يمكن أن يكون لألم البطن المزمن تأثيره المعقد والمزمن على الدماغ، إذ يغير طريقة استجابة الدماغ لإشارات الألم، سواء أكان هذا الألم بسبب مرض التهاب الأمعاء، أو متلازمة القولون العصبي، أو غيرها من الحالات الصحية، فإنه إشارات الألم التي تصل من البطن إلى المخ تسبب إصابة الشخص بالقلق والتوتر وربما الاكتئاب، وهذه الأمور تسبب مزيداً من آلام البطن، التي تصل إشارات المخ فتزيد من معدل القلق الذي يزيد الآلام، وهكذا في دائرة لا تنتهي من الألم، بسبب طريقة قراءة المخ لها.
كيف يمكن لألم البطن أن يُؤثّر على وظائف الدماغ؟
تصف إيفا زيجثي، أستاذة الطب النفسي ومؤسسة مركز الالتهابات والآلام الحشوية (الباطنية) بكلية الطب في جامعة بيتسبيرغ، تلك الآثار بأنّها "جوانب الصدمة" لآلام البطن المزمنة.
وتُعرّف إيفا الصدمة بأنّها رد فعل الدماغ والجسم على أيّ شيء يُهدد سلامة الشخص، وعادةً ما تأتي التهديدات المتصورة التي تُؤدي إلى الصدمة من عوامل خارجية، مثل تهديد حقيقي بالعنف، لكن من الممكن أن تأتي الصدمة من داخل الجسم أيضاً. إذ يُمكن أن تتحوّل آلام البطن المزمنة المستمرة لأكثر من ثلاثة أشهر إلى صدمة- ويمكن أن يفسر الاتصال البيولوجي العصبي بين الدماغ والبطن أسباب ذلك.
إذ تقول إيفا لموقع Natural News الأمريكي: "تكون لديك إشارات متواصلة من البطن، إلى جانب الاستجابات الثانوية من الدماغ تزيد السلبية. وحينها تساورك مشاعر القلق، والتفكير الكارثي شديد التوهّم والاكتئاب من الناحية العاطفية. وتصير شديد التيقظ لهذه الإشارة لأنّها مستمرة وتُعتبر خطيرة".
ويمكن للألم المستمر أن يُعيد توصيل دماغك بالتزامن مع تقديم أنظمة الدماغ المختلفة لرد أكبر على ما تُعتبر إشارات خطر. ووفقاً لإيفا، فإنّ الأشخاص الذين يعانون من الآلام المزمنة في البطن لا يُعانون فقط بسبب الألم وحده. كما يُعانون أيضاً من ردود الفعل المعرفية والسلوكية للألم، وهذا يشمل القلق الاستباقي بشأن الألم، وعدم القدرة على التفكير في المستقبل والتغيرات المزاجية مثل التهيّج.
إذ يُثير الألم طويل المدى ارتباك الدماغ، ويُؤدّي في النهاية إلى كثير من المشكلات مثل أن يؤدي خللاً في مسارات التواصل الكيميائية والكهربائية على حدٍ السواء، وتبدأ الدوائر السلبية للألم والقلق في التفوّق.
الرابط بين البطن والدماغ يذهب في الاتجاهين
يمكن أن تكون معدة الشخص أو العسر المعوي سبباً أو نتيجة للقلق، أو التوتر، أو الاكتئاب. وهذا لأنّ الرابط بين البطن والدماغ يسير في الاتجاهين ولأنّ أنظمة الدماغ والجهاز الهضمي متصلةٌ اتصالاً وثيقاً.
والرابط بين البطن والدماغ حقيقي، إذ يمكنه ربط القلق بمشاكل المعدة والعكس صحيح.
الجهاز الهضمي حساسٌ لمشاعر مثل الغضب، والقلق، والحزن، والغبطة. وكل هذه المشاعر وغيرها يمكنها إثارة أعراض في البطن. وفي الوقت ذاته، نجد أنّ الدماغ له تأثيرٌ مباشر على المعدة والأمعاء. وفكرة تناول الطعام في حد ذاتها تدفع المعدة إلى إفراز عصارتها قبل أن يصلها الطعام.
بينما تُرسل الأمعاء المضطربة إشارات إلى الدماغ، كما يُرسل الدماغ المضطرب إشاراته إلى البطن. والتواصل المقرب بين الدماغ والبطن يفسر لنا سبب شعور الشخص بالغثيان أو الألم المعوي في أوقات التوتر.
ويمتلك العديد من الأشخاص الذين يُعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي أدمغةً تستجيب لإشارات الألم من الجهاز الهضمي أكثر، لذا يشعرون بالألم بطريقةٍ أكثر حدة من غيرهم. كما يعانون المزيد من التوتر والإجهاد يجعل الألم أسوأ مما يبدو.
تخفيف وعلاج ألم البطن
تشيع هذه الظاهرة مع من يعانون من القولون العصبي، لكنها أيضاً قد تحدث بسبب أوضاع صحية أخرى، أو أسباب نفسية، وأيضاً بسبب أنواع الطعام الذي تأكله، لذلك سنقدم لك بعض النصائح علها تخفف ألم بطنك من البداية، حتى لا تقع في دائرة غير مفرغة من الألم.
– المشاركة في ممارسة الرياضة بانتظام.
– تقليل تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
– تناول وجبات أصغر.
– تناول الشوفان لتقليل الغازات والانتفاخ.
– ممارسة التأمل لتقليل التوتر والإجهاد.
– تشتيت ذهنك عندما يحاول التركيز على أفكار سلبية تصيب بالتوتر.
– تجنب تناول الأطعمة المقلية والحارة.
– تجنب المشروبات الغازية والسكرية.
– شرب ما يكفي الجسم من السوائل.
– تجنب تناول الأطعمة التي قد تعاني من الحساسية بسببها.
أيضاً راقب شعور الألم بعد كل وجبة طعام، إذا شعرت أنه يزداد بعد تناول البقوليات مثلاً أو الألبان أو أي نوع طعام آخر، فغالباً هذا يعني أنك تعاني من الحساسية، وعليك تقليل تناول هذا النوع إن لم يكن التوقف نهائياً عن تناوله.
ويُعد شرب الكثير من الماء إحدى الطرق الرائعة لتنظيم عملية الهضم، لذا ينصح الأشخاص الذين يعانون من مشاكل هضمية أو يرغبون في تنظيف القولون بشكل طبيعي، بشرب 6 إلى 8 أكواب من الماء الفاتر يومياً.
أيضاً قد يساعد تناول الألياف، إذ تعد من المغذيات الكبيرة التي غالباً ما يتم تجاهلها في النظام الغذائي. وهي موجودة في الأطعمة النباتية الصحية مثل الفواكه والخضراوات والحبوب والمكسرات والبذور. تحتوي النباتات على السليلوز والألياف التي تنظم حركة الأمعاء وتقضي على الإمساك، بينما تعمل البكتيريا المفيدة كمضاد حيوي.
ولا بأس بتجربة بعض أنواع الشاي العشبي، فقد تساعد في تدعيم صحة الجهاز الهضمي عن طريق تعزيز صحة القولون، مثل الصبار وجذر الخطمى والدردار التي قد تساعد في حالات الإمساك.
لكن في حال أنك قمت بهذه الأمور وما زلت تعاني من ألم البطن، فقد تكون تعاني من مشكلة صحية مثل وجود جرثومة أو بكتيريا أو الأمراض المتعلقة بالأمعاء والقولون والمعدة، وهذا يستدعي زيارة طبيب. حسب عربي بوست
حل طبيعي فعال لمتلازمة القولون العصبي
تزداد حالات الإصابة بمتلازمة القولون العصبي لتجعله من الأمراض الشائعة في الكثير من دول العالم. وفيما يبحث الكثير من المصابين عن العلاج في العقاقير والتغذية الصحية فقط، يمكن لأمر بسيط آخر أن يقلل من أعراضها، فما هو؟
باتت متلازمة القولون العصبي حالة شائعة جداً، وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة انتشارها في الدول الصناعية تتراوح بين 10 و20 بالمائة. والمصابون بالقولون العصبي يعانون في العادة من آلام في البطن وتغييرات في التغوط مثل التغوط غير المنتظم، وكذلك الإمساك أو الإسهال، إضافة إلى الأعراض الأخرى كانتفاخات البطن.
ويبحث الكثير من المصابين عن دواء ناجع للقولون العصبي، بينما يوجد العلاج في أيديهم: تقنيات الاسترخاء التي تعيد الهدوء إلينا، يمكن أن تساعد المصابين بهذه المتلازمة. فحمام ساخن أو نزهة طويلة على الأقدام يمكن أن يكون تأثيرهما في التخفيف من أعراض القولون العصبي وأفضل بكثير من الأدوية أو الغذاء الصحي.
فأسباب الكثير من مشاكل عسر الهضم ليست أسباب جسدية فحسب، بل ويعود جزء كبير منها إلى طبيعتنا العقلية والنفسية. وبالتالي فإن الهدوء والاسترخاء النفسي والتغلب على أسباب التوتر ستمكن المصاب من التغلب على الأعراض المزعجة لهذا المرض.
في فترات التوتر الذي يعتري الأنسان من حين إلى آخر، يحتاج الدماغ إلى الكثير من الطاقة التي يستمدها من الأمعاء، وهذا ما يؤثر بطبيعة الحال على عملية الهضم. فتكون النتيجة: القيء والإسهال وتشنجات البطن وفقدان الشهية.
وإذا أصبح مثل هذا الوضع الاستثنائي هو القاعدة في حياة الشخص واستمرت مراحل التوتر لفترة أطول، فسوف تُصاب الأمعاء بضرر بالغ. كما أن التروية الدموية ستتعرقل، ما ينتج عنه انخفاض إنتاج الغشاء المخاطي، وهو ما يصيب أمعائنا في مقتل.
في الوقت نفسه تطلق الخلايا المناعية في جدار الأمعاء خلال فترات التوتر والإجهاد العديد من مواد الإشارات المزعجة. وبالتالي يتم تحفيز الأمعاء بشكل مفرط، لتكون ردة فعلها أكثر حساسية على نحو متزايد. في بعض الأحيان يكفي أن يكون السروال أضيق من اللازم عن البطن لتحريك هذه الأعراض المزعجة.
لماذا ترتفع نسبة الإصابة بمتلازمة القولون العصبي؟
أصبحت متلازمة القولون العصبي مرضاً واسع النطاق يصيب ما يصل إلى واحد من كل رابع شخص في ألمانيا وحدها، وباتت تصيب النساء أكثر من الرجال. ومع ذلك لا توجد أسباب معروفة لمتلازمة القولون العصبي، كما أن الصورة السريرية لحالات الإصابة تختلف من شخص إلى آخر.
لكن وعلى الرغم من ذلك، يعتقد الخبراء أن التوتر المزمن الذي يصيب الناس أكثر من أي وقت مضى، يعد أحد أسباب زيادة مشاكل الأمعاء. بيد أن المعاناة من متلازمة القولون العصبي تبقى حبيسة الصمت، فواحد فقط من بين كل ثلاثة أشخاص يجرؤ على الذهاب إلى الطبيب لطلب العلاج منها.
ويبقى هنا أن نذكر أن إرشادات الطبيب تبقى مهمة للغاية. إذا كان المرضى يعانون من أعراض حادة، فإن الأطباء يصفون مضادات الاكتئاب في بعض الأحيان. فقد تبيّن أن الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المعوي حساسة للعقاقير النفسية، إذ تحصل الأمعاء بمفعولها على راحة أفضل هي الأخرى, حسب dw
اضافةتعليق
التعليقات