ابتليت الإنسانية منذ العصور القديمة بتفشي الأمراض والأوبئة التي تهدد الحياة، وعلى الرغم من التقدم العلمي، إلا أن بعضها ما يزال يشكل خطرا على البشر.
ولم تخل سنة 2019 من تلك الأمراض التي اختلطت بين ما هو قديم وبين ما هو جديد نسبيا، والتي احتلت العناوين الرئيسة لوسائل الإعلام العالمية على مدار العام، ومن بينها:
1- مرض الحصبة:
شهدت الولايات المتحدة خلال هذا العام أسوأ تفش للحصبة منذ أكثر من 25 عاما، ومن 1 يناير إلى غاية 5 ديسمبر الجاري، تم الإبلاغ عن 1276 حالة وفاة مؤكدة من الحصبة، في 31 ولاية أمريكية، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). وهو ما يمثل أكبر عدد من الحالات منذ عام 1992.
وتناقصت الحالات في الولايات المتحدة في الجزء الأخير من عام 2019، لكن المرض استحوذ على اهتمام وتمويل الصحة العامة والمسؤولين في جميع أنحاء العالم لجزء كبير من السنة.
ويمكن أن تنتشر الحصبة بسرعة في المجتمعات ذات معدلات التلقيح المنخفضة، وهو ما يفسر تفشيها في عدد كبير من دول العالم خلال السنوات القليلة الماضية.
2- داء الفيالقة بسبب أحواض المياه الساخنة:
يمكن لأحواض المياه الساخنة نشر الأمراض حتى من دون أن تدخلها، وهذا ما حدث في ولاية كارولينا الشمالية التي تفشى فيها داء الفيالقة المرتبط بالأحواض الساخنة.
وتسبب المرض في إصابة ما يقارب 140 شخصا، وفقا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية في كارولينا الشمالية. وتوفي 4 أشخاص جراء هذه الوباء.
ويعرف مرض الفيالقة كأحد الأشكال الخطيرة من الالتهاب الرئوي، وينتقل من خلال استنشاق "البكتيريا" المسببة له، ولا ينتقل من خلال العدوى من شخص لآخر، وقد يكون المرض قاتلا إذا ترك من دون علاج.
وقال بيان متعلق بحالات الإصابة إن النتائج الأولية التي توصلت إليها الدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالمرض كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن تعرضهم لأحواض المياه الساخنة.
3- أمراض مرتبطة بالسجائر الإلكترونية:
انتشرت في عدد كبير من الدول أمراض الرئة المرتبطة بالسجائر الإلكترونية، وظهر أول مؤشرات المرض في يوليو، عندما أبلغ الأطباء في ولاية ويسكونسن عن رؤية ثمانية مرضى في سن المراهقة يعانون من أضرار خطيرة في الرئة عقب استخدامهم السجائر الإلكترونية.
ثم ظهرت العشرات من الحالات الأخرى، في جميع أنحاء العالم، لما سمي بـ EVALI (والتي تعني استخدام السجائر الإلكترونية يرتبط بإصابة الرئة).
ووجدت الدراسات أن معظم المرضى أبلغوا عن استخدام منتجات السجائر الإلكترونية التي تحتوي على رباعي هيدرو كانابينول (THC) وهو العنصر النشط في الماريغوانا، وهو ما جعل مسؤولي الصحة يقترحون أن هذه المنتجات تلعب دورا كبيرا في تفشي المرض.
كما وجد الباحثون بعد ذلك، مادة أسيتات التوكوفيرول، التي تعرف أيضا باسم أسيتات فيتامين "هـ"، والتي تضاف إلى منتجات السجائر الإلكترونية المحتوية على رباعي هيدرو كانابينول، وقال الباحثون إنها كانت "مصدر قلقل قوي للغاية" في ما يتعلق بتفشي المرض.
4- التهاب الدماغ الخيلي الشرقي:
كان هذا عاما سيئا بشكل خاص للعدوى بمرض نادر ومميت يُعرف باسم التهاب الدماغ الخيلي الشرقي.
ويمكن أن يسبب المرض الفيروسي، الذي ينتشر عن طريق البعوض، التهاب الدماغ. ويموت نحو 30% من المرضى الذين يصابون بهذا الالتهاب في الدماغ، وأولئك الذين يبقون على قيد الحياة غالبا ما يعانون من تلف في الدماغ، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض.
وعادة، لا يوجد سوى نحو سبع حالات من المرض في الولايات المتحدة كل عام. لكن في عام 2019، ارتفع هذا العدد إلى 38 حالة حرجة، وهو أكبر عدد من الحالات المبلغ عنها منذ أكثر من نصف قرن. وتوفي 15 شخصا من هذا المرض خلال العام الجاري. حسب روسيا اليوم
اكتشافات علمية مذهلة حول الإنسان
إن جسم الإنسان معقد بشكل مثير للدهشة، ولهذا السبب، وحتى في يومنا هذا، وفى هذا العصر، يكتشف العلماء حقائق جديدة عن البشر، تتمثل في معرفة عضو جديد في جسم الإنسان أو بكتيريا في المخ. وبحسب موقع Life Science تم تصنيف أهم 9 اكتشافات جديدة حول الإنسان كما يلي:
1- عضو جديد بجسم الإنسان
مع كل ما تم اكتشافه ومعرفته عن التشريح البشري، لا يكاد يخطر ببال أحد أن يكتشف الأطباء عضواً جديداً هذه الأيام. لكن في مارس من هذا العام، أعلن باحثون في نيويورك وفيلادلفيا اكتشافهم عضوا جديدا وأطلقوا عليه اسم "النسيج الخلالي"، وهو عبارة عن شبكة من الفراغات المملوءة بالسوائل في الأنسجة. اكتشف الباحثون هذه الشبكة في الأنسجة الضامة في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك ما تحت سطح الجلد. ويبطن النسيج الخلالي الجهاز الهضمي والرئتين والجهاز البولي والعضلات المحيطة به.
2- الآباء يورثون حمضا نوويا
لطالما كان يسود الاعتقاد بأن الإنسان يرث الحمض النووي المُتَقَدِّرِيّ بشكل حصري من الأمهات. ولكن في نوفمبر، نشر فريق من الباحثين نتائج غير مسبوقة لدراسة علمية توصلت إلى أنه، في حالات نادرة، يمكن للآباء أيضا أن ينقلوا الحمض النووي المُتَقَدِّرِيّ. وجدت الدراسة أدلة على أن 17 شخصاً من 3 عائلات مختلفة ورثوا الحمض النووي المُتَقَدِّرِيّ من أمهاتهم وآبائهم. توجد المتقدرات في كل خلايا جسم الإنسان باستثناء خلايا الدم الحمراء وتعمل على تحويل جزيئات الطعام إلى طاقة ATP تغذي خلايا جسم الإنسان. وقال الباحثون إنه إذا ثبتت صحة ذلك، فإن النتائج ستغير فهم العلماء لميراث الحمض النووي المُتَقَدِّرِيّ وربما تؤدي إلى التوصل لطرق جديدة لمنع انتقال أمراض المتقدري والتي تعرف أيضا باسم أمراض الميتوكندريا.
3- بكتيريا في المخ
يسود اعتقاد ثابت وراسخ في أوساط العلماء على مدى قرون بأن مخ الإنسان هو موقع بالغ "التعقيم"، بمعنى أنه خالٍ من البكتيريا والجراثيم الأخرى. ولكن في نوفمبر، قدم باحثون نتائج دراسة في مؤتمر علمي تؤكد عثورهم على أدلة أولية على وجود ميكروبات تعيش دون أن تسبب ضرراً في الأمخاخ البشرية. والتقط الباحثون صوراً بالغة الدقة لشرائح أنسجة دماغية بشرية بعد الموت، تظهر البكتيريا في النسيج. وبشكل حاسم، لم تكن هناك علامات على وجود مرض في المخ، مما يشير إلى احتمال أن يكون لدى البشر "ميكروبيوم" في المخ، على غرار ما هو موجود في الأمعاء البشرية. ولكن، مازال هناك حاجة إلى مزيد من التأكيدات الإضافية لاستبعاد إمكانية تلوث عينات المخ بطريقة ما بعد الموت، على الرغم من أن الأبحاث التي أجريت حتى الآن لا تشير إلى وجود تلوث.
4- جزيئات بلاستيكية في براز البشر
يوجد ما يسمى بـ"الميكروبلاستيكس"، أو جزيئات صغيرة من البلاستيك، في كل شيء، من المحيط إلى مياه الصنبور، إلى الكائنات البحرية والتربة. لكن في أكتوبر، اكتشف فريق بحثي من النمسا لدائن دقيقة في عينات البراز المأخوذة من أشخاص حول العالم. اشتملت الدراسة على 8 أشخاص أصحاء يعيشون في 8 بلدان مختلفة، واحتوت كل عينة من البراز على الجسيمات البلاستيكية الخبيثة.
5- التجاعيد علامة على أمراض القلب
تبين أن التجاعيد هي أكثر من مجرد علامة على التقدم في السن، إذ يمكن أن تشير إلى خطر الإصابة بأمراض القلب. في أغسطس، قدم باحثون من فرنسا دراسة وجدت أن الأشخاص، الذين تظهر على جبينهم العديد من التجاعيد العميقة كانوا أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب، مقارنة بالأشخاص من نفس السن الذين لا يوجد لديهم تجاعيد في الجبين. ومازال السبب الدقيق لهذا الارتباط بين التجاعيد وأمراض القلب غير معروف، إلا أن بعض العوامل التي تؤدي إلى الشيخوخة المبكرة للجلد قد تساهم أيضاً في شيخوخة الشرايين.
6- تذكر 10000 وجه
يستطيع الإنسان تذكر وجوه بأكثر مما يمكن عده. وسعت دراسة جديدة إلى تحديد عدد الوجوه التي يمكن أن يخزنها الإنسان في ذاكرته. واختلف العدد بحسب الشخص، لكن كان في المتوسط 5000، وما يصل إلى 10000 في بعض الحالات. وقام الباحثون بفحص ذاكرة الوجه لدى المشاركين في الدراسة من خلال عرض صور لأشخاص يعرفونهم شخصياً، بالإضافة إلى أشخاص مشهورين. لم يضطر المشاركون إلى ذكر اسم للشخص الذين اطلعوا على صورة وجهه، ولكن عليهم فقط أن يقولوا ما إذا كانوا يتذكرون ذلك الوجه من عدمه. وأشار الباحثون إلى أن دراستهم لم تجد حدا لعدد الوجوه التي يمكن أن يتذكرها الإنسان.
7- جينات تساعد على الحلم
لماذا نرى الأحلام؟ لا يزال هذا الموضوع لغزاً، ولكن ربما بات العلماء أقرب إلى فهم كيف يحلم الإنسان، وذلك لأنه في أغسطس، أعلن باحثون في اليابان أنه تم تحديد اثنتين من الجينات ضروريتان لمرحلة النوم المسماة "حركة العين السريعة"، وهي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام في حيوانات التجارب. واستخدم الباحثون تقنية "كريسبر" لإخراج هذه الجينات، المسماة Chrm 1 و Chrm 3، في الفئران. وتوصلوا إلى أن الفئران التي افتقدت كلتا الجينتين لم تتعرض لنوم حركة العين السريعة، لتبدأ الأحلام. ولا تزال النتائج بحاجة إلى تأكيد على مستوى البشر، لكن الباحثين قالوا إن فهما أفضل للكيفية التي تحكم بها الجينات النوم سيؤدي إلى تطوير علاجات جديدة لبعض اضطرابات النوم والاضطرابات النفسية.
8- الأصدقاء يفكرون بطرق متشابهة
إذا كنت تريد أن تعرف من هم أصدقائك الحقيقيون، يمكنك أن تدعوهم إلى مركز للكشف بالأشعة على المخ، وعمل تصوير لنشاط المخ بينما تعرض عليها بعض اللقطات أو مقاطع الفيديو. أثبتت دراسة، تم نشر نتائجها في يناير، أن الأصدقاء المقربين يتولد لديهم نفس نشاط المخ في الاستجابة لمثيرات معينة، مثل مقاطع الفيديو العشوائية. وفي الواقع، عندما خضع المشاركون لفحص أمخاخهم أثناء مشاهدة مقاطع فيديو غير مألوفة، استطاع الباحثون التنبؤ بدقة عما إذا كان هؤلاء الناس أصدقاء بناءً على نشاط المخ. ووجد الباحثون أن الأصدقاء المقربين لهم ردود فعل متشابهة في مناطق المخ، مرتبطة بالعواطف، والانتباه، والتفكير المنطقي على مستوى عال. ولكن يجب أن تفحص الدراسات الإضافية ما إذا كان الناس يختارون الأصدقاء الذين يفكرون مثلهم، أو ما إذا كان الأصدقاء يمكنهم تشكيل طريقة تفكير بعضهم البعض.
9- الـ"سيلفي" يشوه المظهر
توصلت دراسة، نشرت نتائجها في شهر مارس، أن الصور الشخصية التي التقطت على بعد 12 بوصة من الوجه تجعل الأنف يبدو أكبر بنسبة 30% مما هو عليه في الواقع. وفي المقابل، فإن الصور التي تم التقاطها من على بعد 5 أمتار لم تشوه ملامح الوجه. وتستند النتائج إلى نموذج رياضي ابتكره الباحثون لفحص الآثار المشوهة للصور الملتقطة في زوايا مختلفة ومسافات من الوجه. وقال الباحثون إنهم يريدون أن يدرك الناس أن ملامح الوجه لا تظهر على حقيقتها أو بنفس الشكل الطبيعي في صور الـ"سيلفي".حسب العربية
اضافةتعليق
التعليقات