الفطرة السليمة تبحث عن الأمان والاطمئنان بعيدا عن الشجارات المستمرة، العنف والاساءة الروحية والجسدية للوصول إلى هذا الأمان هناك واجبات علينا أن نلتزم بها ، لا يوجد شيء يحصل دون مقابل ، البذرة لا تنمو بين لحظة وضحاها ولا تنمو دون الاهتمام وتهيئة الأجواء المناسبة وتليبة الاحتياجات.
كذلك في الحياة اليومية لا يمكن أن نتوقع تحصيل شيء بسرعة النور حتى السماوات والأرض خُلقت في أيام والأنبياء بُعثوا واحدا بعد الآخر وهكذا الحال في جميع الأمور لذلك لا يمكن أن نتوقع النجاح دون الكفاح والمثابرة والاستمرارية لا يمكن أن نصل إلى الألفة والطمأنينة دون تكريس الوقت.
يقول علماء النفس للحصول على الحياة العلاقة العاطفية السليمة فالزوجين يحتاجان إلى ست ساعات مضي الوقت مع بعضهما البعض إلى حد أقصى ، هذا أقل الممكن ، إذا لا يوجد لديك الوقت الكافي لتكريس الوقت اذاً لا تتوقع الحصول على العلاقة المميزة و السعيدة ، اذا تود أن تستظل تحت الشجرة و تتنعم بالهواء النقي يجب أن تسقيها بالقدر الكافي!
الأزواج السعداء يكرسون أوقاتهم في هذه الست ساعات في القاء تحية الصباح، كيف جرى يومي، الامتنان لما يقوم الطرف المقابل والتركيز على النقاط القوة، الكلام حول نقاط الضعف وكيفية حلها معا للقضاء عليها، موعد غرام ، هذه الأمور حياتية في العلاقة وتزيد من جودتها.
العلاقة العاطفية كسائر الأمور الحياتية في الحياة تحتاج إلى تكريس الوقت كما أننا نكرس الوقت للعمل، الرياضة والدراسة… ونقضي ساعات لأجل ارتقاء أنفسنا ونبذل جهد وطاقة كذلك في العلاقة العاطفية نحتاج إلى بذل الطاقة والجهد لا شيء يحصل دون سبب.
من أكبر الأخطاء الشائعة بأن نفكر أن الروابط يجب أن تنمو من تلقاء نفسها لذلك في بعض الأحيان فترات اهتمامنا بالأكل تكون أطول من الاهتمام بمن نحب.
كأننا روبوتات ولكن مع فارق واحد هو العقل، من كثرة انشغالنا بالروتين اليومي، نسينا أشياء كثيرة وتعلمنا أن نعيش في عالم بائس مكتسٍ بالسواد، يا ترى إلى أين سوف يكون مصيرنا؟.
ما هو الحل للخروج من هذه المتاهة الموحشة؟
الحب.. يا له من لص محترف يعبر عبر الزمان والمكان كي يدخل دون استئذان إلى القلوب!.
أجمل كلمة وُجدت في قاموس البشرية حيث يتلاءم البياض والعنفوان والصدق مع بعضهم البعض في بوتقة الحب كي يهدي للعالم المعجزة الكبرى.
الحب الكلمة التي يفوق مفعولها السحري ألف قارورة طبية، أو من الأجدر أن أقول أنها (إكسير الروح)، يضع بلسما على الجروح ويبعث الأمل لمن يتجول في دهاليز الألم.
الحب أقحوان الحياة لمن أوشك على الذبول.. هو يد النجاة الممدودة لمن أوشك على السقوط في هاوية اليأس.. ولكن بشرط أن يستخدمها الناس قبل فوات الأوان.
ما الفائدة من تلك القبلة على جبين الموتى في اللحظات الأخيرة؟
ما الفائدة من جلب الزهور للقبور بعد أن فقد أحبتنا الروح، وأصبحت أيديهم بلا إحساس حيث ليس باستطاعتهم استلام الزهور أو قول كلمة شكرا.
وهل بإمكان ضميرنا أن يرتاح بعد ذلك؟
لنغتنم الفرصة قبل فوات الأوان وننقذ أرواحنا من التيه ونعيش أجمل اللحظات، العلاقة السعيدة تُصان، ولا تحصل من يا نصيب !
اضافةتعليق
التعليقات