كلٌ منا يمتلك كنزاً ثميناً في منزله لكن القليل من يستفيد منه، لا أعني ذاك الكنز الذي يحوي مجوهرات تتزين بها المرأة الحسناء، بل أقصد كنز أثمن ألا وهو كتاب الله الأعظم (القرآن الكريم)، فللأسف الكثير منّا تركه مُغبرّاً مهجوراً بين صفوف المكتبة لا يتذّكره إلا في وقت الشدائد أو في شهر رمضان، {قال الرّسول يا ربّ إن قومي اتّخذوا هذا القُرآن مهجوراً }. (١)
قد جعل الله ربيع القرآن هو شهر الرحمة والبركة شهر رمضان الكريم، فعن أبي جعفر الباقر -عليه السلام- قال: "لكل شيء ربيع وربيع القرآن شهر رمضان". (٢)
حيث فيه تنزّلت آيات القرآن الحكيم على سيّد الوجود النبي الأكرم محمد -صلى الله عليه وآله-، إنه شهر يتعاظم فيه الثّواب وتتضاعف فيه الحسنات فهو شهرٌ عند الله أفضل الشّهور وساعاته أفضل السّاعات، فكيف لو كانت كل دقيقة فيه تلاوة وتدبّر بآيات القرآن الكريم؟!
فقد قال الإمام جعفر الصادق -عليه السّلام-: "عليكُم بتلاوة القرآن؛ فإنَّ درجات الجنّة على عدد آيات القرآن، فإذا كان يومُ القيامة قيل لقارئ القرآن: إقْرَاْ وارقَ، فكلّما قرأ آية يرقى درجة". (٣)
على الرغم من أهمية وفضل قراءة وتلاوة القرآن لكن "ربّ تالي القرآن والقرآن يلعنه!"،
فقراءة القرآن ليست فقط لقلقة لسان بل يجب على المؤمن أن يتمعّن بمعاني الآيات ويعمل بما يقتضيه القرآن من واجبات وأخلاقيات ويترك المحرمات، إن أهل البيت -سلام الله عليهم- جسّدوا كل الأخلاق الحميدة والفضائل السامية وعملوا بكل آية فيه، حيث في معركة صفين وصف الإمام علي -عليه السلام- نفسه بـ (القرآن الناطق) وشهد له النبي -صلى الله عليه وآله- بأعلميته بالقرآن وعلاقته مع القرآن، فقد قال -صلى الله عليه وآله-: "علي مع القرآن والقرآن مع علي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة". (٤).
لذلك يجب على المسلمين عامةً وشيعة أمير المؤمنين خاصةً أن يعملوا بوصية أئمتهم حيث قال أمير المؤمنين -عليه السلام-: "عليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين، والنور المبين، والشفاء النافع، والريّ الناقع، والعصمة للمتمسّك، والنجاة للمتعلق، لا يعوجُّ فيُقام، ولا يزيغ فيستعتب". (٥).
وألا يجعلوا قراءة القرآن في هذا الشهر الفضيل فقط بل في كل الشهور والأيام، وأن يطبّقوا ما به من كلام ثمين من رب العالمين ينفعهم في الدّنيا والآخرة.
اضافةتعليق
التعليقات