عندما يحصل كسوف كلي للشمس، يمر القمر بين الشمس والأرض فيغطي سطح الشمس بالكامل في مسار يعرف بـ"طريق الكسوف"، وهو ما يحول النهار إلى ظلام يتمكن فيه الملايين من رؤية هالة الشمس التي لا يمكن رؤيتها في الأيام العادية بسبب الشمس الساطعة.
في حديثه لـ"اندبندنت عربية"، حذَّر الطبيب الاختصاصي في طب وجراحة العينين الدكتور جورج حرب من خطر النظر مباشرة إلى الشمس خلال الكسوف إذ يمكن أن يفقد كثيرون نظرهم بالكامل.
وما يعرف بـ"عمى الكسوف" حالة يمكن التعرض لها بالفعل في فترة الكسوف، ففي الأيام العادية يعجز الإنسان عن النظر بشكل مباشر إلى الشمس الساطعة. وعلى رغم أن هناك تشديداً في مختلف الأوقات على تجنب النظر باتجاه الشمس من دون نظارات، يعجز الإنسان أصلاً عن النظر طويلاً إلى أشعة الشمس طويلاً في الأيام العادية، لكن الخطر الأكبر يكون في فترة الكسوف لأن الإنسان يصبح قادراً على النظر مباشرة باتجاه الشمس بما أن القمر يحجبها أو في الأقل يبدو له أنه لا يشعر بانزعاج لدى النظر إليها، وفقاً لـ"حرب".
وأضاف "في الوقت نفسه تبقى الأشعة ما فوق البنفسجية التي تشكل مصدر الأذى الأساس، موجودة. أما خطرها فيكون في أنه عند النظر باتجاه الشمس، تخترق الأشعة ما فوق البنفسجية وصولاً إلى موضع اللطخة الصفراء في شبكة العين، مما يسبب فيها ضرراً يستحيل فيه العودة إلى الوراء".
وهنا يؤكد حرب أنه لا يتوافر أي علاج لـ"عمى الكسوف"، وفي هذه الحالة يفقد الإنسان نظره بشكل كامل خلال ثوان، وإن كان لا يشعر بشيء في اللحظات الأولى أثناء مشاهدة الكسوف وخلال ثوان أو دقائق قليلة يخسر شيئاً من حقل النظر ويفقد نظره من دون إمكان تصحيح ذلك، وهذا مما يشكل مصدر قلق حقيقي في مثل هذه الأوقات، بما أن اللطخة الصفراء في شبكة العين تكون قد احترقت.
ومقدار خسارة النظر في حالة "عمى الكسوف"، بحسب الطبيب اللبناني، يرتبط بمعدل النظر إلى الشمس والمدة التي نظر فيها الشخص باتجاه أشعة الشمس مباشرة، وهذا ما يحدد نسبة تضرر اللطخة الصفراء.
نظارات خاصة لا بديل لها
إذا كان الأطباء يحذرون في الأيام العادية من النظر للشمس داعين إلى استخدام نظارات شمسية أصلية تعتمد معايير طبية تؤمن الحماية الكاملة من أشعتها، يبدو أن ثمة تشديداً أكثر خلال فترة الكسوف لحماية العينين والشبكة من آثار أشعة الشمس.
في هذه الحالة، من المفترض تأمين نظارات تستخدم خصيصاً في فترة الكسوف، ولها شهادة خاصة وتحمل رمز ISO 12312-2 كمعيار عالمي، لكن المطلوب أيضاً، بحسب حرب، ألا تستخدم هذه النظارات الخاصة للكسوف إلا مباشرة في حينها.
وقال، "يجب ألا تعطى هذه النظارات للأطفال خصوصاً، في وقت سابق تجنباً لتعرضها لخدوش أو أذى بما أن فاعليتها تخف عندها وتتضاءل قدرتها على حماية العينين بشكل كامل ويكون من الممكن أن تمر الأشعة ما فوق البنفسجية من خلال الخدش الموجود، فهذه النظارات القادرة على حماية العينين في وقت الكسوف تعد في غاية الدقة والحساسية".
وعلى رغم المتعة والاندفاع لمشاهدة هذا الكسوف النادر، فإنه لا بد من التشديد على ضرورة اتخاذ إجراءات الوقاية لحماية العينين وتجنب النظر باتجاه الشمس من دون نظارات خاصة للحماية من الأشعة ما فوق البنفسجية في حال حصول كسوف تام، بما إن العودة إلى الوراء غير ممكنة ولا يتوافر أي علاج بـ"عمى الكسوف".
ومن الضروري التوضيح أن النظارات الشمسية العادية ليس لها أي فاعلية في حماية العينين في فترة الكسوف ولا يفيد استخدامها عندها لمشاهدة الكسوف، وينطبق ذلك على الحالات التي يحاول فيها البعض مشاهدة الكسوف عبر عدسة كاميرا أو منظار أو غيرها. حسب اندبندت عربية
اضافةتعليق
التعليقات