في كل مكان كرسي تتنازع عليه المجموعات البشرية الإجتماعية كبرت أم صغرت، وحتى ضمن الأسرة الواحدة، حين يتجاوز الأب دوره وينتقل إلى مرحلة التسلط إنما في حقيقته يسعى للحفاظ على "كرسيه" داخل العائلة.
وهناك مجموعات تتصارع حتى الرمق الأخير على كرسي الزعامة. "الكرسي الهزاز سيجعلك تتحرك دائما ولكنه لن يوصلك إلى أي مكان".
طبعا هناك كراسي ترفع من شأن صاحبها اجتماعيا، وأخرى تنزله. فللكراسي أنواع منها ماهو سياسي وماهو ديني طبعا. وكراسي المسؤولين وهي كراسي هزازة تجسد العنجهية والخيلاء، تتحرك في كل الاتجاهات وتدور إلى أن تسقط فتتحول إلى ما يشبه كراسي"المعوقين" تحتاج لمن يسندها.
نجد أغلبنا يلتحق به بكل الوسائل حتى يقتلعه المسمار وتأتي المقولة "لو دامت لك لما آلت لغيرك".
كمزاج الكراسي المقلوبة على طاولات المقاهي كان ذلك الوطن مثل أحد الرجال الذين يجب أن تنتشلهم من الأوحال. هناك كراسي شاغرة وأخرى عامرة، يتنافس الناس ويسعون للفوز بها.
الأمر ذاته ينطبق على من يصبح عنده التمسك بالسلطة، وتعدد كراسيها، هواية خاصة عند الكبر. مشكلة هاوي الكراسي في كبره، أنه لم يمارس هوايته في طفولته كي يجد من ينميها لديه بشكل سليم فصارت أقرب للعقدة منها إلى الهواية.
والمشكلة تصبح أكبر لو أن صاحبها وجد نفسه يمتطي كراسي السلطة فجأة أو "بالصدفة" بعد أن بلغ من العمر عتيا. ولأنه ما زال هاويا فتراه يستقل في جمع أكبر بعدد من الكراسي والمناصب، يشعر بالأمان كلما زادت كراسيه ويرتجف من الخوف إن ضاع منه كرسي واحد.
إنه، كما قال فرويد: لايرتجف لأنه يخاف بل يخاف لأنه يرتجف. وجاء في كتاب "كليلة ودمنة": "راكب السلطة كراكب الأسد، الناس منه في خوف، وهو من الأسد أخوف".
متقلب الكراسي ينقصه الإعداد الصحيح ويفقتر إلى الموهبة والقدرة والفهم في كيفية ادارة الدولة، وهو حين يفقد كرسيا حتى ولو في محافظة واحدة وليس في كل المحافظات، لا يفقد توازنه فيضيع المشيئتين مثل الغراب، حسب، بل ينسى حتى وإن كان يدعي أنه إسلامي، أنه جاء في الحديث الشريف :"رحم الله امرء جبّ الغيبة عن نفسه".
اضافةتعليق
التعليقات