرد، وترفع به نحو الإرتقاء، ولكي تكون المرأة متكاملة من الناحية العلمية، من المهم ان تكون ذات تحصيل دراسي جيد، ولكن التطور لن يحصل الاّ بممارسات عملية، وجهود فردية تؤهلها لقيادة المجتمع، ولأن الوقوف امام الكاميرا وحتى الكتابة والتأليف، تعتبر مسؤولية كبيرة تتمثل بتقديم رسالة هادفة الى الناس وتوعية المجتمع نحو الإرتقاء، فالمسؤولية هنا ستكبر فيما لو كانت صاحبة الرسالة إمرأة، لأن متابعة واستيعاب المجتمع النسوي لها سيكون اكبر من لو كان صاحب الرسالة رجل، لأن من المعروف بأن النساء تفهم بعضها البعض اكثر من الرجل.
ونلاحظ بأن المرأة استطاعت ان تحرز لنفسها مواقع مهمة في مجال الإعلام، فتراها اليوم مقدمة، وصحفية، ومراسلة، وكاتبة، تغطي مواضيع ساخنة في اماكن خطرة، من اجل خدمة المجتمع والوطن.
فهنالك الكثير من الصحفيات العربيات والعراقيات احتللنَ اماكن بارزة في مجال التلفيزيون والإعلام، ولهن مواقع اعلامية مهمة على الصعيد العراقي والعربي.
ويجب ان يكون الهدف الأول لظهور المرأة الشيعية على ساحة الإعلام، هو تقديم الأهداف الشيعية السامية، وبيان الرسالة المهدوية من خلال عدسة صغيرة الى العالم أجمع، فقد كانت نساء اهل البيت من اولى من اشعل شرارة الصوت الإعلامي والعقائدي في الإسلام، فقد تزعمن الحركة الثورية لتبيان الحق، فقد كان لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) دور قيادي فذ مثّل ركن مهم من الأركان التي وقف عليه الإسلام، فقد كانت السيدة هي القائدة الأولى التي توجه الشريحة النسائية جنباً بجنب الرسالة النبوية، فالخطبة الفدكية كانت الشرارة التي اثارت وهج الإسلام والتشيع، اضافة الى دور ابنتها السيدة زينب (سلام الله عليها)، في مجلس يزيد وبدء الحملة الإعلانية التي احرقت بذور الكفر والنفاق بعد معركة الطف الخالدة..
من هنا نجد بأن كل إمرأة خلقها الله (سبحانه وتعالى) لإيداء رسالة معينة، لتنير دروب الأخريات وتوجه المجتمع نحو الصلاح والإيمان، فكل إمرأة مهما كانت شهادتها التحصيلية، موظفة او ربة بيت، عليها ابداء رسالتها من منبرها الحالي، سواء كانت في توجيه اطفالها او توجيه شريحة النساء، في الحرم الجامعي او المدرسة وحتى الشارع، فالدور الإعلامي لا يتوقف فقط على الوقوف امام الكاميرا، كل إمرأة خلقها الله، هي اعلامية... من واجبها تعريف المجتمع بالمبادئ الانسانية والاسلام وتوجيه وارشاد الناس نحو الأفضل، لتكوّن قيادات حقيقية وترتقي نحو الأفضل وتنهض بالواقع الحالي.
اضافةتعليق
التعليقات