لا يخفى على أي لبيب أهمية ودور الإعلام في تنوير الرأي العام –باطلاعه على القضايا المتعلقة بمصالح الوطن والأمة والتحركات السياسية المحلية والدولية وما يواجه المجتمعان المحلي والدولي من مخاطر وتحديات ومؤامرات ومخططات- تطوير المدارك العقلية لأبناء الأمة، إنجاز وتسريع عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية، إيجاد نوع من الاتصال أو التفاعل بين المواطن والمسؤول، كشف ما يعانيه بعض أبناء المجتمع من مشاكل، فضح المنحرفين عن الخط الوطني المستقيم –بما فيهم المعتدون عن الخط الوطني المستقيم- بما فيهم المعتدون على أموال الدولة والمحتكرون وتجار الحروب- وتعريف المواطن بقرارات وسياسات الأجهزة الحاكمة...الخ.
وبنحو الإجمال يمكن القول بأن للإعلام أدواراً تنموية وتوعوية وتعليمية وتثقيفية وأمنية، وهي أدوار خطيرة –لأنها تؤثر على الاستقرار السياسي والاجتماعي وعلى الأمن الوطني واقتصاد البلاد والسلم العالمي والعلاقات السياسية والاقتصادية الدولية.
وفي هذا الصدد قال آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي: "كانت كل من الدعاية والدعوة الإسلاميتين في الزمن السابق منحصرتين في المنبر والكتب. إن التطور الحديث جعل من وسائل مادية عديدة آلة للدعاية والدعوة، كالمدارس والنوادي والمسارح والسينمات والصحف ووكالات الأنباء. إن اللازم في العصر الراهن هو السعي من أجل تسخير هذه الطاقة الهائلة في الدعاية للإسلام والدعوة إليه".
يجب أن يهتم في عالم اليوم بنشر الكتب، إذ يجب نشر ما لا يقل عن ألف مليون كتاب في مختلف الجوانب الإسلامية ولمختلف المستويات وباللغات العديدة.
فإذا أراد المسلمون التقدم فلا بد لهم من إعداد جيش من الكتّاب والخطباء الجيدين.. وعلماء الاقتصاد والسياسة.
وهنالك فئات كثيرة من المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي بحاجة الى توعية. إن إنجاز مثل هذه المهمة بحاجة الى وسائل مختلفة، من جملتها نشر الكتب والنشرات والمقالات والخطب والمحاضرات عبر الإذاعات والتلفزيونات.
إن ترجمة هذه الأقوال أو الوصايا إلى سياسية عملية تتطلب من خطباء المنابر العمل على تشجيع –إن لم نقل تبني- ما يلي:
١-عقد دورات لإعداد كتّاب وصحفيين للقيام بمهمة إيصال مبادئ وأهداف النهضة الحسينية إلى جماهير واسعة في شتى أنحاء العالم. ولا شك بأن من واجب أية جهة تتولى هذه المهمة اختيار أناس مؤهلين علمياً ودينياً لأداء هذه المهمة الإعلامية الخطيرة، لأن ضعف المستوى العلمي أو أي قصور في الوعي الديني لأمثال هؤلاء الناس سيخلق رد فعل معاكس لمبادئ وأهداف نهضة الإمام الحسين –إن لم يوقع من يقف وراء أولئك الإعلاميين في إشكالات دينية ومواجهات سياسية وثقافية قابلة للتفاعل وبما يؤدي إلى تبديد الطاقات والانشغال بمعارك جانبية غير مبررة أخلاقياُ ودينياً.
٢- النتاجات الفكرية لأصحاب الكفاءات العلمية والثقافية المؤيدة والموضحة لمبادئ وأهداف نهضة الإمام الحسين (عليه السلام).
٣- الإنتاج المسرحي المحاكي لمبادئ واهداف نهضة الإمام الحسين، على أن تنحصر هذه المهمة بعرض ملحمة استشهاد قائد هذه النهضة العظيمة على أرض كربلاء فحسب، بل يجب أن تستثمر للدعاية ضد كل انحراف عن الخط الإسلامي، كما يتوجب استغلالها من أجل نشر مبادئ الفضيلة التي جاهد من أجلها سيد الشهداء.
٤- أي نتاج إذاعي أو تلفزيوني أو صحفي أو سينمائي يخدم الإسلام والمسلمين عامة ويؤيد مبادئ وأهداف نهضة الإمام الحسين (ع) خاصة.
اضافةتعليق
التعليقات