عندما رأيت الصور المنتشرة لأجل ذكرى سنويته المؤلمة أعلى الله درجاته تذكرت تلك الذكريات الجميلة التي نقشت من الصغر في ذاكرتي، عندما كانوا يعلنون عن موعد محاضرته القيمة رحمه الله وكان الجميع يستبشرون الباب الذي كان مفتوحا على الدوام في وجه الجميع أصحاب العلم و الحاجة والمستضعفين.
أذكر في إحدى المرات زارتنا خالتي من مدينة طهران واستغربت بشدة من هذا الترحيب والاستضافة حيث إن الجميع باستطاعتهم أن يزوروه بسهولة ودون أي تقييدات لازلت أفكر بأن العظماء حقا يفرضون إحترامهم وعظمتهم دون تقييدات ووسائل تافهة وميليشيات وجنود مجندة.
إنهم يشتغلون على أنفسهم ويتركون الأثر الطيب حتى وإن غابوا ورحلوا سوف يبقى ذكرهم وآثارهم وينشرون الخير حسب إخلاصهم!
عندما أردت أن أكتب عن انجازاته وما ترك من خير رأيت هناك مئات المؤسسات وآلاف الكتب وعشرات القنوات الفضائية و …. ثمرة أفكاره، وقد اهتم بالمؤسسات الدينية والإنسانية، فأسس عشرات المساجد والحسينيات والمدارس والمكتبات ودور النشر وصناديق الإقراض الخيري والمستوصفات، كما وقد أسس وكلاؤه ومقلدوه وأنصاره ـ بتشويقه وتخطيطه ورعايته ـ كثيراً من المشاريع الإسلامية والإنسانية في كثير من بقاع العالم كان منها مصر والسودان وإنكلترا وكندا وأمريكا والهند والباكستان وأستراليا ودول الخليج وإيران والعراق وغيرها.
ولكن سوف أشير إلى أقرب الأمثلة التي ننتهل من عذب ماءها (بشرى حياة) ، صوت المرأة وصوت الحق إلى العالم، حيث تسعى لأجل نشر الحق ومن أجمل ما يلاحظ في هذه المؤسسات إنها ليست معتمدة على شخص واحد بل هناك فريق مجتهد باستطاعته أن يدير المؤسسة إن حصل مكروه للمدير لا سمح الله ، وهذا هو الهدف الذي كان يركز عليه الفقيد الراحل العالم الكبير أعلى الله مقامه ويرفع شأنه سلطان المؤلفين السيد محمد الشيرازي أعلى الله درجاته.
يقول مولانا أميرالمؤمنين (عليه السلام): "وَالْزَمُوا مَا عُقِدَ عَلَيْهِ حَبْلُ الْجَمَاعَةِ".
من يزرع الخير سوف يحصد عاجلا أم آجلا وهنا أشهد كطفلة كانت تحضر تلك المحاضرات القيمة وترى ذلك الوجه النوراني والقلب المطمئن وقيمه ومبادئه كيف نشأت خيراته وصعدت إلى السماء "كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ".
وهنا نفتخر بأن نقول في كل منا مشروع شيرازي يخدم الدين والمجتمع ويهتف بأعلى صوته اللهم عجل لوليك الفرج واجعلنا من خير أنصاره وأعوانه والمستشهدين تحت لوائه.
اضافةتعليق
التعليقات