• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

وقفات تأملية في أراجيز الصحبة الوفية: بصيرة العروج

فاطمة الركابي / الأحد 15 آب 2021 / تربية / 2803
شارك الموضوع :

لعل أول إستفهام يخطر في الذهن إنه كان هو المتقدم لساحة القتال، وهو الذي سيلاقي مصرعه على يد الأعداء

لما لبى إبراهيم بن الحصين الأسدي-أبي إسحاق- لنداء إمامه الحسين (عليه السلام) في ملحمة عاشوراء، قيل(١) إنه ارتجز مردداً:

(أقدم حسين اليوم تلقى أحمدا * ثم أباك الطاهر المؤيدا

والحسن المسموم ذاك الأمجدا * وذا الجناحين حليف الشهدا

وحمزة الليث الهمام إلا سعدا * في جنة الفردوس عاشوا سعدا).

لعل أول إستفهام يخطر في الذهن إنه كان هو المتقدم لساحة القتال، وهو الذي سيلاقي مصرعه على يد الأعداء، وإنْ هو سيقتل منهم مقتلة عظيمة، فمصيره معروف ألا وهو الشهادة؛ فالإمام الحسين (عليه السلام) قد أنبئهم: "فإنه من لحق بي منكم استشهد"(٢).

بالنتيجة جواب هذا التساؤل يوصلنا إلى إنه لم يكن يُفكر بأن يُحدث نفسه كي تُقدِم وتَتقدم لتقاتل دون الإمام مناصرًة، بل كلامه يوحي إلى إنه بالأصل لم يكن تفكيره في هذا العالم، إنما هو ممن روحه قد عرجت قبل أن تعرج.

فقد فتح الإمام له بصيرته وأراه مقامه هناك، كما ورد "فلما رأى الحسين (عليه السلام) حسن إقدامهم وثبات أقدامهم قال (عليه السلام): "إن كنتم كذلك، فارفعوا رؤوسكم وانظروا إلى منازلكم في الجنة. فكشف لهم الغطاء ورأوا منازلهم وحورهم وقصورهم فيها، والحور العين ينادين: العجل... العجل فإنا مشتاقات إليكم! فقاموا بأجمعهم وسلوا سيوفهم وقالوا: يا أبا عبد الله! ائذن لنا أن نغير على القوم ونقاتلهم حتى يفعل الله بنا وبهم ما يشاء. فقال (عليه السلام): "اجلسوا، رحمكم الله وجزاكم الله خيرا"(٣).

وها هو منتظر قدوم سيده الحسين (عليه السلام) حيث مجاورة من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء، فما أحسن هذه الرفقة، وما أسعد تلك الروح لما ستناله من مَقرُبة، وما أجمل هذا المصير الذي لا تفصله عنه إلا أن يكون ممن يُقاتِلون ويُقتَلون في سبيل الله تعالى، وبين يدي سيد شهداء الجنة.

لذا هو لما قتل منهم(٨٤) رجلاً، كان قد ردد قائلاً:

(أضرب منكم مفصلًا وساقًا * ليُهرَق اليوم دمي اهراقا

ويرزق الموت أبو اسحاقا * أعنى بني الفاجرة الفساقا).

فكم كلماته هذه تكشف عن حقيقة تلك الروح المقدامة التي لم تهب كثرة العدا، بل -وكأن- لسان حاله ومقاله يقول لهم: أنا بمفردي سأشل حركتكم وسأقطع أقدام كل من يقابلني من المفصل فأسقطه أرضا، فيصبح عاجزًا منتظرًا لمصيره الأشقى.

ثم بهذا الشطر[ليهرق اليوم دمي اهراقا] كأن في ذلك إشارة إلى أنه يقول: نعم سأُقتَل لكن ليس بضربة واحدة من أحدكم، بل سأثخن بالجراح حتى ينسكب دمي ويسيل ثم أعرج بعد ذلك شهيدًا، فلعلي أواسي بذلك سيدي وما سيجري عليه عندما يبقى وحيدًا وقد تجتمع فيه كثرة جراحات القلب والبدن بلا إخوة ولا أبناء، بلا صحبة ولا أنصار.

(١) الامام الحسين(ع) وأصحابه: ج٢، ص ٨.
(٢) بحار الأنوار: ج ٤٤، ص ٣٣٠.
(٣) موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع): ص ٤٩٧.

الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
القيم
التاريخ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحقيقة المطلقة

    هل ينتهي حزن الثقلين؟

    الحزن أم الاكتئاب؟ كيف نميّز بينهما ولماذا هذا التمييز مهمّ

    أطعمة يومية تحافظ على نضارة البشرة وتدعم إنتاج الكولاجين

    قبس من زيارة آل يس: سلام وإكرام

    الرسم بالقهوة: فن فريد بألوان الأرض

    آخر القراءات

    الكنز المغبون

    النشر : الأربعاء 30 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ماهي أسباب مشاجرات الأطفال وكيف يمكن التعامل معها؟

    النشر : الأربعاء 19 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    ماذا لو أمطرت السماء نقوداً؟

    النشر : الأربعاء 11 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    اكسير الحياة وكيمياءُ الروح

    النشر : السبت 15 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    لماذا عليك أن تختار التخصص الذي يناسبك؟

    النشر : الخميس 20 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    النشر : الأربعاء 28 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1136 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1001 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 456 مشاهدات

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    • 404 مشاهدات

    الزهراء.. خبزُ السَّماء ونورُ الأرض

    • 391 مشاهدات

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    • 351 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1480 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1461 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1136 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1084 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1075 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1020 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الحقيقة المطلقة
    • منذ 15 ساعة
    هل ينتهي حزن الثقلين؟
    • منذ 15 ساعة
    الحزن أم الاكتئاب؟ كيف نميّز بينهما ولماذا هذا التمييز مهمّ
    • منذ 15 ساعة
    أطعمة يومية تحافظ على نضارة البشرة وتدعم إنتاج الكولاجين
    • منذ 15 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة