تمرُ علينا مناسبات عظيمة ولا نُدرك قيمتها ولا نأبه قطعًــا لها.. لشخصيات لو تعمقنا بشخصها لأثرينا حياتنا ولاستقامت بشكلٍ صحيح.
قال الإمام الرضا (عليه السلام): "ماوِلد مولودٌ أفضلُ بركةً على شيعتنا كالجواد عليه السلام".
فالجواد محطة تزودية بنائية تربوية ونحن في خضم صراع تفنيد التداعيات لابد أن نتخذ خطوة للأمام وإلا مافائدة الحب لهم، الحب من دون إقتداء وتطبيق لسيرهم الشريفة لا يُسمى حبًا.
والارتباط العاطفي مع المعصوم لا ينفع فالنجاة معهم تكميلي وهو ارتباط قلبي روحي وسلوكي. فلابد من أخذ نفحة أو رشحة من مراحل عمره وسلوكياته لنطبقها على حياتنا. فهو العالِــم الذي تصدى الروات والفطاحلة والروات المجتهدين ممن يُطلقون الحديث مذ كان عمره ثمان سنوات وحتى نهاية عمره الشريف..
كان يبني شخصيات عديدة فالاستثمار الحقيقي في الحياة ليس بالبناء والإبداع بزروقة الجدران إنما بناء الإنسان. كعلي إبن مهزيار الحسين بن سعيد الاهوازي محمد بن اسماعيل: ابن بزيع، عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الرضا والإمام الجواد (عليهما السلام) وغيرهم الذين كانوا يقتبسون من نمير علومه التي ورثها من جدهِ وآبائــه.
مافُعِل بهم من ردع وتسقيط، صبروا وتحملوا ليصلوا إلى الهدف وهو إيصال الدين بأكمل وجه وبشكلٍ تام، مع صناعة أشخاص ليُغيروا الأمة. نحنُ علينا أن نبني ونُحصن أنفسنا لبناء غيرنا وهذهِ هي رسالة الإنسان الحقيقي الذي يترك وراءه الأثر البالغ وكُلنا اليوم مسؤولين بصناعة غيرنا بعد تحصين أنفسنا "كُلكُم راعٍ وكُلُكم مسؤلٌ عن رعيته".
وما العلم الذي يُحصن النفس غير علمهم هم آل البيت (عليهم السلام) أصل العلم فعلمهم تراث قيم وثروة من الثروات الفكرية الباهر ، لهذا علينا نقل ما أمروا بهِ هُم وليس الفلاسفة أو العلم الغربي وماهو إلا علم ظاهري قِشري. وإن كان ذو تأثير فدقق بهِ تجده أُخذ منهم عليهم السلام هم يسمعون لهم رغم عدم إيمانهم بهم ولكنهم يُطبقون أكثر مما نُطبق نحن الذين نؤمن بهم إيمانًا ظاهري. نحنُ رزقنا بهم نعمة كبيرة فائضة ولكننا لم نُدرك ذلك.
وكما لكلِ إسم من أسمائهم معنى وتأثير فقد سُمي الجواد بالجواد لأنهُ جاد على الأُمة بعلمه فمن أراد طلب العلم الحقيقي والنوعي الإعجازي فعليه ان يمكث بباب الجواد طويلاً.
من أقوالهِ عليه السلام التي نستطيع أن نستشف منها الكثير من العِبر ."من توكَلَ على الله كفاهُ الأمورومَن وَثِقَ بِاﷲ أراهُ السُرور".
وقال: "لو كانت السماواتِ والأرض رَتقًــا ثمَ إتقى الله تعالى لجَعَلَ لَـــــهُ مِنها مَخرج".
وقال أيضا "عَز المؤمن غِناهُ عن الناس"، قال: "نِعمةٌ لا تُشكر كَسيئةٍ لاتُغفَر"و "بالدُعاء تُصرف البَلية".
اضافةتعليق
التعليقات