مرحباً. أنا حقيبة سفر زرقاء قديمة، أسافر حول العالم منذ أكثر من عشر سنوات.
بالطبع لدي صاحب، لكننا نادراً ما نتقابل. عندما يضع بي أغراضه قبيل سفره، وبعد وصوله، بينما أرى المطارات وحاملي الحقائب، وحقائب أخرى أكثر.
بالمناسبة، هل تريدون نصيحتي؟ من أجل أن أستوعب متعلقات أكثر، لفوا ملابسكم جيداً على شكل لفات ضيقة كالعصي، سيساعد ذلك أيضاً على احتفاظها بشكلها دون كرمشة، فلا تحتاج إلى الكثير من الكي عند استخراجها، كذلك ستساعد هذه الطريقة على الاستفادة من كل المساحات الممكنة في الحقيبة.
أما الأشياء الهشة فلفوها بالملابس أيضاً، والأشياء الدقيقة ضعوها بداخل الأحذية. فقط احرصوا على ألا تضعوا المجوهرات في حقائبكم، وكذلك المال، والوثائق المهمة، ومفاتيح المنزل، والأجهزة الغالية الثمن، كالحواسيب المحمولة والكاميرات.
هذه الأشياء يمكنكم اصطحابها معكم إلى الطائرة، وبغض النظر عن أية قيود قد تفرضها شركات الطيران، فإن اصطحاب تلك الأشياء ممكن.
لا أحب أيضاً الأدوية وفرشات الأسنان، من الأفضل أيضاً اصطحاب متعلقات النظافة الشخصية معكم إلى الطائرة.
ماذا يحدث للحقيبة داخل المطار؟
في الصباح، يتفقد صاحبي وزني، ثم ننطلق إلى المطار، بعض شركات الطيران تبني قواعدها الخاصة بالأمتعة على وزنها، والبعض الآخر على المساحة التي ستشغلها الأمتعة على الطائرة، وهو ما يطلق عليه مفهوم الوزن ومفهوم القطعة.
يُعد مفهوم القطعة الأكثر شيوعاً، إذ تسمح غالبية شركات الطيران بقطعة واحدة مجانية لكل شخص للدرجة الاقتصادية، وبقطعتين لدرجة الأعمال.
في الآونة الأخيرة أطلقت شركات طيران صيحة جديدة سمتها "بدون حقائب"، إذ يمكنك شراء تذكرة على متن الطائرة بسعر أرخص؛ شريطة ألا تصطحب معك حقائب سفر، أنا لا أحب هذه الطريقة، لكن هناك إحصاءات تقول إن نحو ثلث المسافرين يصطحبون معهم حقائب يد فقط.
المكان الواحد لكل حقيبة لا يجب أن تتخطى أبعاده الـ158 سم، وفقاً لأبعاد الحقيبة الثلاثة (طول-عرض-ارتفاع) وليس أثقل من الوزن المحدد.
وفقاً لقوانين الطيران العالمية، فإن الحد الأدنى لا يمكن أن يقل عن 10 كيلوغرامات، لكن الشائع يتراوح بين 23 كغم للفئة الاقتصادية، و 32 كغم لفئة رجال الأعمال. الوزن 32 كغم هو وزن متوسط وهو مرتبط بالمحافظة على صحة حاملي الحقائب في المطارات. لكن ذات مرة صادفت حقيبة مملوءة بحديد الصالات الرياضية، من المؤكد أن الأمر كان صعباً على حامل الأمتعة المسكين.
بالمناسبة، إذا كنتم تصطحبون معكم شيئاً قيماً، فمن الأفضل تسليم ورقة مع الحقيبة توضح قيمة المتعلقات الموجودة بداخلها، فكم من حقيبة احتوت أحذية ومتعلقات غالية الثمن وفقدت، ثم عُوِّض أصحابها بـ20 دولاراً فقط عن كل كغم من وزنها بموجب اتفاقية وارسو.
بالطبع كتابة ورقة بقيمة متعلقاتك ستتطلب دفع المزيد من المصاريف، كما يمكن أن تُفرض على متعلقاتك الباهظة الثمن مصاريف جمركية، لكن تبقى تلك التكاليف لا شيء إذا ما قورنت بما ستتكبده من خسارة إذا ضاعت حقيبتك.
عند تسليم الحقائب لموظف شركة الطيران بالمطار، يقوم العامل بإزالة أي علامات أو بطاقات خاصة برحلات سابقة من على الحقيبة، ويستبدلها بأخرى جديدة عليها معلومات الرحلة الجديدة، ثم تبدأ الرحلة.
في مطار شيريمتيفو بموسكو، يوجد مكتب جديد للخدمة الذاتية، حيث يمكنكم أن تضعوا ملصقاً بمعلومات الرحلة على حقيبتكم، ومن ثم إرسالها إلى مكان سير الأمتعة، دون الحاجة إلى مساعدة العاملين بالمطار، ومن دون انتظار!
أحب التنقل على السير الخاص بالحقائب، السير الكهربائي للحقائب يعتمد على نظام متعدد المستويات، تتنقل فيه الحقائب بين المستويات المختلفة حتى تصل إلى المكان المحدد لها، ثم تأتي أكثر اللحظات تشويقاً على الإطلاق حين أقابل جهاز الماسح الضوئي، ليتم الكشف عن المتعلقات، والتأكد من خلو الحقيبة من أية ممنوعات.
إذا اكتشف الماسح الضوئي أي أجسام غريبة داخل الحقيبة، تنتقل بعدها إلى شخص مختص بالكشف مرة أخرى على محتويات الحقيبة بواسطة ماسح ضوئي يدوي.
إذا وجد المختص شيئاً محظوراً (سكوتر كهربائي على سبيل المثال)، يُدعى صاحب الحقيبة إلى غرفة خاصة، حيث يُطلب منه فتح الحقيبة ويقوم المختص بتوضيح حظر هذا المتاع لصاحب الحقيبة.
الأمتعة المحظورة تُعاد مرة أخرى إلى صاحب الحقيبة، ويمكنه حينها إعطاءها لأحد معارفه الباقين في البلد، أو الاحتفاظ بها في قسم الأمانات بالمطار، لكن قسم الأمانات لا يقبل الاحتفاظ بالممنوعات التالية: المواد القابلة للانفجار، والمواد القابلة للاشتعال، والمواد السامة، والمنتجات القابلة للتلف، والأسلحة، والقواطع مثل السكاكين.
بالطبع يمكنك أن تأمل ألا يُكتشف الأمر عند اصطحابك متعلقات محظورة، لكن الأفضل ألا تخاطر.
إذا لم يتعرف الماسح الضوئي على أية ممنوعات، أجد نفسي بعدها على سير دائري كالذي في منطقة استلام الأمتعة، وهنا يرمونني في حاوية تنقل بعدها إلى داخل الطائرة، أو في شاحنة يقودها عامل حتى مكان الطائرة، حيث تفرغ الشاحنة من الحقائب الواحدة تلو الأخرى وإيداعها الطائرة في المكان المخصص للأمتعة.
الحاويات أسهل في عملية شحنها وتفريغها، لكنها لا تلائم كل الطائرات، كما أن المعدات اللازمة لتفريغ الحاويات ليست موجودة في كل المطارات.
على سبيل المثال، وصلنا ذات مرة إلى مطار كالينينغراد الروسي في حاوية، خرج المسافرون، وبقينا داخل الطائرة، لأنه لم يكن هناك ما يلزم من أجهزة لتفريغ الحاوية التي نحن بداخلها، لذا عدنا من حيث أتينا، وهناك قام العمال بتفريغ الحاوية، ورمي الحقائب كلها داخل الطائرة بدون حاوية، ثم أُرسلنا مرة أخرى إلى المطار، وكان أصحاب الحقائب قلقين جداً بشأن مصير حقائبهم.
شركات الطيران لا تتحمل مسؤولية فقدان الحقائب
تتحمل شركات الطيران المسؤولية عن تأخر الأمتعة، لأن الركاب يشترون تذاكر الطيران منها، لكن في الواقع، فإن الأمتعة لا تُفقد أثناء رحلة الطيران، بل في المطارات.
وعند وصول الأمتعة، تُرمى الأمتعة على السير الكهربائي، وتُرسل إلى السير الدائري، حيث يستقبل الناس أمتعتهم.
بالمناسبة، أحب أن أطير إلى مطار فنوكوفو الروسي، حيث توجد كاميرات تبث كل ما يحدث للأمتعة منذ لحظة وصول الطائرة حتى تصل للركاب أمتعتهم، بينما يحرص العمال على أن يكونوا أكثر حذراً عند نقلهم الأمتعة، وهناك تجد صاحبك ينتظرك بابتسامة عريضة، على الرغم من ذلك، فإنه قد تاه عني من قبل مرتين، وساعتها نُقلت إلى غرفة الأمتعة المفقودة بالمطار.
في الواقع، غالباً ما تفقد الحقائب في الرحلات غير المباشرة "الترانزيت"، فقد يرتكب موظف شركة الطيران بالمطار خطأً، ويقوم بتسجيل بيانات الرحلة حتى بلد العبور (الترانزيت)، وسيكون عليكم تحصيل أمتعتكم في المطار الترانزيت، ومن ثم إرسالها مرة أخرى إلى الطائرة، وإذا لم يتأكد المسافر من العلامات الموضوعة على حقائبه، فيمكنه أن يفقدها في مطار العبور (الترانزيت).
وقد تُفقد الأمتعة أخيراً، عندما يكون التوقف في بلد العبور (الترانزيت) قصيراً، حينها يتمكن المسافر من اللحاق بطائرته، بينما لا يكفي الوقت لكي تلحق بالمسافر أمتعته. فتُنقل على طائرة تصل في اليوم التالي غالباً. كما يمكن أن تُفقد الأمتعة حين لا يراها العاملون المكلفون بنقل الحقائب عن غير قصد، أو حتى يمكن ألا ينقلها العاملون عن قصد، عندما يكون هناك وزن زائد على الطائرة، ويصاب الراكب بخيبة أمل كبيرة، إذا ما كانت الرحلة التالية إلى حيث ذهب ليست قبل أسبوع.
إذا لم تُسترجع الأمتعة في غضون 3 أسابيع، يمكنكم اعتبارها مفقودة، والمطالبة بالتعويض.
وبالمناسبة، فإن كتابة البيانات الشخصية من اسم، وعنوان، ورقم هاتف، على الحقيبة يساعد في استرجاعها حال ضياعها بشكل أسرع.
كيف يمكنك استعادة حقيبتك
في البداية عليك الذهاب إلى قسم المفقودات Lost&Found، عادة إذا كانت الأمتعة متأخرة فإن الأمر يحدث مع ركاب آخرين، وليس معك وحدك، وهناك في قسم المفقودات يقوم المختصون بعمل (PIR Property Irregularity Report)، ثم عليك أن تملأ استمارة خاصة، ثم تحصل على رقم، تمثل أول 3 أحرف منه رمز مطار الوجهة، يأتي بعدها رمز شركة الطيران، ثم 5 أرقام.
بواسطة هذا الرقم يمكنك تتبع الأمتعة المفقودة على موقع (World Tracer www.worldtracer.aero) والانتظار حتى تُرسل الأمتعة المفقودة إلى عنوانك في أي مكان كنت، ومن دون تحمل أي تكاليف إضافية.
الموقع يخبرك بيوم وصول الأمتعة إلى مكان إقامتك، لكنه لا يخبرك بالساعة، الأفضل أن تذهب بنفسك لتسلم الأمتعة المفقودة من المطار، فقط عليك أن تصطحب معك ورقة الرقم PIR، ومن ثم تتسلم حقائبك.
لا تترك حقيبتك أبداً بالمطار
الأمر الأكثر إحباطا، عندما يتأخر وصول الحقائب من الطائرة إلى المطار. على سبيل المثال، مسافر ينتظر حقيبته لما يزيد على الساعة عند السير الدائري، بينما تقبع حقيبته في حاوية لم يتم تفريغها بعد، يحدث أحياناً أن الرحلة المقبلة تكون قد غادرت، بينما لم تتسلم حقيبتك بعد، إذا حدث ذلك لا تترك حقيبتك أبداً من أجل أن تلحق بالطائرة.
إذا كانت الرحلة دولية، فإن التخليص الجمركي للأمتعة لن يمرر الحقيبة إلا في وجود صاحبها، لذا سيكون عليك العودة حينها من أجل الحصول على حقيبتك، لا تخف من عدم اللحاق بالطائرة، فشركة الطيران تضمن لك مكاناً على الرحلة القادمة في حال تأخر الحصول على حقيبتك، بالطبع شريطة أن تكون التذكرة معك.
في حال إذا كنت قد قمت بشراء تذكرتين منفصلتين، فتذكرة الرحلة الثانية لن تُعوّض في حال لم تلحق بالطائرة، لذا فمن الأفضل أن تشتري مسبقاً تذكرة واحدة (ترانزيت).
لكن إن حدث واشتريت تذكرتين منفصلتين فكن حريصاً على أن يكون هناك متسع من الوقت بين الرحلتين، ولنقُل ساعتين أو أكثر لإنهاء جميع الإجراءات المطلوبة، أو 3 ساعات أو أكثر إذا كنت مسافراً إلى الولايات المتحدة، نظراً للازدحام الشديد في مطاراتها. حسب عربي بوست
اضافةتعليق
التعليقات