تقف بعض آراؤنا عند المنتصف حيث نقف عند طريق مسدود لانستطيع ان نقنع المقابل بما نريد، ولا لدينا نصف قناعة بكلامه، الا اننا لانريد ان نكمل النصف.
نقف موقف الحيرة في اختيار الشريك، فلا قبول كامل ولا رفض كامل ونقع في مشكلة (نصف الرفض والقبول)، وعلى ذلك المنتصف تدور عجلة ايامنا ونحن بنصف قرار.
احيانا نصمت عن الحقيقة وعندما يأتي اليوم الذي يجب فيه ان نظهرها نُظهر نصفها فلا حقيقة كاملة تؤخذ ولا صمت، ونبقى على النصف.
عندما نحب نحب بنصف حب فلا نعترف لمن نحب، ونتردد بسبب ذلك النصف وتأخذ افكارنا طرق اخرى بحجة الكبرياء وعدم الثقة بالمقابل، نحوم حول تلك الدوائر تاركين ذلك النصف الذي بداخلنا غير مكتمل ولن نفكر بتفريغه فنبقى نعاني بسبب النصف.
كثيرا مانبكي بدواخلنا وعندما تخرج الدمعة نمسحها عند المنتصف ولا ندعها تكمل الطريق فنبقى عند ذلك المنتصف.
ندين بدين وننتسب اليه ونأخذ تعاليمنا منه لكن لانكملها، نبقى عند المنتصف لنجلب مانستهويه من اديان أخرى ونطبقه ونبقى غير مكملين لديننا ولا مستقرين على الاديان الأخرى وبذلك نكون عند ذلك المنتصف.
ذلك المنتصف هو الذي اضاع علينا الكثير من الفرص وبعثر علينا الكثير من المشاعر وصَمَتْنا عن قول، وقلنا اقوال خشينا من اكمالها واتخذنا نصف قرارات، وبعض المنتصفات تشكل خطر على حياتنا مثل: نصف دين، ونصف قرار، ونصف مشاعر، هذه الثلاثة اسباب للعديد من مشاكلنا، وهذا سيقودنا الى الدفاع عن اشياء نحن صنعناها لنغطي نصف فشلنا في معرفة انفسنا، وبذلك خرجت العديد من المسميات التي هي عبارة عن حجح واهية نطلقها لجهلنا فقط بالنصف الآخر.
لتلافي ذلك النصف:
1_ اجلس جلسة صراحة مع نفسك لتفهم ماتريد انت.
2_ استفهم عن الشيء الذي تبحث عنه حتى تصل الى تمام الاعتقاد به.
3_ ابتعد عن التسميات الواهية التي تصنعها لنفسك كالخوف، والخشية، والفشل، والاحباط.. الخ.
4_ عندما تسمع لرأي احد وتقتنع بنصفه ارجع ابحث عنه لترى اما اكتمال نصفه فتؤمن به او اكمال نصفك لتعرف كيف تواجه هذا الرأي ما إن تكرر.
5_ لاتبقى بنصف قرار فإما ان تكمله بقناعة او ترفضه حتى لا يتسبب ذلك القرار بخسارة في حياتك.
وأخيرا من الخطأ ان نبقى نصف بشر فلا نعرف مانريد ويضيع من يتعامل معنا، وبذلك كما قال جبران خليل جبران:
لا تعش نصف حياة، ولا تمت نصف موت.
لا تختر نصف حل، ولا تقف في نصف الحقيقة.
لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل.
اذا صمت فاصمت حتى النهاية.
وإذا تكلمت.. فتكلم حتى النهاية.
لا تصمت كي تتكلم.
ولا تتكلم كي تصمت.
إذا رضيت.. فعبر عن رضاك، ولا تصطنع نصف رضا.
وإذا رفضت.. فعبر عن رفضك، لأن نصف الرفض قبول.
اضافةتعليق
التعليقات