إن مداعبة الأطفال واللعب معهم، خاصة الدغدغة لكي يضحكون كثيرًا هي وسيلة ترفيهية تقوم فيها أغلب السيدات، ولكن في القرن التاسع عشر، اقترح المنظرون، مثل تشارلز داروين، أن الدغدغة مرتبطة بالفكاهة، وكيفية تطوير حس الفكاهة لدى الأطفال ويبدو أن بعض أشكال الدعابة تحدث في عمر بضعة أشهر فقط.
وقد أجرِي الاستطلاع على نحو 700 من الآباء في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، وجد الباحثون نمطًا لظهور الدعابة وهو نمط واضح ومتسق ومرتبط بالعمر، في السنة الأولى من الحياة، قال الآباء إنهم لاحظوا طرائق متعددة يفهم فيها أطفالهم الفكاهة، وأحيانًا ينتجونها بأنفسهم، قال أكثر من 75 % من الآباء -مثلًا- إن أطفالهم كانوا يضحكون عندما كان عمرهم شهرين فقط، بحلول العام الواحد، أبلغ جميع الآباء تقريبًا عن الضحك عند أطفالهم، وجد المؤلفون أن الأطفال يقدرون الفكاهة قبل أن يبدؤوا بإنتاجها بأنفسهم.
بحلول 8 أشهر، مثلًا، قال 97.5٪ من الآباء إن أطفالهم كانوا يضحكون على النكات أو السلوكيات المضحكة، مثل لعب لعبة بيكابو (الاختباء وراء شيء ما ومعاودة الظهور فجأة وقول «بيكابوو»)، أو التعرض للدغدغة، أو رؤية وجه سخيف، أو سماع ضوضاء غريبة في وقت لاحق، يبدأ الأطفال بتجربة هذه النكات بأنفسهم.
أظهر الاستطلاع أن نحو 50 بالمئة من الأطفال في عمر عام تقريبًا، يتصرفون بطريقة مضحكة، أو يقولون أشياء سخيفة، عادةً عن طريق إظهار أجزاء مخفية من الجسم، أو إساءة استخدام الأشياء، أو المطاردة، أو المضايقة، أو اختراع كلمات غريبة.. في (عمر السنتين الرهيب)، ينتج جميع الأطفال تقريبًا هذه النكات نفسها، متضمنةً أشكال الدعابة الأكثر عدوانية، مثل بصق الماء أو دفع الناس .
في سن الثالثة، يبدأ الأطفال بإنشاء نكاتهم التشبيهية، مثل تقليد أصوات مضحكة، أو تعمد تسمية شيء تدعم النتائج إلى حد كبير الأبحاث السابقة، التي تشير إلى أن الفكاهة تتطور جنبًا إلى جنب مع مهاراتنا الحركية والاجتماعية واللغوية. ومع ذلك، مقارنةً بأشكال اللعب الأخرى، فإن الدراسات حول فكاهة الطفولة محدودة جدًا.
السنوات الأربع الأولى من الحياة : إذا كان من الممكن تكرار الأنماط المرتبطة بالعمر نفسها بين مجموعات أكبر في مناطق مختلفة من العالم، فقد يكشف الاستطلاع يومًا ما عن جدول زمني عالمي لتطوير الدعابة (إن كان بالفعل موجودًا).
عندما اختبر الباحثون ذاتهم مستوى الفكاهة لدى 84 طفلًا مع خبير تجارب رسمي، لم يتمكنوا من تكرار الجدول الزمني نفسه لتطور الفكاهة كما رأينا في دراسة، يمكن أن يتلخص التناقض في حقيقة أن خبير التجارب شخص غريب، وقد يشعر الأطفال بالخجل أو الخوف من الضحك أو المزاح معه، ولكن ستكون هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفصل هذه النتائج المختلطة، ما يسمح لعلماء النفس برصد أنواع معينة من الدعابة، وكيفية استجابة الأطفال لها في مختلف الأعمار، قد تكشف النتائج أيضًا كيف يمكن للآباء والمعلمين دمج أنواع معينة من الدعابة بنحو أفضل في الدروس والكتب والبرامج التلفزيونية واللعب اليومي.
أضرار الدغدغة:
"إن الدغدغة هي لعبة نلعبها عادة مع الأطفال، ومع ذلك، غالباً ما يشعر الأطفال بالعجز والخروج عن السيطرة أثناء المداعبة، لا يمكنهم إخبارك بالتوقف لأنهم لا يستطيعون التنفس، ومن المحتمل أن تخطئي في ضحكهم من أجل التشجيع".
ويشعر العديد من الأطفال بالشلل بسبب الدغدغة، ويذهبون إلى أبعد الحدود لحماية أنفسهم من الدغدغة في الواقع، ويذكر العديد من البالغين أنهم شعروا بعدم الارتياح الشديد أثناء مداعبتهم وهم أطفال، في حين أننا نحن البالغين قد نعتبر الدغدغة أمراً ممتعاً للأطفال، وبينما قد تكون نوايانا جيدة، إلا أن الدغدغة قد تكون غيرَ مريحة لطفلك.
لماذا لا تفترضين أن كل طفل يحب الدغدغة؟
نظراً لأن الدغدغة غالباً ما يُنظر إليها على أنها شكل من أشكال اللعب، لا يعتقد الكثير من الناس أنه من الضروري طلب إذن الطفل قبل لمسه، فيما يلي بعض الأسباب التي تجعلك لا تفترضين أن طفلك يحب المداعبات.
لا يمكنهم التوقف عن الضحك لأنهم لا يستطيعون مساعدتك: حتى ولو كانوا يكرهون ذلك؛ فإن أطفالك سوف يضحكون بلا حول ولا قوة، ولن يكونوا قادرين على إخبارك بأنهم لا يستمتعون بها، الضحك الذي يحدث مع الدغدغة هو انعكاسي وليس مثل ما يحدث بعد الاستماع إلى نكتة جيدة.
ينتهك حقهم في الاستقلال الجسدي: لمس شخص ما مِن دون موافقته، يعد انتهاكاً لسلامته الجسدية، من الضروري أن تسألي عما إذا كان طفلك على ما يرام مع التعرض للدغدغة.
يمكن أن تكون مهينة: أي شخص يتعرض للدغدغة، يفقد ضبط النفَس، إنهم غير قادرين على قول ما يريدون، ويكافحون من أجل استعادة السيطرة، قد يكون هذا مهيناً للطفل؛ حتى ولو كانت نواياك جيدة؛ فقد تكون النتيجة مؤذية للطفل.
عندما تتم دغدغة الطفل باستمرار، يبدأ في الضحك بلا حسيب ولا رقيب، ولا يستطيع التحدث أو التنفس، في بعض الحالات، قد يفقدون وعيهم؛ نظراً لأنهم لا يستطيعون إخبارك بالتوقف؛ فقد لا تدركين أنهم في ورطة.
الدغدغة تخلق مشاكل في الثقة بالنفس لطفلك إذا كان طفلك لا يحب أن يتم دغدغته؛ فإن الدغدغة قد تخلق مشاكل ثقة مدى الحياة، عندما يكبرون في السن، يفقدون جزءاً من الثقة الكبيرة في الأشخاص الذين لمسوهم في الصغر، ومحاولة تجنب الأماكن المزدحمة خوفاً من تعرضهم للمس يمكن أن تسبب الدغدغة مضاعفات طبية وفي الصين، منذ حوالي 1800 سنة، كانت الدغدغة إحدى وسائل عقاب المجرمين أو الخونة باعتبار أنها لا تخلف أية آثار جسدية.
واستخدم هذا النوع من التعذيب باليابان وروما، حيث كان المجرمون مطالبين بتحمل لعق العنزة لأقدامهم، وعلى الرغم من أن الأمر يبدو بمثابة المزحة فإن هذه الطريقة كانت تستخدم بالفعل وسيلة تعذيب نظرا لأنها أصبحت لا تطاق ومؤلمة، وقد تؤدي إلى وفاة الشخص بالسكتة الدماغية بسبب الضغط الذي يولده هذا النوع من الضحك على الجسم.
ونقلت الكاتبة أنه خلال الحرب العالمية الثانية، استخدم النازيون هذه الممارسة طريقة لتعذيب سجنائهم أدت حتى إلى موتهم إما بسبب الاختناق أو السكتات الدماغية أو التوتر الحاد
فخلال هذه العملية يفقد الشخص السيطرة على جسمه ولا يستطيع التحكم في نفسه، لذلك اعتمادا على الوقت الذي يجبر فيه الشخص على الضحك قد تكون النتائج قاتلة. وتجدر الإشارة إلى أن هناك أشخاصا يموتون جراء نوبات الضحك، لذا من الضروري معرفة عواقب الدغدغة الوخيمة.
وعند الوصول إلى هذه المرحلة، يصبح من المهم أن تأخذ طلب التوقف عن الدغدغة بعين الاعتبار نظرا لأنه في حاجة إلى استعادة السيطرة على جسده وأن يدرك أنه هو الذي يملك القرار.
وقد لا تعد الدغدغة لبضع ثوان أمرا سيئا، لكن تذكر أنها قد لا تكون ممتعة لبعض الأشخاص، فإذا كنت ترغب في التواصل جسديا مع أطفالك فسيكون العناق البديل الأكثر متعة.
اضافةتعليق
التعليقات