• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

اضطراب الذاكرة الذي يجعلك ترى الأوهام كحقائق

بشرى حياة / السبت 05 تشرين الثاني 2016 / صحة وعلوم / 2445
شارك الموضوع :

دارت في ذهن ماثيو ذكريات لم تحدث أبداً، وذلك نتيجة مرض غير معتاد أصابه. الغريب أن هذه الذكريات تبدو في ذهنه حية وواضحة كأنها أحداث وقعت بالفع

دارت في ذهن ماثيو ذكريات لم تحدث أبداً، وذلك نتيجة مرض غير معتاد أصابه. الغريب أن هذه الذكريات تبدو في ذهنه حية وواضحة كأنها أحداث وقعت بالفعل. وقد كان عليه أن يتعلم كيف يتعايش مع ماض هو في الحقيقة غير أكيد تماماً كما هو شأن المستقبل.

بعد عدة شهور من عملية أجريت له في الدماغ، عاد ماثيو إلى العمل كمبرمج للكمبيوتر. ولقد أدرك أن تلك العودة بمثابة تحد، وكان عليه أن يشرح لرئيسه في العمل أنه يعيش مع إصابة دماغية دائمة.

الذي حدث في الاجتماع هو أن أصحاب العمل سألوا: "كيف يمكننا مساعدتك؟ كيف يمكننا إعادتك لتصبح قادراً على العمل من جديد؟ لكن الذي استقر في ذهني في اليوم التالي كان أنهم سيقومون بطردي من العمل، وأنهم لن يعيدوني بأي وسيلة للعمل من جديد".

ما استقر في ذاكرته كان شديد الوضوح كما يقول، ومقنعا كأي شيء حدث فعلاً. لكن ذلك كان غير صحيح على الإطلاق. اليوم، يعرف ماثيو أنها إحدى العلامات الأولى على إصابته بما يعرف باسم "اضطراب الذاكرة" نتيجة لإصابته الدماغية.

اضطراب الذاكرة لا يعني أن تكذب أو أن تخادع، ولكنه يعني وجود مشاكل جوهرية في الطريقة التي يتعامل بها الدماغ مع الذكريات بشكل يجعل المريض يبذل مجهوداً كبيراً لكي يقول شيئاً حقيقياً مستقى من شيء متخيل يتظاهر به عقله الباطن.

كان اكتشاف ذلك ضربة مؤلمة لماثيو (الذي نستخدم له اسماً مستعاراً احتراماً لخصوصيته). ويقول: "لقد كنت خائفاً بالفعل، فقد اعتقدت أنني لا استطيع الثقة بما حدث فعلاً".

المعضلة التي يعيشها، رغم أنها شاذة نوعاً ما، يمكن أن تساعدنا جميعاً على فهم مواطن الضعف في ذاكرتنا، والطرق التي تبني بها عقولنا روايتها للحقيقة.

اليوم يعمل ماثيو متطوعاً في مؤسسة "هيدواي" الخيرية شرقي لندن، والتي تساعد المصابين بعاهات دماغية 

في العادة تنشأ الذكريات غير الحقيقية عن الفكرة المسبقة للطريقة التي يقع بها الحدث. فلدى عودته للعمل على سبيل المثال، كان يساوره القلق من احتمال عدم تعاطف رؤسائه مع وضعه الصحي الجديد.

ويقول ماثيو: "كنت أعرف أن رؤسائي في العمل هم من رجال الأعمال القساة المتشددين في العمل. وهكذا قام دماغي بوضعهم في صندوق محدد وتوقع أن رد فعلهم سيكون بطريقة معينة".

ويعود السبب في عدم تذكر تفاصيل الاجتماع إلى فقدانه الذاكرة وهكذا قام دماغه بملء ذلك الفراغ لكي يتواءم مع تلك التوقعات.

وبطريقة ما يمكن النظر إلى تلك العملية البناءة على أنها تهويل وتضخيم للوسائل التي نتذكرها جميعاً. فكلما حاولنا التفاعل مع الماضي، يقوم الدماغ بإعادة تركيب الحدث، مختاراً التفاصيل التي يبدو من المرجح أنها وقعت.

ويقول ماثيو: "خلف الكواليس يقوم الدماغ بعمل أشياء كثيرة في انتقاء وفحص المعلومات. ويفحص إلى أي مدى ينبغي أن تكون هذه المعلومات قوية، ومن ثم يقوم بإهمال المعلومات غير ذات العلاقة".

لا أحد منا يقوم بهذه العملية بدقة كاملة. بإمكاننا تخزين معلومات خاطئة في الذهن، مما ينتج عنه "ذكريات مزيفة" والتي نتذكر فيها تفاصيل لم تحدث أبداً. في الحقيقة، حتى بالنسبة للعقول السليمة يعتبر غرس الذكريات المزيفة أمراً سهلا.

ففي إحدى التجارب، قام علماء نفس من نيوزيلندا وكندا بعرض صور على مرضاهم توهمهم بأنهم كانوا يحلقون في مناطيد في الهواء. وعندما سئلوا عن الصورة، روى 50 في المئة منهم قصة عن الحدث معتقدين ببراءة أنه وقع بالفعل.

رغم ذلك فنحن في الغالب على صواب فيما يتعلق بالتفاصيل المهمة، لكن على ضوء إصابة ماثيو الدماغية، فإن التدقيق في الحقيقة ينحرف ولا يستقيم بحيث أن أعداداً أكبر من الذكريات باتت مزيفة، مع أن حال ماثيو ليست أشد الحالات ندرة التي صادفها بيل.

ويحتفظ ماثيو الآن بمفكرة ليستطيع تسجيل تفاصيل الحقائق، مثل أين كان، وماذا أكل، وماذا قال الناس، ليشكل أرضية يستطيع أن يبني عليها صورة لأحداث اليوم. حتى رغم ذلك، مازال يجد تلك الذكريات المزيفة تتسلل إلى عقله.

يقول بن غراهام، زميل ماثيو في مركز هيدواي: "غالباً ما يقع اضطراب الذاكرة عندما يكون ماثيو قلقاً تماماً، وهذه الاضطرابات تأخذ شكل الشيء الذي يشعر حياله بالقلق".

وعندما يقضيان وقتاً مع بعضهما البعض، عادة ما يدقق ماثيو صحة الأشياء مع غراهام. تلك مهمة دقيقة وحساسة، ويعي غراهام أنه ربما رأى عرضاً بذوراً لذكريات زائفة في الطريقة التي يعبر بها عن شيء ما.

ويقول في هذا السياق: "بإمكانك زرع فكرة ما في ذهن ماثيو، وهو أمر ينبغي أن أكون حذراً بشأنه".

رغم هذه الصعوبات المستمرة، يزعم ماثيو أنه ليس فقدان أو اضطراب الذاكرة ما يضايقه بقدر التعب المستمر الذي يشعر به في سنوات ما بعد إجراء العملية الجراحية لدماغه.

ويقول ماثيو: "إذا تلاشى التعب فسأشعر بالسعادة. ومن ثم استطيع التأقلم مع فقد الذاكرة".

ومع عدم التأكد من تشخيصه حتى الآن، فإن عليه أن يتعلم كيف يتقبل النعم البسيطة المتوفرة في الحياة.

وعندما يشعر بالغضب، يقوم بامتاع نفسه بامتطاء دراجته والسير بها مسافات طويلة.

وعلى الرغم من رغبته في أن يعود إلى التفرغ لبرمجة الكمبيوتر، فإنه تعلم ألا يعول على المستقبل، وأن يستمتع باللحظة التي يعيشها في الحاضر، ويقول: "الحاضر لا بأس به، فهو كل ما تملك".

(بي بي سي)
امراض
الدماغ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    آخر القراءات

    عملية إنعاش فوري للقلب تعزز فرص نجاة المصابين بتوقف في القلب

    النشر : الخميس 09 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    التمر.. خبز الصحراء الغني بالفوائد

    النشر : الأربعاء 05 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    عش على الأرض بقيم السماء

    النشر : الأربعاء 14 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    سبع الدجيل.. مسهّل الشدّات وباب للحوائج

    النشر : الثلاثاء 28 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    قِصَصٌ وَفُرَصٌ ٨: الرِسالي الناصِح لا يَيَأس

    النشر : الأحد 21 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    عينه صغيرة!

    النشر : الثلاثاء 16 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1032 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 512 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 397 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 383 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 383 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1461 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1424 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1083 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1071 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1032 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي
    • منذ 4 ساعة
    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي
    • منذ 4 ساعة
    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟
    • منذ 4 ساعة
    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة