بعد جائحة كورونا والتي اربكت مسيرة التعليم في العالم أجمع، تحول التعليم فيها من الحضوري إلى الالكتروني وطفقت مشاكل الانترنت وتفاعل التلاميذ وفي الكثير من بلدان العالم الثالث بات تطبيقه صعبا بسبب عدم تغطية الانترنيت لجميع المناطق ولا سيما النائية والتي تتسم بطابع ريفي، فضلا عن عدم احاطة المعلم والطالب ببرامج التعليم وغيرها، مما أدى إلى شبه توقف التعليم وانتقل الطلاب من مرحلة إلى أخرى دون تلقي جميع مفردات المنهج والتقليص من المواد المعطاة للتلميذ.
أما في العراق فنرى التعليم في مواجهة صعبة جدا فمع جائحة كورونا هناك مشاكل أخرى في التعليم فمن قلة البنى التحتية، وكثرة الطلاب في الصف الواحد، ونظام الدوام الثلاثي وغيرها من المشاكل نواجه ضعف الانترنيت وقلة الخبرات في البرامج التواصلية، من قبل المعلم والتلميذ، وبين هذه وتلك تتراوح أخبار بدء العام الدراسي والخطط الموضوعة له، وما بين معارض وموافق حددتْ التربية موقفها في تطبيق التعليم المدمج.
ومن هنا أجرى موقع بشرى حياة استطلاعا حول رأي الشارع العراقي في التعليم المدمج وفاعلية تطبيقه في العراق.
وقال الباحث حسن سامي: لا غنى عن التعليم الحضوري على الإطلاق والشواهد كثيرة في البلدان التي خرجت من ركام الحروب كاليابان مثلا، ولكن تفشي وباء كورونا أجبر العالم برمته على اللجوء للتعليم الألكتروني (التعليم عن بعد) وهو بالتأكيد ينطوي على إيجابية المحافظة على ديمومة التعليم ولكن يفرز اشكاليات عديدة منها:
١- الفجوة التقنية بين المتلقي والمؤسسة التعليمية وعدم توافر اجهزة الاتصال اللوحية وخدمة الانترنت بالنسبة للعوائل الفقيرة.
٢- إمكانية حدوث الغش في الامتحانات.
٣- حدوث إحراجات ومواقف مضحكة غير لائقة أثناء إلقاء الدروس بسبب عدم وجود ثقافة تقنية كافية خصوصا لتلاميذ الابتدائية.
٤- عدم التزام الجميع بحضور الحصص المقررة وكذلك تلكؤ الكادر التعليمي في تقديم المادة الدراسية لأسباب موضوعية.
٥- بعض المواد والتطبيقات تتطلب درسا حضوريا لإجراء تجربة او القيام بنشاط وتمرين.
أما التعليم الحضوري فهو حالياً غير ممكن لأن المؤسسات التعليمية العراقية غير قادرة على إدارة العام الدراسي بطريقة تمنع تفشي الوباء بسبب:
١- ضعف الوعي والالتزام الصحي بشكل عام.
٢- تضخم اعداد الطلاب والتلاميذ ووجود قلة في أعداد الصفوف والمدارس بشكل عام.
٣- عدم قدرة المدارس على توفير وسائل الوقاية وتنظيم التباعد الإجتماعي.
ورأت جنان الهلالي_كاتبة_ بعد أن دعت الضرورة إلى اعتماد التعليم الإلكتروني بسبب جائحة كورونا حيث لم يوجد بديلاً آخر لاستمرار آلية التعليم. وبعد أن دخلت وزارة التربية بهذه التجربة بدون خطة معينة ودراسة ممنهجة مما أفرزت بعض الأخطاء التي تم تدارُكها فيما بعد. ونحن على أعتاب عام دراسي جديد تمخضت دراسات عدة في طريقة العودة للمدرسة ومنها التعليم المدمج. حيث يدمج الدوام بين الحضور في المدرسة وبين التعليم في المنزل. وفيما أظن أن هذه الطريقة هي أفضل من سابقتها.
حيث يستطيع الطالب بالتواصل مع المعلم وعرض مادته العلمية التي وجد فيها نوع من الصعوبة وعدم فهمها وتوضيحها مباشرة في الصف حتى يستفاد بقية الطلبة منها. ومن جهة أخرى يتمكن المعلم من تقييم مستوى فهم الطالب ومتابعته. أما صحياً تستطيع الدولة بهذه العملية السيطرة نوعاً أو الحد من انتشار المرض بين الطلاب.
واختصرت شفاء_ معلمة_: بالنسبة لنظام التدريس المدمج بين الحضوري والالكتروني باعتقادي إنه غير ناجح وهناك صعوبة في تطبيقه، وذلك بسبب ضعف شبكة الانترنت وأيضاً عدم امتلاك القسم الأعظم من التلاميذ خبرة في التحكم بالمنصات وكيفية التفاعل معها خاصة المراحل الأولية هذه من جهة، من جهة أخرى قد يبادر التلميذ الشعور بالملل بسبب كثرة الضغط من جهة دوام حضوري ومن جهة أخرى دروس الكترونية فهذا يسبب الشعور بالملل والضجر والتشوش لدى التلميذ لا ننسَ أن هناك فروق فردية بين التلاميذ.
أما زينب شاكر طالبة ثانوية فرفضت تطبيقه قائلة: إن التعليم الالكتروني غير مجدي معنا ونحن في مرحلة الثانوية كيف بطلاب المراحل الأولى، فلم أكن قادرة على التفاعل مع الدروس وفهمها لأنها تفتقد إلى جو الدراسة المعتاد وأفضل العودة إلى المدارس فالجميع يتجولون في المتنزهات ومراكز التسوق لماذا عندما تصل إلى أهم مفصل ألا وهو التعليم يجب أن نتعلم بواسطة التعليم الالكتروني.
ويبقى موقف التعليم ومدى فاعلية تطبيق الخطة التعليمية المرسومة لهذا العام مجهولا، فبين قلق الأهالي ومدى التزام التلميذ بالتعليم المدمج من جهة ومن جهة أخرى مشاكل البيئات التعليمية وعدم جاهزيتها لتطبيق نظام صحي صارم.
اضافةتعليق
التعليقات