ربما سمعت كثيرًا عن مشاكل السمنة وزيادة الوزن وطرق علاجها، لكن هناك الملايين في هذا العالم يعانون في صمت من مشاكل النحافة وعدم زيادة الوزن، بعيدًا عن الأسباب المرضية التي تتطلب علاجًا، مثل سوء التمثيل الغذائي أو الإصابة بطفيليات في الجهاز الهضمي؛ وهو الأمر الذي سنحاول تسليط الضوء عليه، وعرض طرق لعلاجه خلال السطور التالية.
كيف تعرف أنك تعاني من النحافة؟
يوفر ما يُعرف بـ«مؤشر كتلة الجسم» معيارًا رقميًّا قابلًا للقياس تستطيع من خلاله التعرف إلى الوزن الطبيعي، وما هو المعدل الذي إذ انخفضت عنه يعني أنك نحيف وتعاني من انخفاض الوزن. وهذا المؤشر عبارة عن أداة رقمية متوفرة على الإنترنت، تدخل خلالها معلومات عن: الوزن، والطول، والعمر، والجنس، ويخرج في النهاية بنتيجة ومؤشر لكتلة الجسم، ويكون ذلك المؤشر في معدله الطبيعي إذا كانت النتيجة تتراوح ما بين 18.5 إلى 25 بمتوسط 22.96، أما إذا كانت النتيجة أقل من 18.5 فهذا يعني أنك تعاني من نقص الوزن.
ويمكنك أيضًا الاستعانة بطبيب لتحديد مقدار نقص الوزن الذي تعاني منه، بناءً على عدة أمور، تتضمن: طولك، ووزنك، ومعدل نشاطك، وهذه ست طرق تساعدك على التخلص من النحافة.
1- إضافة سعرات حرارية «صحية»
تتمثل أهم وسائل حل مشكلة النحافة، في زيادة معدل السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد يوميًّا، لكن الأمر لا يعني زيادة مطلقة للسعرات الحرارية، دون تحديد أنواع الأطعمة التي يأكلها الفرد، بل يُفضل عند إضافة «كم»، الاهتمام بـ«النوع» أيضًا.
فيجب أن تكون تلك الإضافة صحية، وذلك عن طريق اعتماد أنواع طعام ذات قيمة غذائية كبيرة، مثل: المكسرات، والأجبان، والفاكهة الطازجة والمجففة، وزيت الزيتون، وحب الشمس (اللب السوري)، والحبوب الكاملة مثل القمح والشوفان والذرة والأرز البني، والاهتمام أيضًا بالأطعمة واللحوم الغنية بالبروتينات التي تساعد على بناء جسمك وتقوية عضلاتك، إذ إن ذلك يساعد جسمك في الحصول على أكبر قدر ممكن من الأطعمة المفيدة، في حال انخفاض الشهية.
2- مواجهة «انخفاض الشهية» بعصائر مرتفعة السعرات الحرارية
فقدان الشهية نحو الطعام يعد أحد أهم الأسباب الرئيسية لمشكلة النحافة ونقص الوزن، لذلك إذا كان من الصعب على الفرد أن يتناول قدرًا كبيرًا من الطعام بسبب عزوفه عن الأكل، يمكنه محاولة إيجاد بدائل أخرى، مثل تناول أطعمة وعصائر بكميات ليست كبيرة، لكنها تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة، وقيمة غذائية كبيرة.
ويكمن الحل هنا في العصائر والسوائل؛ تلك الوسيلة السهلة التي تسمح لـ«أكوام» من السعرات الحرارية بالتسلل إلى الجسد دون أن تشعر بالامتلاء، ومن أبرز تلك العصائر التي تدمج بين القيمة الغذائية الكبيرة، والسعرات الحرارية المرتفعة: الأفوكادو، وحليب جوز الهند، وكوكتيل الفواكه.
3- الزيادة التدريجية للسعرات الحرارية
قد يكون التحول المفاجئ لمضاعفة السعرات الحرارية أمرًا صعبًا من الناحية الصحية والعملية أيضًا، فالانتقال من تناول ألف سعر حراري إلى 3 آلاف، هو أمر يصعب تنفيذه، وقد يتسبب أيضًا في مشاكل وأضرار للجهاز الهضمي، الذي يتفاجأ بهذا الكم من الزيادة في السعرات الحرارية.
ولذلك يُفضل أن تكون الزيادة في السعرات الحرارية تدريجية، حتى تتمدد المعدة ويتقبل الجسم والجهاز الهضمي زيادة السعرات الحرارية دون أضرار أو آثار جانبية، ويعتاد على تلك الزيادة التدريجية في السعرات الحرارية، ولتحقيق ذلك يمكن للفرد مثلًا أن يزيد السعرات الحرارية اليومية بنسبة 10% أو 20% يومًا تلو الآخر، حتى يصل إلى السعرات الحرارية التي يستهدفها.
4- تناول وجبات صغيرة متعددة
ومثلما يحتاج زيادة السعرات الحرارية إلى تدريج، فإن زيادة حجم الأطعمة اليومية يحتاج إلى توزيع، فمع ضعف الشهية التي تصيب الكثير من النحفاء، فإن تناول وجبة كبيرة من الطعام قد لا يبدو أمرًا جذابًا، ولذلك يمكن تناول وجبات صغيرة ومتعددة على مدار اليوم؛ لزيادة كمية السعرات الحرارية، فبدلًا مثلًا من تناول ثلاث وجبات غذائية مكثفة، يمكنك مضاعفتها لست وجبات أصغر، ذلك بالإضافة إلى المشروبات والوجبات الخفيفة التي قد تأكلها على مدار اليوم، والتي تحتوي على كربوهيدرات وبروتينات صحية لزيادة السعرات الحرارية.
5- ممارسة الرياضة
إذا نظرت إلى أشهر عدائي الماراثون في العالم ستشعر أنهم نحفاء، مما يُظهر رياضة الجري ضرورية من أجل تقليص الوزن الزائد ومواجهة السمنة، لذا لا تبدو رياضة الجري هي الخيار الأمثل لمعالجة مشكلة النحافة.
ولذلك يفضل عند ممارسة رياضة من أجل علاج النحافة وبناء العضلات، اختيار رياضات مثل حمل الأثقال، وذلك من أجل الحفاظ على الكتلة العضلية للجسم، وزيادة وزن الجسم بالعضلات التي تقوي الجسم.
6- البيئة المحفزة
تعد البيئة المحفزة التي تحيط بالفرد من أقوى الدوافع لمواصلة المسير لتحقيق هدف زيادة الوزن، فالعامل النفسي مهم وحاسم للاستمرار في الطريق؛ ولذلك أحط نفسك بمجموعة أصدقاء مميزين يشجعونك دائمًا على تحفيز نفسك من أجل تقديم الأفضل. فالفرد يتأثر بشدة بالأصدقاء الأكثر قربًا له، وفي هذا الصدد، يقول جيم رون رائد الأعمال والفيلسوف الأمريكي الراحل: «أنت متوسط أكثر خمس أشخاص تقضي معهم وقتك».
ويفيد مشروع بحثي أجرى دراسته على ألف شخص، بأن المجموعات التي يرتبط بها الشخص تحدد كيف يكون، فعلى الأشخاص الذين يريدون تحسين صحتهم على سبيل المثال، مصادقة الأشخاص الأصحاء؛ لأنه عادة ما تمثل تلك المصادقة المسار الأقوى والأكثر مباشرةً نحو التغيير. حسب ساسة بوست.
اضافةتعليق
التعليقات