قوة الإنسان وتقبل الآخرين له لا يمكن أن يكون بفرض الذات والألقاب ولا حتى بالقوة والجاه وإنما بتقييم الأخلاق كما قال رسولنا الأعظم "صلى الله عليه وآله": (حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار).
فالحياة محطات كما الأزمان ولكل محطة لها زمنها الذي نعيش على أثره دورا يختلف عن عيشنا في زمن المحطة السابقة ورغم ذلك لا تتبدل رتب الأخلاق كما تتبدل أعمارنا ووجهات نظرنا.
وهي كانت من الفئة المندفعة التي لم تفكر بالمحطات حيث عملها باندفاع عصف بها إلى ساحة الخراب فصارت هي والجميع يعلمون أنها أجرمت بنفسها لا بالآخرين!
فزاد ذلك ايلاما لها ولرغبتها في أن تعيش بطور السلطوية لتبرهن قوتها وتتلذذ بفرض كلمتها حتى جاء اليوم الذي تحقق فيه مرادها وأصبحت سيدة المكان فصار السوء داخلها أكبر فأكبر بمرور الأيام وكأنها متعطشة لتخبر الجميع ها أنا "سيدة المطرح"، وهي تعلم جيدا أن الجميع يراها امرأة ضعيفة تحاول أن تتبنى شخصية أخرى .
وفي الحقيقة أن للإنسان غريزة دائمية في اثبات نفسه للملأ كلا على طريقته الخاصة وهي غريزة حسنة إن اردنا بناءها وصقلها لإضفاء فائدة لنا ولمن حولنا فمن يرانا بنظرة جميلة اليوم ستكون ضريبتها في المستقبل أجمل، فالإنسان لا يمثل نفسه فقط وإنما كونه المصغر كعائلته وبيئته ومجتمعه.. الخ.
ولكنها لم ترغب بفهم أن الحياة لا تعاش بالسلطة وأن القوة لا تجلب أو تعطي الاحترام الذي تنشده ورغم ذلك استمرت فيما عليه حتى فهمت للمرة الألف أنها من الأشخاص غير المرحبين بهم وليس هنالك من يرغب بالتواصل معها!.
ورغم ذلك كانت رغبتها تزداد في أن تكون صاحبة القلم ثم جاء اليوم الذي خسرته فيه وعادت متساوية مع من حولها.
بعد خسارتها كانت تشعر بالشفقة كلما نظر إليها الناس حتى صارحها أحدهم ذات نهار أنها استحقت ما جنته.. حينها عرفت أن مصيبتها كانت في تمسكها بالأنا وبعثرة الرضى وعدم تقبل فوارق الطبقات الاجتماعية.
فالانسان الذي يحاول اشباع ذاته بما لا يناسبه يُعرض نفسه للجرح مستقبلا ولن يندمل جرحه إن لم يُعالج. وهي أصبحت هكذا امرأة لا يبرأ جرحها، حيث ادراكها المتأخر جاء بعد خسارتها.
فرب العالمين جعل كل جوارح الإنسان في متناول يده ليتمكن من السيطرة على ذاته متسلحا بالقناعة التي تنعكس على قلبه ومحياه بقوة الكلمة والود والأخلاق.. الخ .
وبشكل عام دوما ما تجلب الشخصية الهادئة والفطنة الأخلاق المرضية التي تفتح جميع الأبواب المغلقة كما قال الامام علي "عليه السلام" (أرضى الناس من كانت أخلاقه رضيّة).
اضافةتعليق
التعليقات