تستخدم أجزاء كثيرة من العالم نظام الـ 24 ساعة - بدلاً من الساعة الواحدة أو الثانية بعد الظهر. قد يخبرك شخص ما في تركيا أو البرازيل أن الساعة 13:00، ولكن في الأماكن التي تستخدم نُسق الـ 12 ساعة، مثل الولايات المتحدة، يتم استخدام مصطلحيّ (صباحًا ومساءً) لتوضيح إن كان المقصود بالوقت المحدد صباحاً أم مساءً.
من ضمن أكثر الأمور المزعجة بشأن تقسيم يومك إلى جزأين كل منهما يتكوّن من 12 ساعة مرقمة من 1 إلى 12، والتي تنقلب في منتصف النهار ومنتصف الليل، هو أنه يصبح من الضروري إخبار من تتحدث معه بالجزء الذي تتحدث عنه، فمثلاً لو قلت لأحدهم (هل نلتقي في الساعة الثامنة؟) يجب أن تحدد هنا هل هي الثامنة صباحاً أم الثامنة ليلاً.
لهذا السبب تسمى كل فترة من النهار والليل باختصار محدد، حيث يُشير اختصار a.m. للفترة الصباحية من اليوم، وهي اختصار للمصطلح اللاتينيante-meridiem، أو (قبل منتصف النهار). بينما تُشير الفترة التي تبدأ بعد منتصف النهار بـ p.m. اختصاراً للمصطلح اللاتيني post-meridiem ، وتعني (بعد منتصف النهار). ولكن لماذا يتعين علينا تعقيد الأمور باستخدام تنسيق 12 ساعة بينما يبدو تنسيق 24 ساعة أكثر سهولة وراحة؟ الجواب على ذلك له علاقة وطيدة بالاختراع المبكر للساعات.
إن استخدام مصطلحات الدلالة على الصباح والمساء يأتي من حقيقة أن القدماء استخدموا التباين النسبي للضوء والظلام لكل دورة مدتها 24 ساعة للتعرف على الوقت. بيّنت لهم الشمس أن الوقت هو النهار كما بيّن القمر والنجوم أن الوقت هو الليل، كما افترض المصريون القدماء أن الليل والنهار متساويان في الطول.
منذ 3500 سنة قبل الميلاد، بنى المصريون القدماء مسلات قامت بتكوين الظل على أجزاء من الأرض على مدار اليوم - ولم تكن هذه التقسيمات دقيقة مثل الساعات الحديثة اليوم، لكن التشابه الوحيد يكمن في آلية معرفة الوقت.
وفي وقتٍ لاحق، استخدم صانعو الساعات النموذج الدائري للمزولة لإعداد تقنيتهم الجديدة. على الرغم من أن الساعات الميكانيكية الأولى في أوروبا في العصور الوسطى والمصممة في أبراج للساعات كانت عبارة عن أجهزة تعمل على مدار 24 ساعة، إلا أنه بحلول القرن الرابع عشر، بدأ تصنيع الساعات الميكانيكية بواجهات مدتها 12 ساعة، لتوفير المساحة في الواجهات الزجاجية لساعات الجيب.
في النهاية، استسلم صانعو الساعات وتبنّوا نظام الـ (صباحاً ومساءً)، على الرغم من أن هذه التسميات لم يعد لها علاقة بالأجرام الفلكية بعد الآن. ومع ذلك، بحلول أواخر القرن التاسع عشر، بدءً من السكك الحديدية الكندية في المحيط الهادئ في عام 1886، بدأت المزيد من الدول والكيانات العسكرية في تحديد الوقت استنادًا إلى نظام 24 ساعة، باستثناء دول مثل الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والفلبين، حيث يتم استخدام نظام 12 ساعة بشكل رسميّ، كما تستخدم معظم البلدان الأخرى نظام الـ 24 ساعة. وعلى الرغم من ذلك فأن العادات القديمة لا تندثر بسهولة، إذ إنك إذا سألت شخصًا ما في إيرلندا أو الصين أو فرنسا عن الوقت، فمن المرجح أن يُجيبك باستخدام مصطلحيّ (صباحاً ومساءً).
معلومة: يُطلق أحيانًا على التوقيت بتنسيق 24 ساعة اسم "التوقيت العسكري" في الولايات المتحدة وكندا حيث تستخدمه الجيوش في هذه البلدان، على الرغم من أن المدنيين يستخدمون التوقيت بتنسيق 12 ساعة.
اضافةتعليق
التعليقات