إمامٌ معصوم بشّر بولادته ثلاثة من المعصومين الكرام، أولهم جده رسول الله ومن بعده جده الإمام موسى الكاظم ومن ثم أبيه الإمام علي بن موسى الرضا صلوات الله عليهم وعلى آلهم أجمعين.
فرضت طاعته وإمامته وولايته والتسليم الفعلي لأمره بعد شهادة أبيه على المسلمين كافة، وهو لا يتجاوز سن السادسة أو الثامنة من عمره الشريف.
قال فيه جده المصطفى صلى الله عليه وآله: ".. نطفة مباركة طيبة زكية مرضية وسماها عنده محمد بن علي، فهو شفيع شيعته ووارث علم جده، له علامة بيّنة وحجة ظاهرة..".
كما ذهل وشاخ كبار فقهاء وقضاة المأمون الخؤون ودولته في بغداد، أمام قدراته وعلومه ومعارفه في معالجة أعقد وأشق المسائل العلمية والمعرفية والعقدية، حيث أنه (الإمام الجواد) صلوات الله وسلامه عليه أجاب في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة، وله من العمر تسع أو عشر سنين.
(كما روي - العلامة المجلسي – في بحار الأنوار - ج ٥٠ – ص٩٣ عن علي بن إبراهيم، عن أبيه قال: استأذن على أبي جعفر عليه السلام قوم من أهل النواحي فأذن لهم فدخلوا فسألوه في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة فأجاب وله عشر سنين).
هذا فضلًا عن معاجزه الخارقة التي ظهرت على يديه منذ أنعم أظفاره، وهو صبي في المهد، يرفع بصره إلى السماء في اليوم الثالث من عمره الشريف، مستشهدا بشهادات أصول الدين الثلاث، كما روته عمته السيدة حكيمة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم، أمام أبيه "أنيس النفوس" الإمام علي الرضا صلوات الله عليهم، حينما حضرت ساعة ولادته، قائلة وهي مذعورة " لقد سمعت من هذا الصبي عجبا" فبشرها الإمام قائلًا (ما ترون من عجائبه أكثر).
وغيرها من المعاجز العجيبة الخارقة له صلوات الله عليه، لو اطلع عليها أتباع النبي عيسى "ابن السيدة مريم سلام الله عليهما" وغيرهم من المذاهب الأخرى، وعلموا أن هناك معصومًا آخر ليس نبيا، بل "ابن خاتم الأنبياء وسيد المرسلين"، قد "نطق وهو في المهد صبيا".
حتمًا لم يدرك مدى الأثر العجيب الذي ستتركه هذه المعرفة على الإسلام وبالخصوص على شيعة وأتباع أهل البيت صلوات الله عليهم.
كما أن وصفِه ب" إمام الجود والخير والبركة والكمال" وهو بمكّة، على لسان أبيه الرضا صلوات الله وسلامه عليهما، كما جاء به المجلسي في بحاره (ج50 ص 35) قائلًا " نعم، يا يحيى هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام مثله مولود أعظم بركة على شيعتنا منه"، ونعته أيضًا في بيانات العترة الطاهرة ب "السلام عليك أيها الباب الأقصد والطريق الأرشد..".
قطعًا لم يأتِ هذا جزافًا أو صدفة، إنما هي إشارات غيبية من الإمام المعصوم أبيه، توحي بما سيترصده الإمام "الجواد" من دور موعود له في زمن "دولتهم دولة "الرجعة البهية "، بعد ظهور عاجل غير آجل بإذنه تعالى للموعود المرتقب ابنه المهدي صلوات الله عليه..
وتعهده بالثأر لظلامة جدته فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليهما، والنقمة من قاتلها، وبحرقةٍ وألم، في مسجد جده رسول الله صلى الله عليه وآله، وأمام محضرٍ من أبيه وجمهرة من الملأ لخير دليل و برهان.
وصدق المولى تعالى {..إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ}.
اضافةتعليق
التعليقات