كثيرة هي دروس وعبر عاشوراء الحسين (ع) ففي كل عام نستذكر الاهداف التي ضحى من اجلها الامام الحسين (ع) وثار بوجه يزيد الحاكم الظالم كما هو معروف، لطلب الاصلاح بعد ان استشرى في المجتمع الفساد بل وجميع انواع الفساد.
فنستلهم من عاشوراء دروسا سعى سيد الشهداء مضحي بنفسه واهل بيته واصحابه من اجل احيائها ومن اجل اصلاح هذه الامة وانقاذها من الضلالة ومن حكومة الجور التي كادت ان تقتل الدين الاسلامي.
يزيد لم يكن مجرد ظالما ومجرما وفاسدا فحسب بل هو ظاهرة موجودة في كل زمان ومكان،
لذلك على الجميع ان يدرك بأن المسؤلية نفسها لم تتغير ولن تتبدل فهناك مسؤلية شرعية على الكل ان يعطيها حقها وهي محاربة الفساد، وبذلك يكونوا انصار للحسين(ع).
ما هو الفساد؟
تعريفه لغة: الفساد ضد الصلاح وافسد الشئ اي اساء استعماله،
اصطلاحا: اساء استخدام السلطة الرسمية الممنوحة له سواء في مجال المال العام او النفوذ او كل مايضر بالمصلحة العامة ويصب بالمصلحة الشخصية.
يعد العراق من الدول التي استشرى فيها الفساد في الاعوام الاخيرة حيث احتل المراتب الاخيرة من السلم العالمي للدول الاكثر فسادا في العالم،
حيث الفساد الاداري والمالي والاقتصادي، واصبح الفساد في العراق ينخر في كل الميادين وبالخصوص الاقتصادي مما اعاق عملية النمو والتنمية ومن اهم اضراره البطالة وتعطيل الانتاج المحلي والاعتماد على الاستيراد،
الفساد افة تأكل من حولها والمفسدين وحوش ضارية تنهش لحوم الفقراء.
اسباب الفساد
الفساد السياسي؛ عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب واعطاء الثقة لمن لايستحق الثقة، وعملاء الغرب، لهم الدور الاكبر في افساد العملية السياسية، وهناك اسباب كثيرة للفساد السياسي...
الفساد الاجتماعي؛ بسبب الفقر والحاجة وحب الجريمة والتشتت الاسري والبعد عن الدين وغيرها من الاسباب..
الفساد الاقتصادي؛ نتيجة الحروب وعملاء الغرب وضعف الوازع الديني والاخلاقي لدى المشرفين على الاقتصاد العراقي..
محاربة الفساد والمفسدين
نجد ان المجتمع عندما يعترف ويقر بوجود الفساد يعترف بقوة اكبر وهي عجزه في مواجهة هذه الظاهرة لدرجة انه حصل شبه اتفاق حول صعوبة او استحالة محاربة الفساد ولكن هذا الرأي ينطوي على معنى من معاني تبرير الفساد وهذا من اهم اسباب الفساد والتي اعطت الامان للمفسدين.
ﻻبد من التصدي لهذه الظاهرة والحد من انتشارها اكثر فأكثر وهذا لايكون الا بتوعية المواطنين من خلال اختيار طرق التوعية الصحيحة وتعليمهم اختيار الادارة السياسية الصادقة التي تتبنى استراتيجيات تستهدف انتشال البلد من الفساد ومعاقبة المفسدين بأشد العقوبات.
على من تقع المسؤلية؟
لابد من جعل مطلب محاربة الفساد مطلب جماهيريا، ويتناول قضية محاسبة الفاسدين وفضح ملفاتهم،
وتوعية الناس تقع على عاتق الخطباء والمبلغين من خلال المنبر الحسيني والمجالس الحسينية فالمسؤلية الاكبر تقع على عاتق المبلغين،
من خلال تبين اسس وجذور ثورة الامام الحسين (ع) واهدافها والعبر المستوحاة منها وكيف ان الامام الحسين (ع) كسر عقدة الخوف في زمن كان المجتمع فيه غارقا في حالة من الرعب مستسلم للطواغيت واحدا تلو الاخر، نتيجة ممارسات القمع التي كان يستخدمها الطغاة ضد المعترضين وكيف انهم يواجهوا بالقتل والحرق...
لذلك تصدى لمهمة الاصلاح الامام الحسين (ع) ليبث روح الشجاعة والاقدام في نفوس المظلومين وتعليمهم المواجهة والوقوف بوجه الظالمين، وقد قال (ع) ناقلا عن رسول الله (ص): (من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله ناكثا لعهد الله فلم يغير عليه بقول ولافعل كان حقا على الله ان يدخله مدخله).
لذلك على الجميع ان يتعاون في محاربة الفساد بشتى صوره ويحتم علينا ذلك التزامنا الديني والاخلاقي والوطني والانساني، ان نساهم جميعا في الحد من ظاهرة الفساد التي تهدد العالم والتي توسعت بشكل كبير غير مسبوق واضرت بمصلحة العامة،
من هنا علينا ان نكون يد واحدة في محاربة الفساد وان لانبالي لقلة العدد متخذين من الحسين(ع)وانصاره قدوة لنا،
وبهذا الوعي وبهذا الفهم الصحيح للحركة الحسينية يجب ان نتحرك قدما في محاربة الفساد حتى نكن حسينيون بمحاربة الفساد.
اضافةتعليق
التعليقات