يظن الإنسان في بدايةِ حياتهِ أن كل شيء دائم؛ الأم الأب الأهل الأحبة الأصدقاء حتى الزهور التي يَسقيها كل يوم، حاجياته ممتلكاته ربما حتى عمره. لم يُدرك أو يتقبل أننا جميعا محطات لبعضنا في كلِ مرحلةٍ تمرُ بِنا لكن المحطات تختلف الواحدة عن الأخرى فلكلِ محطة أُناس وتفاصيل مختلفة،.
لابد أن يُدرك البعض أن الدوام والوجود لرب العباد فقط. إن تقبلَ الإنسان هذهِ الحقيقة حتى وإن كانت مُرة سيحيا بحياةٍ مثالية. فلكلِ فردٍ هناك أماكن حاجيات وأُناس لها من القدر والحب الكبير في داخله ولو أدرك لما عز عليه فقد شيء ولن يبالي بتغيير مسكنهِ عنوةً، ضياع أو كسرِ حاجياته، وحتى إنهُ يُسهل عليه تجاوز الأزمات الصعبة مثل رحيل الأصدقاء موت الأحبة.
قد مرَ كلٌ منا بالمراحِل الدراسية حتى وإن كانت الإبتدائية. في وقت الإمتحان ليس هناك شروط ومناداة لأسماء معينة وليست بالتسلسل ففي أي لحظة ترى إن صديقك قد سلم ورقته وخرج. هل تحزن عليه لأنهُ رحل؟ لو كنت تحبه حقًا لكان الجواب كلا.
طبق هذهِ على الحياة لو رأى كلٌ منا إننا في صفٍ واحد ويضع في حُسبانه إن أحدًا من الموجودين عزيزا كان أو قريب سيُسلم ورقة امتحانهِ في أي ساعةٍ لما حزن من أجله بل فَرِحَ لهُ ورجا من ربهِ أن يُسهل عليه الإمتحان ليُسلم ورقتهِ ويرحل وهو مرتاح البال.. وتوقع أيضا إن الصف لا يوجد فيه أصدقائك فقط بل هناك أمك وأبوك زوجتك ابنك ابنتك وأعز الأشخاص وربما أنت الذي تُسلم ورقة امتحانك قبل الجميع.
ليس من المعقول أن تبقى طوال عمرك بعائلة واحدة اليوم أبوك وأمك عائلتك. غدا سيتغير ستكون الزوجة والأطفال هم عائلتك.
حينما تفهم وتتقبل هذهِ الحقيقة ستكون الحياة رائعة بالنسبة لك ولن يكون هناك أيُ عارضٍ أو عثرة في طريقك بإستطاعتها أن تُهدم حياتك، هذا لايعني إنني أقول لك لا تحزن فهذا يُعد من المثالية المبالغ فيها بل لا يوجد هناك شخص عاقل يقتنع بهكذا حديث فالنفس البشرية بحاجة للحزن والبكاء لإخراج الكم الهائل من التراكمات كل فترة فإن الرحيل والخسران ليس بالأمر الهين لذلك إحزن ولكن لوقت معين وبشكلٍ واعٍ.
وتقبل أننا كلنا مجرد محطات عابرة لكلنا..
اضافةتعليق
التعليقات