يسأل الولد من جده وجدته: كيف استطعتم أن تصلوا إلى هذه السعادة طوال هذه السنوات التي قضيتماها معا لابد وإن كانت هناك شجارات واختلافات كيف تحملتما؟
أجاب الجد: نحن من زمن التصليحات وليس التبديلات، في زمننا عندما كان يسوء الشيء كنا نصلحه ولكن في هذا الزمن تتخلصون من أي شيء وتأتون بالجديد.
أنتم تحذفون أصل المسألة دون أن تفكروا بالحل لذلك من أكثر الجمل المتكررة بين الأزواج الذين يعانون من المشاكل الكثيرة في حياتهم عدم تقبل الاختلافات، حيث يقولون اختلافنا من الأرض للسماء، نحن لا نشبه بعضنا !
ولكن ماذا لو عرفنا أن جميع الأزواج يشعرون في يوم من الأيام أنهم هكذا ولا يوجد بينهم التفاهم والتفاقم الروحي اتجاه بعضهم البعض!، بصورة عامة الجميع مختلفين وفي نهاية المطاف في أي علاقة سوف نشعر بالخيبة عندما ننظر إلى هذه الاختلافات.
ربما نفكر ماذا لو كنت أحصل على شخص يشبهني، ينام بسرعة ولم أتأذى بالسهر وتحمل الصعوبات؟
ولكن حتى وإن نجد الشخص الذي ينام بسرعة ويشبهنا لابد وأن توجد فروقات أخرى في باقي الصفات لهذا السبب يجب أن نترك الحسرة ونتقبل الواقع، مهما نسعى ونجاهد لا يوجد شخصان يشبهان بعضهما البعض تماما حتى وإن نشبه البعض في البداية سوف ندرك بأننا كنا على خطأ فادح وتظهر الاختلافات عاجلا أم آجلا.
ربما حان الوقت كي ندرك بأننا مختلفون ونتقبل الاختلافات ونتكلم حول هذه الاختلافات للعيش بسلام وفي سلام ، جون غوتمن هو باحث نفسي و طبيب أمريكي، حيث تركز عمله على مدى أربعة عقود حول التنبؤ بالطلاق والاستقرار الزوجي. وهو أيضًا متحدث حائز على جوائز، ومؤلف، وأستاذ فخري في علم النفس.
في احدى كتبه أشار إلى معاناته في التعامل مع الخلافات الموجودة بينه وبين زوجته ، ولكن يشير بأن مع السعي وتكريس الوقت وكسب العلم استطعنا أن نعيش في سلام لذا لا يوجد شخص يشبهنا كاملا . وقضية توأم الروح مجرد أسطورة ، اذا يرغب الطرفين في تطوير العلاقة ويسعيان للنيل من هذه الخلافات سوف يذوقا طعم السعادة، ويتخلصان من هذه الفروقات ويجربان مشاعر جديدة تجاه بعضهما البعض مشاعر مليئة بالحيوية والنشاط ، يقول الباري عزوجل في محكم كتابه الكريم :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
الآية الكريمة تبين وجود الاختلافات ولكن لا أهمية لذلك بل الغاية التطور والوصول الى الكمال الروحي والسمو لذلك يؤكد: إن أكرمكم عند الله أتقاكم!
في كل أمور حياتنا نحتاج إلى المعرفة والعمل فكما ان المصلح من خلال خبرته و معلوماته خلال دقائق يصلح الأشياء يمكننا تصليح الأمور في حياتنا ولكن بالرجوع إلى المختص و التعلم الصحيح قال امامنا الجواد عليه السلام: (ومن عمِلَ على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح).
اضافةتعليق
التعليقات