مع اقتراب الشتاء، يصبح الجو أكثر قتامة في وقت مبكر كل يوم، وتنخفض درجات الحرارة.
ويمكن أن يضرب الاضطراب العاطفي الموسمي بشكل خاص هذا العام، خاصة بعد شهور من التباعد الاجتماعي، والاتصال المحدود بالعائلة، أو المجموعات الكبيرة.
وقالت خايمي بلاندينو، عالمة النفس السريري وإحدى مؤسسي مركز ثرايف للصحة النفسية في ديكاتور، جورجيا: "شتاءنا العاطفي قادم".
الاضطراب العاطفي الموسمي، المعروف أيضاً باسمه المختصر، SAD ، هو شكل من أشكال الاكتئاب الذي يصاب به بعض الأشخاص لبضعة أشهر كل عام، والأكثر شيوعًا خلال أشهر الخريف والشتاء، حيث تقصر الأيام. ويمكن أن يستمر حتى الربيع أو الصيف التاليين. ورغم من أن ذلك أقل شيوعًا، إلا أنه يمكن أن يظهر أيضًا في أشهر الصيف ويختفي مع تغير الموسم.
الاضطرابات العاطفية الموسمية
ساعات أقل من ضوء الشمس خلال الشتاء يمكن أن تسبب انخفاضًا في المواد الكيميائية في الدماغ التي تنظم الحالة المزاجية، مثل السيروتونين. ويعتمد الأشخاص أيضاً على ضوء الشمس للمساعدة في تحفيز إنتاج الميلاتونين، مما يساعد على النوم، وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية.
وقال فايل رايت، مدير ابتكار الرعاية الصحية في الجمعية إنه "يمكن أن يكون الاضطراب العاطفي الموسمي أسوأ هذا العام بالنظر إلى مدى اعتمادنا على الخارج كنوع من الراحة".
وللحصول على تشخيص اضطراب القلق الاجتماعي، يحتاج الأفراد إلى نوبات اكتئاب شديد تتزامن مع مواسم محددة لمدة عامين على الأقل، وفقًا للمعهد الوطني للصحة النفسية. وهذه الحالة شائعة لدى النساء أكثر من الرجال، وتؤثر على حوالي 5٪ من سكان الولايات المتحدة.
وتحدث هذه الحالة بشكل متكرر كلما ابتعد الناس عن خط الاستواء، بما في ذلك، على سبيل المثال، ألاسكا، التي لديها شتاء أكثر قتامة. وهذا الاضطراب أكثر شيوعًا أيضًا بين النساء والشباب، وكذلك أولئك الذين لديهم تاريخ شخصي أو عائلي من الاكتئاب.
وخلال الوباء، يتحمل الناس بالفعل عبئًا عاطفيًا أكبر من المعتاد. ورغم من أن واحدة من أفضل الطرق للوقاية من فيروس كورونا هي تجنب التجمعات، إلا أن اتباع نصائح الصحة العامة يأتي بتكلفة على الصحة النفسية.
وقالت بلاندينو: "بعض الإجراءات التي كان علينا اتخاذها لحماية أنفسنا من فيروس كورونا ليست جيدة بالنسبة لنا".
ويعني الوضع الطبيعي الجديد انخفاضًا في التفاعل الشخصي. وعلاوة على ذلك، يشعر الكثير من الأشخاص بإرهاق الشاشة بسبب استخدام تقنية الاتصال المرئية للبقاء على اتصال مع الأصدقاء والعائلات. ويمكن أن تؤدي هذه العوامل إلى إحساس ملموس بالوحدة يجعل الكثيرين عرضة للاضطراب العاطفي الموسمي هذا العام.
كيفية التأقلم
ومرت أسابيع قليلة على بدء فصل الخريف، وقد حان الوقت الآن لبناء خطة يمكن اتباعها خلال أشهر الشتاء المظلمة.
قم ببناء مجموعة أدوات: أثناء قيامك بالعصف الذهني لطريقة تجنب الاضطراب العاطفي الموسمي، تتمثل إحدى طرق التفكير في المستقبل في إنشاء بنك أفكار لطرقك المفضلة للقيام بالعناية الذاتية، سواء كان ذلك في نزهات الصباح الطويلة أو حمامات الفقاعات في وقت متأخر من الليل.
البحث عن الضوء: أثناء التنقل في فصل الشتاء، هناك تعديلات صغيرة على يومك يمكن أن تساعدك في الحصول على الضوء الإضافي الذي تحتاجه.
وقال رايت: "يمكن أن يكون ذلك عبر تناول قهوتك بالقرب من النافذة في الصباح". ضع مكتبك بجانب النافذة، أو قم بشيء بسيط مثل عدم ارتداء النظارات الشمسية الخاصة بك عندما تكون بالخارج للاستمتاع بأشعة الشمس.
الأضواء السعيدة: أحد العلاجات الأساسية للاضطراب العاطفي الموسمي هو العلاج بالضوء الساطع، والذي يوصف بأنه مؤثر إكلينيكيًا منذ الثمانينيات.
اقضِ عطلة نهاية الأسبوع في الطهي: عندما تكون مستعدًا لذلك، ضع في اعتبارك طهي كمية كبيرة من الحساء الدافئ اللذيذ والمليء بالعناصر الغذائية. وقالت بلاندينو: "امنح نفسك شيئًا لتأكله في الأوقات التي لا ترغب فيها بفعل أي شيء".
ابحث عن شيء تتطلع إليه: مع وجود عدد أقل من الأحداث الخاصة والمؤتمرات والإجازات، من المهم أن تخطط لشيء خاص للعيد، حتى لو كان التجمع يحتاج إلى أن يكون صغيرًا أو في الهواء الطلق.
اعثر على معالج: لا يزال أحد أفضل أنواع المسكنات للروح المرهقة هو المساعدة المهنية، وأثناء الوباء، أصبحت خدمات الرعاية الصحية عن بُعد أكثر سهولة. وتبين أن تلقي المشورة عبر الإنترنت يمكن مقارنته من حيث الفعالية برؤية المعالج شخصيًا، وفقًا لدراسة مراجعة منهجية أجريت عام 2017.
وقبل أن يبدأ الوباء، كان حوالي 20٪ من جلسات العلاج في الولايات المتحدة تتم من خلال الرعاية الصحية عن بعد، بحسب الجمعية الامريكية لعلم النفس. وارتفع هذا الرقم إلى 75٪ بعد أن أصدر المحافظون أوامر طارئة لتوسيع الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية عن بعد. حسب cnn عربي
دراسة تكشف تأثير كورونا على الصحة النفسية
أجرى فريق بحثي علمي من جامعة الإمارات وجامعة الشارقة وعدد من المنظمات البحثية بحثا حول تأثير فيروس كورونا على الصحة النفسية ونوعية الحياة لدى سكان دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودولة الإمارات.
وأشارت الدراسة إلى أن تأثير فيروس كورونا على مستوى التوتر كان حاداً لدى30.9% من المشاركين، ومعتدلاً لدى9.0% من المشاركين، وخفيفاً لدى 22.3% من المشاركين. أما في دولة الإمارات، فقد كان تأثير فيروس كورونا على مستوى التوتر لدى %27.3 من المشاركين، ومعتدلاً لدى %8.4 منهم، وخفيفاً بالنسبة إلى %22.6 من العينة.
وأكد أغلب المشاركين في دراسة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والذين بلغت نسبتهم %54.8 بقدرتهم على مساعدة الآخرين رغم انتشار الوباء. في حين أفاد %40.9 بزيادة ضغط العمل أثناء فترة انتشاره، وشعر 61.1 من المشاركين بالخوف الوباء.
وكانت نتائج أغلب المشاركين من دولة الإمارات والذين بلغت نسبتهم %56.8 مشابهة، حيث لم يشعروا بالعجز عن مساعدة الآخرين خلال انتشار الوباء، ولكن %43.4 منهم شعروا بزيادة في ضغط العمل، و%63.4 أصيبوا بالخوف بسبب تفشي الوباء.
وذكرت الدكتورة عائشة سالم الظاهري-رئيس الفريق البحثي-وكيل كلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات أن الدراسة شملت 9068 شخصًا بالغًا من كل من "الإمارات، والسعودية، والجزائر، ومملكة البحرين، ومصر، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وعمان، وفلسطين، وقطر، والسودان، وسوريا، وتونس، واليمن".
حيث أكمل المشاركون استبياناً حول التأثيرات السلبية لوباء COVID-19 على الصحة العقلية، وتأثيره أيضاً على الدعم الاجتماعي والأسري وعلى نمط الحياة. حيث تم توزيع الاستمارة الكترونياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي رافقتها دراسة موسعة أخرى خاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة شارك بها 4426 شخصاً بالغاً.
أوضحت الدارسة بأنه قد بلغ معدل التوتر النفسي الناتج عن انتشار فيروس كورونا ال مستجد29.3±14.8 ضمن عينة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و27.97±14.6 في دراسة الإمارات العربية المتحدة، مما يعكس تأثيراً خفيفاً للوباء على مستوى التوتر النفسي لدى المشاركين في الاستطلاع.
وأشار42.1% من المشاركين في الدراسة إلى ازدياد الدعم الذي يتلقونه من أفراد أسرهم، وأبلغ 67.4% من المشاركين عن ازدياد اهتمامهم بمشاعر أفراد أسرهم أثناء الوباء. وفي السياق نفسه، فقد أفادت النسبة الأعلى من المشاركين في دولة الإمارات بتلقيهم زيادةً في الدعم النفسي من قبل أفراد أسرهم وزيادة اهتمامهم بمشاعر أفراد العائلة بعد ظهور الوباء.
أعرب ما يزيد عن40% من المشاركين في الدراستين أنهم أصبحوا يولون اهتمامًا أكبر بصحتهم العقلية منذ بدء الوباء. بالإضافة إلى ذلك، فقد أفاد أكثر من38% من المشاركين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودولة الإمارات أنهم يخصصون وقتاً أكثر للراحة.
ولكن لوحظ في الدراستين أن أكثر من ثلث العينة المشاركة تقضي وقتاً أقل في ممارسة النشاط البدني منذ تفشي الوباء.
تركز نتائج الدراسة على أهمية الحاجة لزيادة الوعي بالدور الكبير الذي يلعبه النشاط البدني في التحكم بأمراض الصحة العقلية الخفيفة والمتوسطة، منها على وجه الخصوص الاكتئاب والقلق.
علاوة على ذلك، فإنه من الضروري توفير الدعم النفسي المطلوب لتخفيف التوتر وتقديم الاستشارات النفسية للمحتاجين. في حين قد يكون تنظيم ساعات العمل خلال الوباء "ضرورياً" لتقليل العبء على الأفراد وذلك لما يتسبب به ضغط العمل من آثار سلبية على النوم والصحة العقلية. حسب البيان
اضافةتعليق
التعليقات