ببراعة وخفة يد يصنع عالم آخر للفن من قصاصات ورقٍ خاصة وملونة تسر العين برؤيتها، ليجسد أشكال جميلة ومختلفة ينشأ منها مجسمات رائعة للحيوانات أو الطيور أو أشكال هندسية مختلفة، إنه فن طي الورق (الأوريغامي) فن مزدان بالجمال لتشكيلاته الفريدة إلا أنه مغيب في أغلب بلدان العالم، ولكن في بلاد اليابان يزدهر حضوره بشكل لافت ومثير للإعجاب.
شغف الورق
فائز كمال رزاق، طالب جامعي يرتاد جامعة الكوفة للهندسة المعمارية، كان شغفه بالورق أحد أسباب تعمقه في هذا الفن، إذ كان محباً له منذ طفولته فيعمد لصناعة الطائرات الورقية بأشكال مختلفة، وفي الثامنة من عمره بدأ بالمضي قدما في تطوير مهاراته في هذا الجانب.
وعن سؤالنا ما المقصود بكلمة (الأوريغامي) من خلال لقائنا به قال: "تعني كلمة (أوري-Ori) الطي و(الغامي-kami) الورق، ترتبط مع بعضها لتشكل طي الورق أو كما هو متداول في الوسط الفني (الاوريغامي) ويرتبط هذا الفن الفريد من نوعه بالثقافة اليابانية، إذ يهتمون به على مستوى عال من الرقي.
مُثيرًا للاهتمام
تعتبر نماذج الأوريغامي مثيرة للاهتمام بسبب قيودها والتي بينها فائز قائلا: "يتميز هذا الفن بآلية تصنيعه التقليدية إذ يستخدم به الورق فقط، ويهدف إلى تحويل ورقة مسطحة إلى أشكال مختلفة، من خلال تقنيات الطي، بعيدًا عن استخدام القص واللصق إذ يكون الاستخدام يدوي لا غير.
كما يمكن صنع شكل متحرك، أو تركيب عدة أنماط بسيطة لتجميع شكل نهائي معقد، أيضًا يمكن ترطيب الورق لتسهيل عمل المنحنيات بدلًا من الثنيات المستقيمة.
وقد تستعمل أدوات أخرى مثل الصمغ أو الحاملات ولكنها أدوات إضافية غير ضرورية".
وعن تكلفة الورق وتوفرها قال: "تكون متوفرة ببعض المكاتب المهتمة بأدوات الفنانين من رسم ونحت وغيرها، كما أنه مُكلف لأنه نوع خاص وتبعاً للحجم وجودة الشكل المراد صنعه، ولكني اُفضل استعمال الورق الرخيص، فبالتالي أنا لا أعتبره تجارة لأنه مغيب وشبه معدوم في الأوساط الفنية في بلدنا والبلاد المجاورة، كما يعد بالنسبة لي مجرد هواية".
وأردف قائلاً: "يمتاز هذا الفن بدقة تصنيعه، إذ تستغرق بصورة عامة معظم المجسمات أربعة ساعات فما فوق، وقد يصل بعضها إلى (34) ساعة تبعاً للتفاصيل الخاصة بالمجسم".
وأجاب متأسفاً عن سؤالنا إن كان يفكر في الإشراع بطريق التجارة بفنه: "الأغلب ينظر للفن هكذا، هذا فن اعتيادي مما يحبط عملية المتاجرة به، في حين يتم بيع هذه المجسمات مقابل أسعار زهيدة جداً في الدول الغربية".
لم يكن لفائز ملهم خاص بهذا الفن سوى أفكاره الملهمة به ورغبته الجامحة لحب الورق وطيها، ولربما هذا ما ألهمه في اختياره اختصاص دراسة الهندسة إذ يرتبط فن (الاوريغامي) بالتشكيلات الهندسية بشكل بحث.
وعن أكثر الأشخاص الذين دعموه معنوياً وشجعوه قال: "تلقيت تشجيع ضئيل من اُسرتي بالاستمرار به باعتباره هوايتي المفضلة، غير إن لي صديقي من بلاد الهند كان وما زال يدعمني بشكل كبير ودؤوب لاستمراري لزيادة مهاراتي".
طموحات في الأفق
ومن طموحات فائز المستقبلية هو عمل معرض خاص لأعماله، لربما تكون خطوة لإشراقة هذا الفن ليبهر به محبيه.
كما يرسم بالأفق خطوته الأولى في تطوير عالمه المفضل وهو السفر إلى اليابان لكون أن (الأوريغامي) له شأن كبير هناك.
اضافةتعليق
التعليقات