الذكاء بالمفهوم الكلاسيكي
الذكاء هو ما تقيسه اختبارات الذكاء وكل إنسان له سقف من الذكاء لا يتعداه والذكاء قدرة عامة موجودة عند جميع الأفراد بدرجات متفاوتة، هناك عامل واحد أو خاصية عقلية واحدة تسمى الذكاء العام وهناك عدد من القدرات العقلية الأساسية وليس قدرة عقلية واحدة.
الذكاء لا يمكن أن يتحسن بشكل جوهري من خلال التدريس أو التدريب أو العمر أو الخبرة، إنه استعداد فطري عند الفرد.
الذكاء بالمفهوم الجديد قد يكون للذكاء بنية (قدرات) ولكن الشيء الأكثر أهمية في دراسة الذكاء هي العمليات التي تشكله ويمكن تحسين الذكاء بصورة جوهرية بالتعليم والتدريب والاختبارات المقننة ليست أفضل طريقة لاستكشاف طبيعة الذكاء، وبدلاً من ذلك أن أفضل طريقة هي أن تجعل الناس يحلون مشكلاتهم ومشكلات بعضهم.
يوجد مكون مورثي (جيني) للذكاء ولكن ليس له أهمية في معظم السلوك الذكي و يتأثر الذكاء كثيراً بالبيئة الثقافية للفرد ولهذا فان دراسة الذكاء يجب أن تأخذ في الاعتبار البيئات المختلفة.
كل الأطفال يولدون ولديهم كفاءات ذهنية متعددة منها ما هو ضعيف ومنها ومنها ما هو قوي ومن شأن التربية الفعالة أن تنمي ما لدى المتعلم من كفاءات ضعيفة وتعمل في الوقت نفسه على زيادة تنمية ما هو قوي لديه، أي تبتعد هذه النظرية عن ربط الكفاءات الذهنية بالوراثة الميكانيكية التي تسلب كل ارادة للتربية وترفض هذه النظرية الاختبارات التقليدية للذكاء لأنها لا تنصف ذكاء الشخص فهي تركز على جوانب معينة فقط من الذكاء وليس هناك طالب أفضل من آخر وكل ما هنالك اختلاف في الذكاءات.
تعريف الذكاء بالمفهوم الجديد
الذكاء هو القدرة على حل المشكلات أو تشكيل الإنتاجات يؤلف موسيقى - يكتب قصيدة .... أي أننا نتعلم عن الذكاء بدراسة العمليات الذهنية التي يستخدمها الناس عندما يحلون مشكلات ثقافية مهمة أو تصميم انتاجات ثقافية مهمة وليس من خلال اختبارات مقننة ويعتقد جاردنر انه لا يمكن إيجاد نموذج للوظيفة الذهنية ليشكل الأساس في حل المشكلات الذهنية . يرى جاردنر أن العمليات الذهنية تتنوع بالاعتماد على المهمة التي يشترك فيها المتعلم.
معالم نظرية الذكاءات المتعددة
أولاً: ليس الذكاء ثابتاً أو جامداً عند الولادة أي أن ذكاء الإنسان لا تحدده الوراثة أو يتم قياسه من خلال اختبارات الذكاء فالذكاء كفاءات ذهنية تزداد باستمرار وتنمو وتتغير خلال حياة الإنسان .
ثانياً: يمكن تعلم الذكاء وتعليمه وتطويره وتحسينه لأن قدرات الذكاء لها قاعدة عصبية -ذهنية فإن أي قدرة ذهنية يمكن أن تتحسن في أي مرحلة عمرية هذا يعني إننا نستطيع البحث عن طرق لمساعدة الطلبة في البحث عن مجالات ذهنية جديدة من خلال التمارين أو التدريبات كما هو الحال في تنمية أي مهارة.
ثالثاً: الذكاء ظاهرة متعددة الأبعاد توجد في عدة مستويات من نظام دماغنا Brain وعقلنا Mind وجسمنا Body وهناك طرائق عديدة ومتنوعة نستطيع من خلالها تنمية المعارف والفهم والخيال والتعلم والإبداع ومعالجة المعلومات.
أنواع الذكاءات المتعددة
1-الذكاء المنطقي-الرياضي
2-الذكاء اللفظي-اللغوي
3-الذكاء البصري-المكاني
4-الذكاء الموسيقي
5-الذكاء الجسمي-الحركي
6-الذكاء التأملي الذاتي
7-الذكاء التواصلي التعاوني
8-الذكاء الطبيعي .
إن الذكاء المنطقي-الرياضي يعني الحساسية والقدرة على الإدراك والاستدلال الإستنتاجي والاستقرائي واستخدام الأنماط العددية والتجريدية ويتجلى هذا الذكاء لدى الذين لديهم القدرة على البحث واكتشاف أنماط وعمليات حل المشكلات والمهارات العمليات الحسابية وأنماط التفكير الفعال والتفكير التجريدي والتفكير الموجه بالتطبيق يظهر هذا الذكاء لدى العلماء وأساتذة الرياضيات والعلوم والمهتمين بالبرمجة والعاملين في البنوك والمحاسبين، أمثال الكندي والخوارزمي وأنشتاين.
الذكاء اللفظي-اللغوي
يعني الحساسية للأصوات والإيقاعات ومعاني الكلمات والوظائف المختلفة للغة والقدرة على
الاستخدام المتقن للكتابة والتعبير الشفهي، يتجلى هذا الذكاء لدى الذين يحبون كتابة المقالات
واستخدام مهارات الفهم اللغوي والمناظرات والحوارات والأحاديث العامة الرسمية وغير الرسمية والشعر والكتابة الإبداعية والصحفية والدعابة المرتكزة على اللغة يظهر هذا الذكاء لدى الشعراء والصحفيين والكتاب والخطباء ( المتنبي، طه حسين الخ).
الذكاء البصري-المكاني
يعني القدرة على التصور الذهني للعالم البصري والمكاني بدقة وانجاز تحولات بناء على ذلك يتجلى هذا الذكاء من خلال رؤية خارجية (العين) ورؤية (داخلية عين العقل) ويتضمن ذلك الفضول الحسي الحركي عن العالم واستكشاف الفضاء البيئي.
الذكاء الموسيقي-الإيقاعي
يعني القدرة على إدراك الحساسية للإيقاع وأنماط النغمات ودرجاتها والأداء الموسيقي والتأليف الموسيقي والتحليل الموسيقي والإنتاج الموسيقي.
وكل أشكال التعبير الموسيقي والأصوات الطبيعية البيئية والاستجابة لها والانفعال بآثارها، يتجلى هذا الذكاء لدى الذين يحبون الغناء والاستماع إلى الموسيقى والأنماط الإيقاعية.
الذكاء الجسمي-الحركي
يعني القدرة على استخدام الجسم في التعبير عن الأفكار والمشاعر والقيم وإظهار الأداء فمثلاً يتوضح هذا الذكاء من خلال استخدام الجسم في التعبير عن المشاعر والايماءات الجسمية والمهارية(كما يبدو في أداء الراقص) أو اظهار الأداء الجسمي والحركي كما يبدو في الألعاب الرياضية أو في حل مشكلة كما يبدو في عمل الحرفيين أو في خلق انتاج جديد كما يبدو في أداء المخترعين في تشكيل انتاج بالتناول المهاري للأشياء.
الذكاء التأملي-الذاتي
هو القدرة الارتباطية المتجهة نحو الداخل ويعني القدرة على ادراك الانسان لمظاهرة الداخلية الذاتية ومجال عواطفه ويتجلى هذا الذكاء لدى الذين لديهم ارادة قوية وثقة بالنفس واستدلال عال وحب العمل الفردي والقيام بمشروعات مستقلة متجنبين النشاطات الجماعية، يحدث هذا الذكاء من خلال مهارات التأمل الذاتي ويتضمن ذلك الوعي .
وهم أحياناً لديهم الاستبصار والحكمة الابداعية ويتصفون بالحدس والفكر المحدد حيث يأتي اليهم العديد من الناس طلباً للنصيحة والاستشارة . يظهر هذا الذكاء لدى القادة الدينيين والفلاسفة والاطباء النفسيين وعلماء النفس والباحثين.
الذكاء التواصلي-التعاوني
يعني القدرة على فهم الناس وإدراك طباعهم ومزاجهم ودوافعهم وقراءة نواياهم ورغباتهم ولو كانت خفية وكيف يعملون والاستجابة لها ويتضمن ذلك الحساسية للتعبيرات الصوتية والإيماءات وتعبيرات الوجه، يتجلى هذا الذكاء لدى القادرين على قبول الآخرين والاتصال معهم واقامة العلاقات الاجتماعية.
الذكاء الطبيعي
يعني الحساسية للبيئة الطبيعية والفضول الفطري للرغبة في استكشاف العالم الطبيعي والقدرة على فهم الكائنات الطبيعية وأشكالها المختلفة.
تتجلى هذه القدرة لدى الذين لديهم حب عميق للطبيعة والحيوانات والنباتات والأشياء الطبيعية ويتأثرون بأشياء مثل الطقس والأوراق المتساقطة في فصل الخريف وأصوات الريح والشمس الدافئة أو حتى حشرة في غرفة المنزل، يظهر هذا الذكاء لدى العلماء المختصين في دراسة الحيوانات وتربيتها والنباتات والتعرف عليه وتصنيفها وفهم خصائصها وتقديرها وكتابة التقارير عنها.
من كتاب(الذكاءات المتعددة) للدكتورة إيمان عباس الخفاق
اضافةتعليق
التعليقات