تشير دراسة جديدة إلى أن أجهزة قياس نسبة السكر في الدم الشائعة التي تستخدم لقياس مستويات السكر في الدم بانتظام قد تؤدي إلى اتباع أنظمة غذائية غير صحية وفرض قيود غذائية بسبب قياسات غير دقيقة.
وصممت أجهزة المراقبة المستمرة لنسبة السكر في الدم continuous glucose monitor (CGM) [جهاز يثبت على الجسم ويستخدم لمراقبة مستوى السكر في الدم بصورة مستمرة] لقياس مستويات السكر في الدم كل خمس دقائق، وكانت في البداية موجهة لمساعدة مرضى السكري في مراقبة استجابة أجسامهم للأطعمة المختلفة.
ومع تزايد شعبيتها، بدأ المهتمون بالصحة يستخدمون هذه الأجهزة لمتابعة نظامهم الغذائي لتجنب ارتفاع مستويات السكر.
حديثاً، توصلت دراسة أجراها علماء من جامعة باث، ونشرت في "المجلة الأميركية للتغذية العلاجية" American Journal of Clinical Nutrition، إلى أن دقة هذه الأجهزة قد تكون أقل مما كان يعتقد في السابق.
وجاءت الدراسة محذرة من أن هذه الأجهزة قد تبالغ في تقدير مستويات السكر في الدم لدى الأصحاء، مما يدفعهم إلى تعديل نظامهم الغذائي من دون أدنى حاجة.
وأجريت الدراسة على متطوعين أصحاء غير مصابين بالسكري، وقارنت بين نتائج الجهاز واختبار وخز الأصبع الذي يعتبر المعيار الأكثر دقة لقياس مستويات السكر في الدم.
واكتشف العلماء أن الأجهزة كانت تعطي قراءات أعلى بصورة مستمرة مقارنة باختبار وخز الأصبع، وبالغت الأجهزة في تقدير المدة التي تجاوز فيها مستوى السكر الحد الموصى به من قبل جمعية "داء السكري في المملكة المتحدة" Diabetes UK [مؤسسة خيرية بحثية تهدف إلى تعزيز الوعي بالمرض وتحسين رعاية المرضى] إذ بلغ الفارق نحو 400 في المئة، مما أدى إلى قلق غير مبرر لدى أشخاص كانت مستويات السكر لديهم تحت السيطرة.
ومن جانبه أكد البروفيسور خافيير غونزاليس من قسم الصحة في الجامعة بأن على الأشخاص الذين يبحثون عن قراءات دقيقة الاعتماد على اختبار وخز الأصبع.
وقال "أجهزة المراقبة المستمرة لنسبة السكر في الدم هي أدوات مفيدة لمرضى السكري، لأنه حتى وإن لم تكن القياسات دقيقة تماماً، فهي تظل أفضل من عدم قياس السكر على الإطلاق"، مضيفاً "لكن بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتحكمون جيداً في مستويات الغلوكوز قد تكون هذه الأجهزة مضللة بناءً على أدائها الحالي".
وأوضح "بالنسبة إلى الأشخاص الأصحاء، فإن الاعتماد على هذه الأجهزة قد يؤدي إلى فرض قيود غذائية غير مبررة أو اتخاذ خيارات غذائية غير صحية".
وعلى رغم أن أجهزة المراقبة المستمرة لنسبة السكر في الدم صممت في البداية لمرضى السكري، فإنها أصبحت تستخدم بشكل متزايد من قبل المهتمين بصحتهم لمتابعة نظامهم الغذائي وتجنب ارتفاع مستويات السكر.
ومن خلال إحدى التجارب التي أجرتها الدراسة، وبعد تناول مشروب سموذي smoothie [مشروب بارد حلو المذاق مخفوق ومصنوع من الفاكهة الطازجة] أظهر الجهاز مؤشر جلايسيمي [مؤشر نسبة السكر في الدم] على مستوى 69، وهو ما يعتبر نسبة متوسطة، بينما أظهر اختبار وخز الأصبع مؤشر جلايسيمي مستوى وقدره 53، الذي يعتبر نسبة منخفضة.
وصُنفت الفاكهة الكاملة، التي تعتبر منخفضة المؤشر الجلايسيمي في اختبار وخز الأصبع، كأطعمة ذات مؤشر جلايسيمي متوسط أو مرتفع باستخدام أجهزة المراقبة المستمرة لنسبة السكر في الدم.
وأوضح البروفيسور غونزاليس أن عدم دقة هذه الأجهزة قد يرجع إلى أنها تقيس نسبة السكر في السائل المحيط بالخلايا، وليس مباشرة في الدم، مؤكداً "هذا قد يؤدي إلى اختلافات نتيجة عوامل مثل التأخيرات الزمنية وتدفق الدم وكيفية انتقال الغلوكوز بين أجزاء مختلفة من الجسم".
وقالت متخصصة التغذية في شركة العصائر "إنوسنت درينكس" Innocent Drinks التي أسهمت جزئياً في تمويل البحث، هيلين ويتبي: "السموذي والفاكهة كاملة مليئة بالعناصر الغذائية الطبيعية وتوفر طاقة مستدامة من دون التسبب في ارتفاعات مفاجئة في مستويات السكر بالدم". حسب اندبندت عربية
اضافةتعليق
التعليقات