اختلف في مفهوم الشعور بالوحدة النفسية، فقد عرّفه بيبلو وبيرلمان بأنه: "خبرة مشحونة بالمشاعر السيئة نتيجة تعرض علاقات الفرد الاجتماعية للفشل أو الإحباط". ويتفق إلى حد كبير تعريف نيوكومب وبنتلر مع تعريفهما، حيث يعرفانه بأنه: "عجز في المهارات الاجتماعية وفي علاقات الفرد الاجتماعية، مما يدفع به إلى بعض الاضطرابات النفسية كالقلق أو الاكتئاب أو التفكير في الانتحار، وكذلك معاناة الفرد من الأعراض النفسية كالصداع وضعف الشهية والتعب والإجهاد، وأيضًا العدوانية والمشكلات الدراسية والهروب من المنزل"، مما له في نهاية الأمر آثار حادة على الأداء السيكولوجي والتوافق النفسي.
وبما أن العالم، وبفضل التطور الحاصل في التكنولوجيا الحديثة، قد أصبح قرية صغيرة مرتبطة بشبكة من المعلومات تغذيها وسائل التواصل المختلفة مثل (فيسبوك، تويتر، واتساب، فايبر)، فقد أصبح بمقدور أي شخص أن ينغمس بسهولة لفترات طويلة جدًا، ويبحر في صفحاته دون أن يشعر كم من الوقت قد مضى، ودون ملل أو ضجر. وهذا بدوره يعود بتأثيرات جانبية كبيرة على الفرد نفسه، إذ يدفعه إلى العزلة والوحدة، والشعور بالاكتفاء من خلال وسائل الاتصال المذكورة، وبالتالي انقطاعه عما يحيط به واقعيًا كأسرته ومجتمعه، فيتخلى عن العلاقات الإنسانية التي تربطه بالآخرين، مما يؤدي إلى إحداث تغيّر ملموس في طبيعة التواصل الأسري والعائلي.
فضلًا عن الآثار النفسية على الفرد ذاته، حيث يتولد لديه شعور واسع بالوحدة، إضافة إلى ظهور أعراض جانبية أخرى، كالإدمان على الإنترنت، وبروز بعض مظاهر الاغتراب النفسي والاجتماعي عند البعض، تتجسد في تمنّيهم العيش خارج مجتمعهم المحلي. وهذا الشعور من شأنه أن يقتل كل طموح أو هدف يسعى الإنسان إلى بلوغه.
لذلك، لا بد للفرد أن يكون استخدامه لوسائل التواصل بالشكل الذي لا يؤثر على صحته النفسية والجسدية، أو يؤثر في علاقاته واهتماماته، أو يكون عائقًا في سبيل طموحه. وهذا يتحقق من خلال العمل على تفعيل دور الإرشاد في المجتمع، من خلال الندوات والاجتماعات التي توجههم نحو الاستخدام الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي، ومواجهة الأزمات النفسية والأكاديمية، مما يؤدي إلى خفض مستوى الشعور بالوحدة النفسية لديهم.
اضافةتعليق
التعليقات