• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قِصَصٌ وَفُرَصٌ ٨: الرِسالي الناصِح لا يَيَأس

فاطمة الركابي / الأحد 21 نيسان 2024 / اسلاميات / 1287
شارك الموضوع :

النبي هنا -كما يبدو- لم يتكلم عن مسألة النصح والتبيان والإرشاد والحجج التي بينها سابقًا بل عما يريد

قال تعالى: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ ۚ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} .

النبي هنا -كما يبدو- لم يتكلم عن مسألة النصح والتبيان والإرشاد والحجج التي بينها سابقًا بل عما يريد أن ينصحهم به مجددًا وكأن تلك صفحة من الإرشاد والنصح قد تمت بها الحجة عليهم، إذ لم تظهر عليهم أي بوادر الاستجابة بل القلوب لازالت مريضة بمرض الكره والجهل والعناد، حيث لا ينفع معها الانذار.

شرط يُفهم بوجهين

فقوله {إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} يمكن أن يفهم منه وجهان:

الوجه الأول هو إنه خطاب للقوم أي أن الله تعالى قد أرسل إليكم النذر من خلالي وكانت مشيئته هدايتكم لكن أنتم لم تريدوا هذه المشيئة بل شئتم أن تبقوا على ضلالكم واخترتم مصير الهلاك إذن (فلكم ذلك)، فالله تعالى هو ربكم أي المربي والراعي والمدبر والحاكم عليكم والبصير بأحوالهم وإليه مرجعكم الذي ستنالون به جزاء ما كسبت أيديكم.

أما الوجه الثاني لعل في ذلك تصوير لعدم فقدان الأمل لدى هذا النبي من احتمالية تحقق صلاحهم وكأنه بذلك يخاطب الله تعالى ويسأله بعد أن رأى اصرارهم وعنادهم إنك يارب قادرعلى أن تغير أحوالهم فأنت ربهم، وإن كنت يارب ترى أن نصحي لا يزيدهم إلا عناد وبُعدًا فقد ألقيت عليهم الحجة، وهذا المعنى نستلهمه من الآية التي بعدها إذ جاء الخطاب منه تعالى إليه وكأنه رد على قوله بخصوص هذا الأمر، إذ قال تعالى : {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} .

فهنا تعالى قد أنهى مرحلة التمحيص، وتمييز الخبيث عن الطيب، وتحديد الفريقان ممن آمن وكفر، فمهمة النبي انتهت بهذا المعنى لكن في ذات الوقت هي الآن انتقلت إلى مرحلة جديدة غير تلك المرحلة التي هي بتعبير الآية {بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}.

عبارة [فَلَا تَبْتَئِسْ] فيها بشارة وإشارة

كما أن عبارة {فَلَا تَبْتَئِسْ} فيها بشارة إلى الجبر الإلهي لانكسار قلب رسوله على قومه الذين لم يؤمنوا، فتعالى يقول له إن كان القول بالإنذار لم ينفع مع أمثال هؤلاء فهذا لا يعني أن دورك الرسالي انتهى فتعيش حالة من اليأس والعجز بل لديك تكليف وأدوار أخرى، فهناك ممن آمنوا وإن كانوا القلة فهم أولى باهتمامك ورعايتك، هم يحتاجون إلى التثبيت والثبات منك.

وفيها إشارةً لصفة من صفات الشخصية الرسالية فتعالى لم يعبر عبر قول نبيه {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ}، فلا (تيأس) أو (تستيأس) أي بالنهي عن اليأس، بل عبر بالنهي عن الابتئاس بقول {فَلَا تَبْتَئِسْ} فالرسالي قد يعيش حالة من الحزن والاستكانة والحسرة على عدم استجابة الناس لنصحه، لكن لا يصل إلى مرحلة يعيش بها حالة اليأس الموجب لتوقفه عن أداء تكليفه ودوره الإلهي لأن الأغلب لم يستجب.

وحالة البِشْر هذه يمكن أن تنمو وتتجذر في الرسالي متى ما عاش هذا المعنى الذي يعلمنا إياه نبينا نوح (عليه السلام) عندما قال {إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، فالاستجابة والاهتداء يبقى متوقف على إرادة الله تعالى وليس على ارادته هو كرسالي ناصح، فتكليفه السعي لا النتيجة.


الدين
الايمان
القرآن
مفاهيم
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير

    الزنك.. معدن أساسي لصحة الإنسان ونموه السليم

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    أسباب الارتباك

    آخر القراءات

    نادي الكتاب يناقش مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم

    النشر : الثلاثاء 16 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه

    النشر : منذ 7 ساعة
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    غانم المفتاح: المعجزة

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    زيارة الأربعين.. موسم ووسام

    النشر : الخميس 15 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    لماذا أصبح العالم أكثر عرضة لحساسية الطعام؟

    النشر : الثلاثاء 04 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأمومة السامة وكيف تدمر نفسية أبنائها

    النشر : السبت 11 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 39 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 516 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 452 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 417 مشاهدات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    • 412 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 391 مشاهدات

    أصحاب الامام الحسين.. أنموذج لصداقة لا يفنى ذكرها

    • 357 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1437 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1377 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1255 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1099 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1060 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1048 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه
    • منذ 7 ساعة
    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟
    • منذ 7 ساعة
    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير
    • منذ 7 ساعة
    الزنك.. معدن أساسي لصحة الإنسان ونموه السليم
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة