قد تعاني بعض النساء في فترة ما قبل الولادة من حالة خطيرة تعرف باسم "تسمم الحمل"، وتكمن خطورتها في أن أعراض التسمم قد لا تظهر مباشرة، ما قد يسبب مضاعفات تضر بصحة الأم والجنين إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة، وهنا تبرز أهمية الفحوصات الدورية أثناء الحمل.
تعرفي على أسباب "تسمم الحمل" ومضاعفاته وطرق التخلص منه:
ما هو تسمم الحمل؟
يتمثل تسمم الحمل في معاناة الحامل من ارتفاع في ضغط الدم، بالإضافة إلى وجود بروتين في البول ومؤشرات تدل على مشاكل في الكلى أو الكبد.
عادة ما يحدث تسمم الحمل بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وقد يحدث في وقت مبكر بعد الولادة، لكنها حالة نادرة.
ما الذي يسبب تسمم الحمل؟
لم يتمكن الأطباء حتى الآن من تحديد السبب الرئيسي لتسمم الحمل، لكن يعتقد أن هناك مجموعة من الأسباب التي تساهم في الإصابة بتلك الحالة أبرزها:
العوامل الوراثية
مشاكل الأوعية الدموية
اضطرابات المناعة الذاتية
هناك أيضاً عوامل خطر يمكن أن تزيد من فرص الإصابة بتسمم الحمل، وتشمل هذه العوامل:
الحمل بأجنة متعددة
أن تكون الحامل قد تجاوزت سن الـ35
أن تكون الحامل في سن المراهقة المبكرة
الحمل للمرة الأولى
السمنة
وجود تاريخ عائلي لارتفاع ضغط الدم
وجود تاريخ عائلي لمرض السكري
وجود تاريخ عائلي لاضطراب في الكلى
أعراض تسمم الحمل
من المهم أن تتذكري أن الحامل قد لا تلاحظ أي أعراض عند الإصابة بتسمم الحمل، لذلك من الضروري إجراء الفحوصات بشكل دوري.
فأثناء الفحص البدني قد يكتشف طبيبك أن ضغط دمك 140/90 ملم زئبق أو أعلى. كما يمكن أن تظهر اختبارات البول والدم أيضاً وجود البروتين في البول، وإنزيمات الكبد غير الطبيعية، وانخفاض مستويات الصفائح الدموية.
مع ذلك قد تظهر أعراض لدى البعض عند الإصابة بهذه الحالة، وتتمثل فيما يلي:
صداع مستمر
انتفاخ غير طبيعي في اليدين والوجه
زيادة الوزن المفاجئة
تغييرات في الرؤية
ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن
علامات تسمم الحمل الشديد
في بعض الحالات قد يكون تسمم الحمل خفيفاً، لكنه من الممكن أن يكون أكثر شدة في حالات أخرى، إذ تظهر على المريضة الأعراض التالية:
تغيرات في معدل ضربات قلب الجنين
وجع بالبطن
نوبات تسمم الحمل
ضعف وظائف الكلى أو الكبد
سوائل في الرئتين
إذا لاحظت أياً من هذه الأعراض أثناء الحمل يجب التوجه إلى الطبيب على الفور للاطمئنان.
ما علاج تسمم الحمل؟
عادة عندما تكون الحامل مصابة بتسمم الحمل، فالحل الأمثل هو الاستعجال بالولادة، فالولادة ستمنع المرض من التطور.
إذا كانت المصابة بتسمم الحمل في الأسبوع 37 أو بعد ذلك، فقد يحرص الطبيب على توليدها، ففي هذه المرحلة يكون الطفل قد نما بشكل كافٍ ولا يعتبر سابقاً لأوانه.
لكن إذا كانت الحامل تعاني من تسمم الحمل قبل الأسبوع الـ37، فسوف يأخذ الطبيب في الاعتبار صحة الحامل وصحة الجنين قبل تحديد موعد الولادة.
فلا يحدد الطبيب موعد الولادة في هذه الحالة إلا بعد أخذ العديد من العوامل بعين الاعتبار، منها ما إذا كان المخاض قد بدأ أم لا، ومدى شدة المرض.
علاجات أخرى أثناء الحمل
في بعض الحالات قد يتم وصف أدوية للمساعدة في خفض ضغط الدم. كما قد يصف الطبيب للمريضة أدوية لمنع النوبات، وهي أحد المضاعفات المحتملة لتسمم الحمل.
وقد يطلب الطبيب من المصابة البقاء في المشفى، لوضعها تحت المراقبة الدقيقة، وإعطائها أدوية عن طريق الوريد لخفض ضغط الدم أو حقن الستيرويد لمساعدة رئتي الطفل على التطور بشكل أسرع.
علاجات تسمم الحمل بعد الولادة
بمجرد ولادة الطفل يجب أن تختفي أعراض تسمم الحمل. فوفقاً للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد يعود ضغط الدم طبيعياً لدى معظم النساء بعد 48 ساعة من الولادة.
كذلك تختفي الأعراض بعد الولادة، وتعود وظائف الكبد والكلى إلى طبيعتها في غضون بضعة أشهر بالنسبة لمعظم النساء المصابات بتسمم الحمل.
ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن يرتفع ضغط الدم مرة أخرى بعد أيام قليلة من الولادة، لهذا السبب فإن المتابعة الدقيقة مع الطبيب وفحوصات ضغط الدم المنتظمة مهمة حتى بعد الولادة.
ورغم ندرتها، يمكن أن تحدث حالات تسمم الحمل في فترة النفاس التي تلي الولادة الطبيعية، لذلك حتى بعد الحمل غير المصحوب بمضاعفات يجب المواظبة على زيارة الطبيب.
ما مضاعفات تسمم الحمل؟
تسمم الحمل حالة خطيرة للغاية، ومن الممكن أن تكون مهددة لحياة كل من الأم والطفل إذا تُركت دون علاج، وفقاً لما ورد في موقع Healthline، وقد تشمل مضاعفات هذه الحالة ما يلي:
مشاكل النزيف بسبب انخفاض مستويات الصفائح الدموية
انفصال المشيمة عن جدار الرحم
تلف الكبد
فشل كلوي
وذمة رئوية
يمكن أن تحدث مضاعفات للطفل أيضاً إذا ولد مبكراً جداً بسبب الجهود المبذولة لعلاج تسمم الحمل.
هل يوجد ما قد يمنع الإصابة بتسمم الحمل؟
لا شيء يمكن أن يمنع هذه الحالة بشكل نهائي. قد يوصي الأطباء بأن تتناول بعض النساء أسبرين الأطفال بعد الثلث الأول من الحمل للمساعدة في منعه.
كذلك من الممكن أن يشخص المرض في مرحلة مبكرة، إذا واظبت الحامل على زيارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة، مع العلم أن التشخيص المبكر يساعد في تجنب المضاعفات.
ومن المهم أيضاً أن تتبع الحامل نمط حياة صحياً، وتواظب على تناول فيتامينات ما قبل الولادة. حسب عربي بوست
تسمم الحمل قد يزيد من خطر إصابة النساء بالسكتة الدماغية في وقت لاحق من حياتهن
وفي السياق ذاته، قالت دراسة إن الحوامل المصابات بمقدمات الارتعاج أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية بثلاث مرات على الأقل في وقت لاحق من الحياة مقارنة بالنساء اللاتي ليس لديهن تاريخ من هذه الحالة.
وبناء على هذه النتيجة، يوصي العلماء بضرورة مراقبة النساء المصابات بمقدمات الارتعاج في السنوات التي تلي حدوثها.
ويقول الدكتور آدم دي هافينون، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المساعد في طب الأعصاب في جامعة يوتا للعلوم الصحية: "القيام بذلك يمكن أن يقلل من خطر إصابة هؤلاء النساء بالسكتات الدماغية".
وتحدث مقدمات الارتعاج في حوالي واحدة من كل 25 حالة حمل في الولايات المتحدة، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ويحدث ذلك عندما تصاب امرأة كانت تعاني في السابق من ضغط الدم الطبيعي فجأة بارتفاع ضغط الدم والبروتين في بولها أو مشاكل أخرى بعد 20 أسبوعا من الحمل. ويمكن أن يؤدي تسمم الحمل، إذا تُرك دون علاج، إلى مضاعفات خطيرة لكل من الأم والجنين.
ووجدت الأبحاث السابقة ارتباطا بين تسمم الحمل والسكتة الدماغية ولكنها لم تتابع النساء في منتصف العمر أو تتبع تطور عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية مثل ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول أو الجلوكوز في الدم أو التدخين.
وفي دراستهم، حلل دي هافينون وزملاؤه بيانات من 1435 امرأة أنجبن وشاركن في دراسة فرامنغهام للقلب، وهي دراسة وبائية تابعت مجموعة من الأفراد بمرور الوقت لتحديد التاريخ الطبيعي لأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السكتة الدماغية. ووقع تقييم صحة المشاركين كل عامين، من عام 1948 إلى عام 2016.
ولم تصب أي من النساء بسكتة دماغية قبل التسجيل في دراسة فرامنغهام. ومع ذلك، كان 169 منهن يعانين من تسمم الحمل قبل المشاركة. وكانت النساء المصابات بهذه الحالة أكثر عرضة لأن يكن أصغر سنا، ويدخنّ، ولديهن ضغط دم انبساطي أعلى، ويتلقين علاجا لارتفاع الكوليسترول في الدم مقارنة بالنساء الأخريات اللائي تم تقييمهن.
وعلى مدى متابعة متوسطها 32 عاما، أصيبت 231 امرأة بسكتة دماغية. وبعد حساب تطور عوامل الخطر الوعائية التقليدية بمرور الوقت، ثبت أن وجود تاريخ من مقدمات الارتعاج مرتبط بشكل مستقل بخطر الإصابة بسكتة دماغية في وقت لاحق من الحياة يبلغ 3.8 ضعفا.
وعلى الرغم من اعتراف الباحثين بأنه ما يزال هناك الكثير غير معروف عن العلاقة بين تسمم الحمل والسكتة الدماغية، إلا أنهم يشتبهون في أن تسمم الحمل قد يسبب ضررا طويل الأمد أكثر مما كان يعتقد سابقا، ما يجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية مع تقدم العمر.
وتقول لورين تيلين،، كبيرة مؤلفي الدراسة والأستاذ المساعد في طب التوليد وأمراض النساء في جامعة يوتا للعلوم الصحية: "تسمم الحمل مرض معقد ينطوي على إصابة بطانة الأوعية الدموية. اعتدنا على الاعتقاد بأن هذا يحدث أثناء الحمل، ثم يشفى بعد ذلك. لكن تسمم الحمل قد يتسبب في تلف الأوعية الدموية بشكل دائم".
ويشار إلى أن الدراسة الحالية لها العديد من القيود، من بينها أن تسمم الحمل تم الإبلاغ عنه ذاتيا. ونتيجة لذلك، قد لا تكشف بعض النساء عن إصابتهن بهذه الحالة. ولم تسجل دراسة فرامنغهام أيضا النساء غير البيضاوات، ما يجعل من الصعب تعميم هذه النتائج على المجموعات العرقية أو الإثنية الأخرى. ولم تتوفر معلومات حول النشاط البدني والنظام الغذائي، وهما عاملان يمكن أن يؤثرا على صحة الأوعية الدموية في منتصف العمر، وهو ما يتطلب المزيد من البحث. حسب روسيا اليوم
اضافةتعليق
التعليقات