خمسمئة عام قطعتها في ثوان معدودة، بل هي تقطع الاف الأعوام كل يوم.. هل هي امرأة خارقة؟! انى لها هذه القدرة والقوة الهائلة؟ حري بنا ان نعرف من هي تلك المرأة.
انها امرأة تقبل صغيرها فترتفع بكل قبلة درجة في الجنة مسيرة خمسمئة عام وما ذلك على الله بعسير.
فمنذ لحظاته الاولى في هذه الدنيا تحرص كل ام على تغذية ابنها غذاءا مناسبا لعمره وتتدرج تصاعديا كلما كبر سنه وقوي عوده لتطعمه مما لذ وطاب مستعينة بأقوال اشهر الاطباء وخبرة أفضل الاخصائيين، وتوليه اهتمامها الكامل مغدقة اياه في بحر من العطف والحب والشفقة، ويستنكر كثير من الناس عند مشاهدة ام تعنف رضيعها او تضربه مؤنبة له تصرفه الخاطئ بنظرها!.
فهي تعتقد ربما ان التربية الجيدة تبدأ منذ الصغر وان هذا المخلوق الصغير عليه ان يتأدب بآداب الكبار كي لا يسود وجهها أمام القريب والبعيد.
أما المرأة الخارقة فتعتقد ان طلبها من الصغير ان يتصرف كالكبار لا يقل سذاجة من طلبها لكبير ان يتصرف تصرف الاطفال!! فلكل مرحلة عمرية طبيعتها، فهي تلاعبه سبعا وتؤدبه سبعا وتصاحبه سبعا كما امر ديننا السمح لتجني ثمار تربيتها شهية عندما تحتاجها.
فليس هناك كلمة اشباع في مجال العاطفة.. فالعاطفة كالماء لا يكتفي منها الصغار وكحاجة الكائنات الى هواء تستنشقه كذا حاجتها للعاطفة، للاحتضان، للقبل، لكلمات الحب التي تروي الروح والعقل والقلب.
لذلك فهي لا تقضي ساعات على صفحات الفيسبوك والانستغرام والغوغل لتبحث عن وصفة جديدة لاكلة غريبة، بل تفضل ان تغذي جوع عواطفهم قبل اجسادهم، فلم تربي اطفالا يعانون جفافا عاطفيا كعود يابس يكسر عند اقل ضربة، هي تعلمهم ان يعبروا عن مشاعرهم، رغباتهم طموحاتهم كما تعبر لهم عن حبها بالكلمات والافعال فللكلمة تأثيرها السحري في تعديل السلوك، (فأحبك) كلمة لا تذهب من قلوبهم ابدا يتوارثها الاولاد للاحفاد لتبنى العائلة بناءا يسر الناظرين قوي الأوتاد لا تهزه رياح الزمن.
المرأة الخارقة تقول ان هذا لا يكلفها إلا بضع ثوان دون جهد أو عناء او اموال بل سيزيد رصيدها الاف الحسنات يوم يبحث الناس عن حسنة واحدة، وتذكر نفسها ان طفلها نعمة تغبطها عليها آلاف النساء ممن حرموا هذه النعمة فأدت شكر هذه النعمة لتدوم بإذن الله.
هل عرفتم من هي المرأة الخارقة؟؟ انها انت.. نعم انت وانا وكثير من النساء ان قررن أن يخترقن حجب السواد بنور الرحمن الذي امر بالرحمة وجزى عليها.
لننتفض جميعا بقوة الحب لنعيد الطيبة والرحمة التي شدت رحالها ومضت في سفر بعيد، فعلى عاتقنا جميعا تقع مسؤولية ما نعانيه من ظلم وقسوة وتجبر، وعلينا الان ان نخيط نسيج علاقاتنا الإجتماعية بخيوط الرأفة والانسانية لينعم المجتمع بأفراد اصحاء نفسيا وجسديا.
اضافةتعليق
التعليقات