يا ترى من يرقى لمقام الشهيد الذي سُفك دمه الطاهر حفاظا على أشرف المقدسات من أرض وعرض ودين؟.
ألم يقل رسول الله (ص): فوق كل ذي بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله فليس فوقه بر..
أو من ذا الذي سما ليصل لثواب المجاهدين الذين فضلهم الله تعالى على القاعدين أجرا عظيما؟؟
لنتأمل معا حديث الصادق الأمين (ص) :
ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجرا ممن قدر فعف. لكاد العفيف أن يكون ملكا من الملائكة.
فيا لها من منزلة رفيعة ويا له من ثواب جزيل حظي به من أتيحت له سبل الحرام فعف لوجه الله تعالى!، وقد كان نبي الله يوسف عليه السلام مثالا للشاب الوسيم الذي تعرضت له امرأة ذات جمال وجاه فعف خوفا من عقاب الله..
إننا بلا شك نعيش حياة مليئة بمواجهات وتحديات كبيرة أمام الباطل وشرك الشيطان وأعوانه، فقد أصبح جهاز الهاتف النقال متاحا حتى للأطفال والمراهقين فضلا عن البالغين، وفي كل لحظة تعرض الدنيا ملذاتها أمام الشاب والشابة المؤمنة من صور وفيديوهات ومحادثات وغيرها، حيث يلعب الفراغ العاطفي دورا بارزا في الانخراط بمتاهات الضياع، ولذلك حث اسلامنا الحنيف على تعجيل الزواج لمن أراد إحراز نصف دينه، وأمر غير المستطيع بالعفة (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله).
فكيف بإمكاننا أن نطبق العفة في كل حركاتنا وسكناتنا خاصة عندما تغيب رقابة الأهل وتبقى رقابة الرب فقط ووخزات الضمير حائلا دون ارتكاب المعاصي؟
إن العفة تعني أن نترك الحرام لا أن نترك الحياة، وهي تشمل كل جارحة من جوارحنا من عين وأذن ويد ولسان، ناهيك عن الجوانح، فقد ذكر الله في محكم كتابه الكريم: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا).
فاذا أردنا أن نطبق العفة في استخدامنا لوسائل التواصل الالكتروني لابد أن ننتبه لكل اعجاب نضعه في غير موضعه أو تعليق يسيء لشخص أو معتقد، او نظرة مشبوهة أو محادثة مع غريب أغوانا الشيطان أن نتجاذب معه أطراف الحديث لينتهي المطاف بمفاكهة محرمة أو ما هو أسوأ!، فكم من نفوس قد ضعفت، وكم من البيوت التي خربت جراء الاستعمال الخاطئ لهذه النعمة الكبيرة ألا وهي التقنية الحديثة التي من الممكن أن تكون ذخرا للإنسان في دنياه وآخرته إن حكّم عقله ووجدانه في استعمالها كأن يزداد علما أو ينشره، أو يصلح بين فئتين أو يوفق بين متخاصمين، كأن ينثر عبير أحاديث أهل البيت عليهم السلام لتصل محاسن كلامهم فيهدي به الله تعالى رجلا..
أيتها الريحانة كما تحافظين على حجابك وعفافك عندما تغادرين أسوار مملكتك لابد أن تحافظي عليه أيضا وراء الشاشات الذكية فقد أودعك الله كل مقومات الجمال وأدوات الإغراء، ولا يخفى على أحد قضايا الابتزاز الالكتروني الذي تتعرض له الفتيات والنساء هذه الأيام، فلا يلومن صاحب الحديقة سارق ثمارها إن لم يسيجها بسياج يحفظ ورودها ويحمي ثمارها..
اعلمي أن الشاهد هو الحاكم وأن الحساب دقيق، وأن عليك مسؤولية مضاعفة كونك تنتمين لأمة الإسلام ولمذهب الحق، فلا تجري له بأفعالك إلا كل خير، وكوني زينا لمواليك لا شينا عليهم ففي ذلك صلاح دنياك قبل أخراك.
اضافةتعليق
التعليقات