يرتكب الصائمون خلال شهر رمضان عددا من الأخطاء المتصلة بالعادات الغذائية، الأمر الذي يسبب لهم مشكلات تؤثر على صحتهم.
وعن الأخطاء الغذائية في شهر رمضان، حذر الدكتور طارق البليلي استشاري الباطنة والغدة الصماء والسكر والتغذية العلاجية من مجموعة من العادات التي يمارسها الصائمون خلال فترة الإفطار، قائلا: "البداية من السحور الذي يجب الابتعاد فيه عن الأطعمة المليئة بالأملاح، والتركيز على الأطعمة الغنية بالمياه والتي تساعد الجسم في فترة الصيام".
وأضاف البليلي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "يمنع تناول المياه قبيل بدء الصيام، وبالتحديد في الساعة الأخيرة قبيل الفجر، لأن أضرارها أكثر من نفعها، حيث يقوم الجسم بالتخلص منها سريعا بجانب تسببه بضغط على مجموعة من الأجهزة نظرا للمياه الزائدة. الأفضل هو تناول المياه خلال فترة الإفطار وعلى أكثر من مرة".
وأوضح استشاري التغذية العلاجية أنه: "يجب تناول خلال ساعات الإفطار الفاكهة الغنية بالماء والعناصر المفيدة للجسم كالتفاح والبطيخ والشمام، بجانب العصائر الطبيعية، والابتعاد عن أي عصائر مصنعة والمشروبات الغازية".
وأكد البليلي أنه "من العادات الخاطئة التي يقع فيها الصائمون تناول الماء البارد على الإفطار مباشرة وعلى معدة خاوية، لأنها تقوم بعمل انقباض للأوعية الدموية التي تصل للمعدة، وتسبب تقلصات لها آثار سلبية على الهضم وتهيّج الحموضة".
الابتعاد عن المخللات والدهون
ويقدم الدكتور أحمد عبد العزيز استشاري التغذية العلاجية بكلية طب القصر العيني مجموعة من النصائح للصيام الآمن قائلا: "الإكثار من الخضروات والفاكهة على حساب المخللات التي تعد من الأمور التي يجب الابتعاد عنها، ويجب توعية الأسر لتقليل تواجده على السفرة لأن له مخاطر كبيرة تصل لتكوين الحصوات".
وأشار عبد العزيز في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية" أن: "الحلوى من العادات الخطيرة التي اعتاد عليها الصائمون في عدد كبير من الدول العربية، فكثرتها تسبب أزمات خطيرة وتقوم برفع نسبة السكر في الدم. يفضل أن يكون تناول الحلوى مقتصرا على قطعة صغيرة كل يومين، بشرط أن يتم صنعها في المنزل بعسل النحل الطبيعي، والابتعاد عن السكريات المصنعة".
وتابع استشاري التغذية العلاجية قائلا: "يجب الابتعاد عن الأطعمة الدهنية والدسمة خلال فترة الصيام أو أن يتم تقليل نسبتها إذا أراد الصائم تناولها، مع استشارة الطبيب المختص بشكل دائم، وعمل التحاليل والفحوصات اللازمة".
وعن خطورة الأغذية الغنية بالتوابل، أوضح عبد العزيز: "تسبب عدم انتظام ضربات القلب. الأطعمة التي تقلى في الزيت على درجة حرارة مرتفعة، تسبب أيضا الشعور بالتخمة".
وأنهى استشاري التغذية العلاجية نصائحه قائلا: "يجب عدم إهمال وجبة السحور، مع مراعاة أن يكون الطعام الذي نتناوله يحتوي على كربوهيدرات بنسبة 65 في المئة تقريبا، والبروتين 20 في المئة، والدهون 10 في المئة، والباقي من الخضروات والفاكهة". حسب سكاي نيوز
لماذا نتناول الحلويّات في شهر رمضان... وما هي أضرارها؟
لا يمر شهر رمضان من دون تناول حلوياته التي تتعدَّد أنواعها وأشكالها ومذاقاتها. وربما هذه الحلويات لها جزء من "طعم" هذا الشهر ونكهته، ومن دونها قد لا يشعر الصائمون، وحتى من لا يصومون، بواحدة من لذّات هذا الشهر الفضيل.
وكما يعرف الجميع، فإنّه غالباً ما يرتبط شهر رمضان بعدد من الأطباق، التي تتغيّر من بلد عربي إلى آخر، وبين البلاد ذات الغالبية المسلمة غير العربية. وبالطبع، تكون أطباق الحلويات هي "نجم السهرة" بلا منازع بين الإفطار والسحور. وخلالها يتمّ تناول الحلويات.
وتشرح اختصاصية التغذية، نعيمه بواب إبراهيم، أنّ "سبب رغبة الصائمين في تناول الحلويات بعد الإفطار أكثر من الأيام العادية، هو السبب في تحوّلها إلى عادة. فغالباً ما يشعر الصائم بالحاجة إلى السكر، ويطلب الحلويات كردّ فعل لرفع معدّل السكر في الدم، بعد هبوطه نتيجة الصيام لساعات طويلة".
وتضيف، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "هذه الحلويات تؤمّن للجسم كميّة من السّكر يحتاجها لصناعة الطاقة والحيوية وصرفها خلال الصيام، وتعديل ما ينقص منه خلال ساعات الحرمان من السكر والطعام".
وتشرح أنّ "تناول الحلويات يرتبط بإحساس السعادة. فتناولها يفرز هرمون "الستيروتونين"، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة والارتياح". هكذا يشعر الجسم بـ"المكافأة" على الصيام، من خلال "رشوة السكّر" الليلية. فمن الطبيعي تلبية حاجة الجسم.
لكنّ المشكلة تبدأ حين نذهب بعيداً في تناول الحلويات: "فعند الإكثار من تناول هذه الأصناف، وكونها غنية بالسكر، فهي بالتالي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، خصوصا تلك المشبعة.
فمعظم حلويات رمضان تكون محشيّة بالقشطة ومقليّة بالزيت أو بالسمن، وغالباً ما تكون مشبعة بالقطر". وتُضيف: "هذه الحلويات، إلى جانب أنّها سببٌ مباشرٌ لزيادة الوزن، يجب التنبه إلى الكمية المتناولة منها، كونها تزيد من مخاطر الإصابة ببعض الأمراض، أبرزها السكري. وكمية الدهون الموجودة فيها تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، بسبب رفعها معدّلات الكوليسترول في الدم". فضلاً عن أن تناول الحلويات يتسبّب في عسر الهضم، "لأنها تحتوي على كمية عالية من الزيوت والدهون، خصوصاً المشبعة كما أسلفنا، فهي تحتاج إلى وقت أطول لهضمها، وتناولها بعد الإفطار مباشرة يزيد من صعوبة الهضم، فيزيد، بالتالي، من المشكلة وبشعور التعب. لذا من الأفضل تناولها بعد ساعتين من الإفطار على الأقلّ، حتى يكون الجسم قد هضم وامتصّ حاجاته، عندها يستطيع القيام بوظائفه على أكمل وجه، ويقوم بعملية هضم وحرق الحلويات بطريقة أسهل وأسرع".
وتُنبِّه من خطورة تناول الحلويات الرمضانيّة بكثرة، لأنَّها أيضاً "غنيّة بالسعرات الحرارية. فمثلاً كل 100 غ من القطايف تحتوي على ما يُقارب 330 سعرة حرارية. وكل 100 غ من الكنافة بالجبن، تحتوي تقريباً على 356 سعرة حرارية. أمّا العثملية، فتصل كميّة السعرات الحراريّة فيها إلى ما يُقارب 370 سعرة حرارية. وحلاوة الجبن تحتوي على 320 سعرة حرارية على الأقلّ".
وتتابع نعيمة: "في المقابل تحتوي الفاكهة على كميّاتٍ قليلةٍ من السعرات الحرارية. فالحصّة الواحدة من البطيخ مثلاً، أي كوب ونصف الكوب منه، تحتوي فقط على 60 سعرة حرارية، وحبة الليمون فيها 60 سعرة فقط. و3/4 كوب من الكرز يحتوي على 60 سعرة حرارية، لذلك من الأفضل تناول الفاكهة كسناكات في شهر رمضان".
ولتجنب زيادة الوزن وإغراءات الحلويات الرمضانية، ولتلبية حاجات الجسم، يكمن الحلّ في عدم الإفراط في كمية الحلويات المتناولة، واعتماد الاعتدال في الكميات، إضافة إلى حصر الخيارات بالأحجام الصغيرة، وإدخال الفاكهة على قائمة السناكات الرمضانية، وعدم حصرها في الحلويات. فالفاكهة تمدّ الجسم بالسكريات التي يحتاجها وتُعدّل مستوى السكر، وتؤمّن الطاقة والنشاط. حسب العربي الجديد
اضافةتعليق
التعليقات