١ السعال
يعتبر السعال من أكثر الأعراض مصادفةً في الأمراض التنفسية، وهو ينشأ عن تحريض النهايات العصبية الحسية في الأغشية المخاطيةلكل من البلعوم والحنجرة والرغامى والقصبات. وتحدث إثارة منعكس السعال الطبيعي أيضاً ما بعد الأخماج الفيروسية والقلس المريئيوالتقطير السيلان الأنفي الخلفي والربو النوع الذي يتظاهر بالسعال وفي 10-15 من المرضى خصوصاً النساء الذين يتناولون مثبطات الخميرة المحولة للأنجيوتنسين ،ACE، وقد ينشأ السعال بشكل نادر أيضاً نتيجة تحريض وريقة الجنب الجدارية كما في أثناء بزل الانصباب الجنبي، ولقد شرحت طبيعة وخصائص السعال الناشئ عن مختلف مستويات السبيل التنفسي.
لا تكون الخاصية الانفجارية للسعال الطبيعي موجودةً في المرضى الذين لديهم انسداد شديد في السبيل التنفسي أو شلل في العضلات التنفسية أو شلل الحبال الصوتية، فشلل حبل صوتي واحد يُحدث سعالاً متطاولاً ومنخفض الطبقة وغير فعال وبقري مصحوب ببحة، ويلاحظ لدى المرضى الذين يعانون من حساسية في منعكس السعال بشكل نموذجي أعراضاً تحدث بسبب تبدلات درجة حرارة الهواء أو التعرض لدخان السجائر أو العطور.
أما تواجد الصرير فيشير إلى انسداد جزئي في السبيل الهوائي الرئيسي (كوذمة الحنجرة أو وجود ورم أواستنشاق جسم (أجنبي) وهذا يتطلب استقصاء ومعالجة عاجلين ويكون إنتاج القشع شائعاً لدى المرضى المصابين بسعال حاد أو مزمنويمكن لكل من طبيعة القشع ومظهره أن يقدما مفتاحاً قيماً المعرفة السببية المرضية.
إن الأسباب الأكثر شيوعاً للسعال الحاد أو العابر تتعلق بأخماج الطريق التنفسي السفلي الناتجة عن الفيروسات أو التقطير الأنفي الخلفي الناتج عن التهاب الأنف والجيوب أو لدى تخلّص الحلق من المفرزات الناتجة عن التهاب الحنجرة أو البلعوم، أما السعال الحاد الحادث في سياق أكثر الأمراض خطورة، كذات الرئة أو الاستنشاق أو قصور القلب الاحتقاني أو الصمة الرئوية فيوضع تشخيصه بسهولةعادةً وذلك اعتماداً على وجود المظاهر السريرية الأخرى.
كثيراً ما يمثل المرضى المصابون بسعال مزمن تحدياً تشخيصياً كبيراً، خصوصاً لدى هؤلاء الأشخاص الذين كان فحصهم الفيزيائي طبيعياً وكذلك صورة الصدر ودراسات الوظيفة الرئوية، وفي هذا السياق يمكن تفسير معظم حالات السعال بالتقطير الأنفي الخلفي لمرضفي الأنف أو الجيوب أو بالربو حيث قد يكون السعال التظاهرة السريرية الرئيسية أو الوحيدة، كما يمكن تفسير السعال بالقلس المعدي المريئي وهذا الأخير قد يتطلب مقياساً نقالاً للـ PH أو تجربة مطولةً للمعالجة المضادة للقلس لوضع التشخيص.
ويمكن للإصابة بالسعال الديكي في البالغين أن تؤدي أيضاً لسعال متطاول وينبغي دائماً الاشتباه به في هؤلاء المماسين للأطفال بشكلوثيق، وعلى الرغم من أن أقل من %1 من المرضى المصابين بسرطانة قصبية المنشأ لديهم صورة طبيعية وقت المراجعة إلا أنه يفضل إجراء التنظير القصبي الليفي البصري أو التصوير المقطعي المحوسب الحلزوني للطرق الهوائية في معظم البالغين الذين يعانون من بداية حديثةلسعال غير مفسر خصوصاً لدى المدخنين لأن هذا قد يكشف النقاب عن ورم داخل قصبي أو جسم أجنبي غير متوقع.
٢ الزلة
يمكن تعريف ضيق النفس أو الزلّة بأنها شعور شخصي مزعج بالجهد التنفسي، وهي عرض شائع للأمراض القلبية والتنفسية لكن يمكن لها أن تحدث نتيجة اضطرابات في أجهزة أخرى كما في الحماض الكيتوني السكري أو في فقر الدم الشديد.
غالباً ما يصف المرضى الذين يعانون من الزلة والمصابون بالربو حالتهم بقول (ضيق في الصدر) كما يترافق الألم الجنبي لأي سبب كان مع تحدد في التنفس وبلغة الفيزيولوجيا العامة يحس المرضى عادةً بانزعاج إما من ازدياد معدل أو حافز التهوية والتي يمكن أن تحرض بمجموعة من العوامل أو من أي حالة مرضية تسبب نقصاً كافياً في سعة التهوية ولكن هناك عوامل أخرى بما فيها تحريض المستقبل اتداخل الرئوية كمستقبلات تزيد من استجابة التهوية في العديد من الاضطرابات القصبية الرئوية، وفي كثير من الحالات يكون للزلة حتماً سببيات مرضية متعددة العوامل فمثلاً الأخماج التنفسية الحادة يمكن أن تحرّض سرعة التنفس نتيجة الحمى ونقص الأكسجة الدموية وفي الحالات الشديدة نتيجة الحماض الدموي وفرط كربون الدم، كما يمكن أيضاً أن تنقص سعة التهوية بسبب زيادة المقاومة القصبية وتحدد التهوية بفعل الألم الجنبي.
اضافةتعليق
التعليقات