• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

شجرة زقوم

فاطمة فاضل العبیدي / الأحد 14 شباط 2021 / منوعات / 1812
شارك الموضوع :

\\\" تخیطُ براءة طفولتي بخیوط من حدید فلا تنكسر\\\"

وُلدَ الطفل الحادي عشر للجدة آسیا، أصبحت عائلة الجدة آسیا تشمل عشرة بنات وولد واحد، عندما تلد ھي، یعلم الجمیع أن زوجة حماھا أو حماتھا قد ولدت، آسیا رفعت رایة إزائھن نقشت فيها (أنا ولود فلا سماح لكنّ بالتباھي بعدد أطفالكنَ)، أمي قالت لي أنه دائماً ما كانت تجري مسابقة بینھن في ھذا الأمر، ولن تھدأ جدتكِ حتى تكسب السباق. كما تعلمون أنا طفلة البنت الخامسة للجدة آسیا، عشتُ تحت ظل رعایة والدان یُدركان وجود رب فوق رأسیھما، فمن اثباتات حظي الوافر أن (أبي) زوج البنت الخامسة للجدة آسیا ذو أدبٍ رفیع وخلقٍ حسنٍ، وأمي صاحبةُ عقلٍ طري یأخذ ویعطي، فمن حُسن صنع الباري لي میل عقل أمي لكل مافي أبي من جمال الروح.

 في كل أمسیة، في بیت الجدة آسیا، الخالات والخال وأبنائھم جمیعًا نجتمع في صالة الاستقبال، أعدادنا كثیرة، لكنّ البیت ما شاء الله واسع یسعنا ویسع غیرنا، هي سويعات بينما جمیع أقراني یجول ویصول في أعماقھم صراع (أبقى أو أرحل).

 تأتي ھي تتربع صدر المجلس تبدأ أمسیتنا بكلمات رعناء مستھزئة تنساب من فمھا كشلال غاضب یُدمر عز النفس وكرامتھا التي طالما سعى الإنسان ینحتھا على صخور صلدة، ثم كلمات الاطراء التي تتوجه لأولادھا الأثریاء التي تُنثر كمیاه السراب؛ لا تُغنِي ولا تُشبع من جوع. یعلمون أن ھناك خدیعة قد حُیكت لھم. فأمھم تكره أنْ ترَ الود بینھم، فتنفخ في مزامیر الكره والاحتقار؛ لا ترتاح، لا أعلم لماذا؟ لكن أمي قالت لي أنھا تحب افتعال المشاكل والشجار، وإذا نجحت ترتسم على ثغرھا فرحة النصر، ولا یتوقف صوت المزمار بارتفاعه في الدار، لا، لابدّ أن یصل للجیران، فھي تُعیّر الجار بفقره، تُجالس فقط جاراتھا مُدّعیات الأُبھة، أٔتسائل لِمَ نسیت أنھا كانت فقیرة؟! حتى بعد ولادة الطفل الأخیر لھا. عندما یأتینَ خالاتي بطعام من مطبخ الجدة الذي أحضره الجد، تنظر إلى أفواه الجمیع بغضب، فذاتَ مرة حدَّقت فيَّ بعینین واسعتین ولملمت ماحولي من المأكولات والعصیر، عندما وقع نظري علیھا كدتُ أغص بما في فمي، فأصبحتْ تُخبئ الحلوى وتقفل الثلاجة بإحكام قبل كل أمسیة. ھي ما تشاء لھا (تحج، تعتمر، تصوم، تُصلي، تكذب، وبكل كلام بذيء تتفوه).

 ذاتَ مرة حصل خدي على صفعة من أمي، عندما قال لساني أن الجدة سمٌ یسیر على الأرض. كمْ غضِبت أمي، وكمْ نھرتني وقالت لي (ھي مازالت أمي)، أنا لا ألوم أمي؛ لكن بنفس الوقت لا ألوم نفسي، فھي أعدتْ قلوب بناتھا التسعة وابنھا، لحَمل غِلٍ، أ كانوا على حق أم لم یكونوا، فیُلصقون الأباطیل لكل من أحسوا ناحيته بإنزعاج، یتفننون بخداع الناس لكسب مصالحھم الفردیة، إحدى خالاتي تسرق سرًا مال أخواتھا، ثم توسعت إلى المحیطین بھا؛ لتضع جمیل الأثاث في البیت وتُلبس البنات أزھى الثیاب، ولتأكل لحم البقر والسمك، جدتي لا تسرق لكن ابنتھا تسرق؛ سمعتُ من إبنة خالتي، أن الجدة كانت على اطلاع بأعمال ابنتھا السریة فتسكت، وفي أحیان كثیرة تصمت، وتأخذ نصف المال المسروق، ھل سكوت الجدة إشارة لابنتھا بالرضا والاستمرار بهذا الفعل. إثنتان من خالاتي لا یرتحْنَ حتى یقمْنَ العلاقات المحرمة شرعًا، بحجة أنهما يبحثا عن عطف وحنان مع أنھما متزوجتان،لازالت الجدة تُسمع بنات جاراتھا ما یكرھْنَ إذ علمت ھي بإقامتھن ھذه العلاقات، لكن عندما وصل الأمر لبناتھا؛ فهي تُدافع عنھن دفاع الأبطال في المعارك الشرسة.

وأما بقیة الخالات حاقدات قاطعات لإرحامھن، لا تتوقف ألسنتھن عن السخریة والاستھزاء، وكرھهن لبعضھن أصبح مكشوف بعد أن كان  سرًا، أصبح عمل الخبائث مھنة تمتھنھا الخالات، سم الجدة لم یكتفِ بھذا المقدار، فانتقل لبنات وأولاد خالاتي والخال، ولم یكتفِ لأجده ینتقل لأحفاد خالاتي، أصبحوا فرقة تعیث في الأرض فسادًا، فأصبح سماع خبر مرضھا واحتمال موتھا في كل مرة لا یُفرحني؛ فلا یُجدي نفعًا، لقد ثبتت جذورھا بإحكام في الأرض، وبدأ المجتمع یتذوق ثمارھا الفاسدة. أنا طفلة، لا أعاتب النفس إذا تمنت الموت للجدة، فالأطفال دائمًا  یتمنون موت الساحرات السیئات، إذ لم یكن الدعاء للھدایة لھن نفع. كم كانت كلمات الجدة حادة، أحَد من سكاكین القصاب، تُمزق براءة الطفولة وإنسانیتھا إربًا إربًا، لكن كلمات أمي الحنونة المُستقاة من والدي، تخیطُ براءة طفولتي بخیوط من حدید فلا تنكسر، وإنْ تصدأتْ لا تھدأ والدتي، حتى تمحوا الصدأ، ھذا ماكان أبناء خالاتي وخالي یفتقدونه،  فأصبحوا نُسخ مُماثلة للجدة. قالت أمي وحاولت أكثر من عدد شعر رأس الجدة أن تقول لھا، على لسان طه ووصیه (صلوات الله عليهم) "الَّسخُّي  قریب من الله، قريب من الناس، قريبٌ من الجنة"،  "ثمرةالكذب المهانة في الدنيا والعذاب في الآخرة".، "الحقودُ معذب النفس ومتضاعفُ الھّم".، "طوبى لمن شغله عیبه عن عیوب الناس".

 لكن لا فائدة فلقد أجادت آسیا صمَّ آذانھا، وكل مافیھا حجرٌ أصم، لا ینفع معھا  شيء، تفعل كل ما یرتاح له شیطانھا.

المصادر:
مشكاة الأنوار
میزان الحكمة
غرر الحكم
بحار الأنوار
الشخصية
السلوك
الحياة
الانسان
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    يوم الشاي العالمي: رفيق الدروب والأوقات

    هل فقدت الأسرة سلطتها التربوية أمام التكنولوجيا؟

    للحوامل.. كيف تساعد الأفوكادو في صحة الجنين؟

    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟

    حين يُولد القلب في ساحة حرب

    بسكويت من الشوكولاتة الداكنة قد يساعد على فقدان الوزن

    آخر القراءات

    في ذمتي ذكراك..

    النشر : الخميس 16 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    لعبة الحوت الازرق وموت المراهقين ..

    النشر : الأحد 24 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    شيم الأشراف

    النشر : السبت 31 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ 49 ثانية

    اجلبي الخير لأفكارك

    النشر : الأحد 01 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 55 ثانية

    عوائلنا... بين الانشغال والضيافة العربية

    النشر : الثلاثاء 02 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 58 ثانية

    كيف يعمل الوقت وهل الزمن هو البعد الرابع للكون؟

    النشر : السبت 24 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3786 مشاهدات

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    • 322 مشاهدات

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    • 315 مشاهدات

    رجاء صادق

    • 315 مشاهدات

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    • 312 مشاهدات

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    • 307 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3786 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1353 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1333 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1204 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 885 مشاهدات

    الحسد في كلام الإمام الصادق

    • 850 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    يوم الشاي العالمي: رفيق الدروب والأوقات
    • منذ 19 ساعة
    هل فقدت الأسرة سلطتها التربوية أمام التكنولوجيا؟
    • منذ 19 ساعة
    للحوامل.. كيف تساعد الأفوكادو في صحة الجنين؟
    • منذ 19 ساعة
    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟
    • الأربعاء 21 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة