يقول الله في محكم كتابه الكريم: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) "*١ صدق الله العلي العظيم.
أمر الله تعالى بالقراءة وهذا دليل واضح على شدة أهميتها في حياتنا، فإن القراءة تساعدنا على اكتساب معارف جديدة ومعلومات عامة وخاصة تفيدنا بالحياة العملية والعلمية والاجتماعية والانسانية، فحين نتطرق على سبيل المثال لقراءة قصة كتبها شخص مغترب عن بلاده ووطنه وأهله من أجل لقمة العيش ويشرح فيها معاناته اليومية والصعوبات التي تواجهه، تتغير وفق ماقرأنا النظرة التي بداخلنا للخادم او غيره من المغتربين من الاستصغار وتتحول إلى رحمة ورفق ومراعاة لحالاتهم النفسية، وحين نراهم لا نفرق بيننا وبينهم بالمعاملة فيكونون اخوة لنا وما نحب لأنفسنا نحبه لهم، وكذلك حين نقرأ أحاديث أهل البيت تتغيّر المفاهيم الخاطئة لدينا، فيقول الرسول الأكرم (ص): (لا فرق بين عربي وأعجمي ولا بين أسود وأبيض إلا بالتقوى).
فالتقوى في الإسلام هي الميزان فقط، وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لمالك الأشتر قبل أن يتجه والياً على مصر: (... فإن لم يكونوا إخوة لك في الدين فهم أسوة لك في الخلق). *٢.
فهذه بعض وصايا اهل البيت عليهم السلام بأن تكون الإنسانية متواجدة في قلوبنا التي نكتسبها وننميها من القراءات، ومنها ما يقربنا إلى أهل البيت عليهم السلام وذلك عند قراءة تاريخهم ومعاجزهم وكراماتهم ووصاياهم، فصلوات الله عليهم لهم دور كبير في تربيتنا وتنمية عقولنا بالمعارف والأخلاقيات التي نكتسبها منهم، فهم خير قدوة لنا وأعظم نعمة أنعمها الله علينا.
نحن بحاجة إلى أن نخصص وقتا في كل يوم من حياتنا للقراءة كما نخصص أوقاتاً للعب او مشاهدة التلفاز أو غيرها من أشياء لا أهمية لها ولا ايجابية تُذكر.
وللقراءة أنواع منها القراءة النافعة ومنها القراءة العشوائية ومنها القراءة الضارة..
القراءة النافعة هي التي نحتاجها؛ تلك القراءة التي تنمي معارفنا وأخلاقنا وتحيي المشاعر الانسانية التي دفنت مع الزمن وتغيّر العادات والتصرفات الخاطئة، وهي التي تقربنا إلى الله تعالى عند قراءة القرآن الكريم بتمعن وعن اهل الييت عليهم السلام عند قراءة سيرتهم العطرة، فنتقرب إليهم ونزداد ايمانا بالله تعالى ونأخذ خير الدنيا والاخرة.
والقراءة العشوائية هي التي لا أهمية لها مثل قراءة المجلات أو الأزياء أو أخبار المشاهير أو سيرة الممثلين الذاتية فيضيع من وقتنا الثمين عند قراءة ما لا أهمية له، والقراءة الضارة هي التي يجب ان نتجنبها ونبتعد عنها فهي تخبئ في محتواها أخلاقيات غير حميدة وعادات سيئة خصوصاً تلك الكتب التي يستهدفون بها سن الرشد، سن البلوغ، سن المراهقة، من قصص أو روايات خرافية وجميعها أوهام تجرهم إلى الظلام الدامس.
الانسان حين يمتلك حجراً عادياً سوف يضعه في أي مكان فيكون قابل للضياع، ولٰكن حين يكون هذا الحجر من ذهب فكيف سيهتم به الانسان واين يضعه؟
بلا شك في مكان محكم الإغلاق من شدة اهميته، كذلك القراءة شيء ثمين يجب أن نقدره ونعرف لماذا نقرأ؟ وماذا نقرأ؟ وكيف نخصص وقتاً للقراءة؟.
فمن عرف هذه التساؤلات سيجعل القراءة شيء اساسي في حياته اليومية، "فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)" *٣.
اضافةتعليق
التعليقات