هل سمعت يوماً بمصطلح "الزركه, منغولي, أبو ذانات, أبو خشم, شكلة يلعب النفس, وجهه بس كصه, عبد" والكثير الكثير من الصفات والكلمات الجارحة.
في أحد المقاطع الذي نشر في مواقع التواصل الاجتماعي لطفلة سوداء البشرة تتحدث مع امرأة سوداء كبيرة بالعمر وتقول لتلك المرأة بأنها طفلة قبيحة..
من أين أتت الطفلة بهذه الفكرة عن نفسها؟؟ ولماذا ترى نفسها قبيحة؟، وكيف استطاعت المرأة أن تغير رأي الطفلة بنفسها؟، وهنا نلاحظ أن شبح المرضى النفسيين ظهر في حياه الطفلة الصغيرة.
نرى الكثير من المجتمعات ومنها المجتمع العراقي الذي بدأت هذه الظاهرة تصبح جزء من حياة الناس اليومية حيث يوجهون أسوء الانتقادات الشخصية والتي لا تكون بسبب سلوك أو خطأ بل تكون قائمة على نظرات سطحية لشكل أو لباس شخص معين لا يرون أنه يناسبهم فتنهال على هذا الشخص الكثير من الانتقادات بسبب شكله أو مستواه الاجتماعي كما حدث مع هذه الطفلة الصغيرة.
فبسبب العنصرية الحمقاء ضد اللون الأسود الذي لا يعني شيء سوى زيادة صبغة الميلانين في الجسم تتحول حياة بعض الناس لجحيم فيصبحون عبيدا أو مهمشين بسبب شيء طبيعي جدا..
فنرى أن أحد مساوئ المكياج أنه جعل الانسان يهتم بشكلة الخارجي ومظهره أكثر من روحه وبذلك ترى أنها فتاة جميلة أو متوسطة الجمال ولكنها حينما تتكلم تلدغ كل من حولها وتسممهم وكذلك بالنسبة للفتيان ينتقصون وينظرون بدونية لأشخاص آخرين بسبب مستوى دخلهم فيكون ابن الشخص الثري الجاهل أفضل من الشخص المتفوق وهذا بحد ذاته مشكلة رئيسية تسبب الكثير من المشاكل وبذلك يخلق لنا أطفالا ومجتمعا مريضا نفسيا لا يقدر ذاته بل يرى نفسه عبارة عن أداة أو منحوتة يجب أن تكون بأفضل صورة.
فلنتصور معا أن هذا الفتى الذي لا يهتم إلا بجمال النساء قد أنجب أطفال هنا سيبدأ ومنذ السنوات الأولى بإنشاء جيل مريض نفسياً بسبب التربية فنرى أنه يفضل طفله الأكثر جمالاً على باقي أطفاله، هنا فلنسأل أنفسنا سؤالاً: ما هو شعور الطفل حينما يرى بأن شكله غير محبب لأهله؟، سيبدأ بكل بساطة بالتفكير بأنه أقل من شقيقه أو شقيقته فيبدأ بالغيرة ومحاولته ابرازه لنفسه وهنا تتحول المشكلة إلى كارثة فكما هو متعارف في أساليب التربية المشهورة بين الناس إما عقاب أو منع أو ضرب أو اهانة لهذا الطفل بحجة التربية وهكذا ربانا أهلنا هنا ستحول الطفل من طفل يغار أو يقلل من ذاته إلى طفل يكره نفسه وحياته.
ما لا يعلمه الناس أن الأطفال لا يصابون بانعدام الثقة بالنفس والغضب والكره فقط وإنما يمكن أن يتحول إلى مريض نفسي من نوع خاص وأعني بهذا كأن يصبح "سايكوباتي" (قاتل متسلسل) عندما يكبر أو يصبح صاحب شخصية سايكوباتية أو نرجسي، فالضرب والإهمال هما العامل المنشط والمفعل لهذه الشخصيتين ولأننا ناس سطحيين لا نهتم سوى بالمظاهر لم نكلف أنفسنا لنعرف ماذا يعني أن يكون الانسان صاحب شخصية سايكوباتية.
الشخص السايكوباتي هو شخص عديم الإحساس والمشاعر ولا يرى نفسه على خطأ أبدا فالبشر لديه كالأشياء لا فرق بينهم وبين الحجر لا يتعاطف مع زوجته أو أطفاله أو أصدقائه بل يميل لاستخدامهم للحصول على ما يريد.
سيقول الكثيرون لو كان بهذا السوء فكلنا سنعرف ذلك ولكن ما لا تعرفونه هو أنه ممثل بارع يهتم بسمعته ومظهره العام أمام الناس كما انه كذاب محترف، فلكي تتعرف على هذه الشخصية يجب أن تكون ملماً بعلم النفس أو صاحب معلومات وإلا ستكون أحد الضحايا المحتملين في هذه الحياة، وهذا فيض من غيض مما تسببه الكلمات والتعامل الجارح فربما لا يصبح هذا الانسان سوى شكل بشري متحرك فيكون تعيساً أو كئيباً أو متعباً من الداخل و في النهاية ينتهي به المطاف معلقا في سقف غرفته أو يرمي بنفسه من على بناية أو في نهر فبذلك تكون قد ساهمت في قتل انسان بكلامك الجارح.
فهل عرفت الآن من القبيح حقاً؟! احذر فقتل البشر لا يكون بالرصاص والسكين فقط، إذاً ما الحل؟؟
الحل هو أن تتمتع بالأخلاق الحسنة فتتحول من قاتل للبشر إلى صانع للبشر تبث فيهم روح الحياة.
اضافةتعليق
التعليقات