عقدت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية جلسة مجازية على برنامج الجوجل ميت مع نخبة من نساء المجتمع الإٍسلامي للخروج بنتائج فاعلة تتناسب مع الواقع الحالي.
وتمركز الهدف من هذه الغرفة الافتراضية على التفكر وتلاقح الفكر، وطرح مواضيع مهمة، يسعى الفرد عن طريقها لرفع المستوى الثقافي والديني في المجتمع وتقليل السلبيات بما يستطيع تقديمه من برامج تنمي ذواتهم وفكرهم عبر تشخيص الأخطاء ومعالجتها بطرق عصرية حديثة وبما يلائم الوضع الحالي وتطور الأحداث والأجيال.
ومسألة الحجاب والتحديات الكبيرة التي نعيشها في عصر التطور والموضة كانت من المواضيع المحورية التي دارت حولها الجلسة التي ضمت النخب النسوية في المجتمع من دول مختلفة كالعراق والبحرين والكويت وإيران ولبنان، وتمت إدارة البرنامج الحواري والجلسة من قبل الكاتبة زهراء وحيدي، والتي افتتحت الجلسة بمقدمة عن موضوع الحجاب والتطرق الى مسألة الموضة حيث قالت:
نلاحظ بأن الحجاب عند النساء وبالأخص شريحة الفتيات بدء يأخذ منحى اخر ويتقولب بحسب اشكال الموضة...اذ خرج الحجاب من سياقه العام الذي يمثل الستر ودخل في قالب الموضة!
هذا وناهينا عن المفاهيم التي باتت تتردد في الآونة الاخيرة وهي ان الحجاب ظاهرة اجتماعية وان المجتمعات الاسلامية تلتزم بالحجاب على اساس انه موروث اجتماعي وليس واجباً وفرضاً دينيا!
ومن هذا المنطلق وجدنا ضرورة تفعيل دور النخب النسوية في المجتمع من أجل تأصيل موضوع الحجاب في نفوس الفتيات واقناعهن بأن الحجاب الحقيقي يمثل الستر ولا يتطور مع تطور الموضة والفاشن مثلما يدعون!، ولكن كيف وبأية طريقة؟
وفي هذا الباب قالت الأستاذة والمربية زينب صاحب مديرة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية:
نشرت صحيفة الغارديان مقالا تحت عنوان: ماذا فعلت ٢٠ سنة لحظر الحجاب لفرنسا ،وان النتيجة التي وصلت اليها الكاتبة هو ان هذه التجربة الفاشلة كانت من اجل الدفاع عن العلمانية في فرنسا، وما نشاهده اليوم من منع فرض الحجاب هو من باب العلمانية والنسوية.. وان الدفاع لا يكفي فقط عن الحجاب انما تقوية الجذور عند الجيل الجديد لعدم انجرافهم وراء التيارات والصيحات.
وأشارت الأستاذة الى نقاط مهمة حول مفهوم الحجاب وكيفية ترسيخه في نفوس الفتيات من حيث الأسلوب والاقناع وطريقة الخطاب...الخ.
وكان للأستاذة والكاتبة تسنيم الحبيب من دولة الكويت رأيها الخاص حول موضوع الحجاب حيث قالت:
ان سؤال الحجاب هو سؤال مواجهة الذات في عصرنا هذا والامر المهم هو ان نبتعد عن التقليدية في طرح الحجاب كالتطرق الى مثال الحلوى المغلفة والمكشوفة وغيرها من الأمثلة، وتبيان ان الحجاب لا يمنع المرأة من ممارسة المواهب والاعمال، ولا يمكن انكار أن الفتيات اليوم يركزن على الاستمتاع بالحياة ولا يمكننا ان نردع هذا الامر بل يجب ان نقدم البدائل للفتيات...الخ.
وقالت الأستاذة ندى يعرب كاتبة ومدربة إسلامية:
ان للأم دور مهم في غرس مفهوم الحجاب دون اجبار أو اكراه، لذا من المهم جدا أن نركز في الخطاب مع الأمهات لأن تجربة الفتاة مع الحجاب تبدأ مع أمها، ومن المهم جدا أن تستخدم الأم تقنية الاختيار لكسر حاجز العناد مع الفتيات وبالأخص في مرحلة المراهقة التي تعتبر مرحلة حرجة، وتوفير البدائل لها من حيث الملبس...الخ.
واما الأستاذة الحوزوية فاطمة الشيرازي مديرة مؤسسة المنجي لصناعة الانيميشن للأطفال طرحت أربعة مسائل مهمة وتفضلت بشرح كل نقطة بصورة عميقة:
1- معالجة المشاكل العقدية والسلوكية للفتيات.
2- كيفية تغيير العادات.
3- قانون النظرة المؤثرة في الحياة (مدى أثر النظرة الواحدة على خلايا الانسان وربطها بنظرة الرجل للمرأة).
4- قانون الاستتباع أي أن كل أمر يستتبع أمرا آخر (وأن النظرة تستبع أمور أخرى وطرح أمثلة عملية للفتيات لتوضيح الصورة أكثر... الخ.
قالت الأستاذة مريم الخفاجي كاتبة وباحثة في الشأن الاسلامي:
إن غيابنا عن القرآن هو الذي أبعد المرأة عن مفهوم الحجاب، ونحتاج اليوم الى ترسيخ الانتماء في قلب المرأة والعودة إلى القرآن لأن الابتعاد عن التأصيل القرآني أحدث فجوة كبيرة في المجتمع وأن تأصيل الانتماء في نفس المرأة تلقائيا سيوصلها الى هويتها الحقيقية التي ابتعدت عنها بسبب العناد واللجاجة، والعودة الى القرآن الذي فصل في موضوع الانتماء والهوية وقدم أمثلة ونماذج حية عن انتماء الانسان لله تعالى... الخ.
وقالت الأستاذة فاطمة مرتضى معاش كاتبة واخصائية في علم النفس:
الدور التبليغي لنا هو امتداد لدور الأنبياء ويجب أن نركز في عملنا بالتحدث مع الناس على قدر عقولهم، ولا يمكن ذلك الا بعدما نعرف كيف يفكر الناس، وتسبقها عملية تحديد الأعمار، لذا يجب أن نحدد بداية الفئة المستهدفة ثم معرفة الخصائص الفكرية والنفسية لهذه الفئة، فالفتيات في عمر المراهقة يمرون بأزمة الهوية والأنانية بالإضافة إلى تأثرهم بالنسوية، لذا يجب تحضير محتوى يتلائم مع فكر المستهدف وأن أهم فئة تستحق العمل عليها هم المراهقين لأن العمل على هذه الفئة يكون أسهل وابسط لان أفكارهم وعقائدهم وشخصيتهم لم تتشكل بعد...الخ".
وقالت الاعلامية والخطيبة الحسينية سكينة رضا الموسوي:
ان من الأمور المهمة هو وجود رقابة وبالأخص في المدن المحافظة والمقدسة وتشكيل لجن متابعة في الأماكن العامة تكون مزودة بهوية ودعم أمني لا تسمح للنساء بالتهاون في مسألة الحجاب، لأن بحسب التجارب السابقة نرى بأن التنبيه الكتبي لم يجدي نفعا بل السلطة هي التي تلعب دورا كبيرا في فرض الحجاب والحفاظ على قدسية المدن، بالإضافة الى صناعة جيوش الكترونية تقدم مفهوم الحجاب بصورة عصرية وجذابة تستهدف الفتيات وتعالج الشبهات...الخ.
وقالت الكاتبة والمدربة سمانا السامرائي:
الحجاب هو طاعة من الطاعات واجبار الفتيات على الحجاب يضر ويحوله الى شكل من أشكال النظام، وأصل الطاعة هو لله تعالى والنقطة المهمة هو أنه يجب أن نرى أين هو الله في قلوب الفتيات، وكلما ركزنا على علاقتنا بالله تعالى كلما زادت طاعتنا لله تعالى والتزمنا بالواجبات...الخ.
وقالت المهندسة هدى الذاكري مؤسسة المتحف التجسيدي الإسلامي الأول في كربلاء:
إن ترسيخ الحجاب من خلال الفن يعتبر أمرا مهما في زمننا هذا ونقل مفاهيم الحجاب من خلال الأفلام والتصوير يلعب دورا كبيرا في التأثير على الناس، وصناعة مراكز تتلاءم مع التطور ورغبات المستهدفين مثل المراكز المنتشرة في جميع الدول التي تعرف الصغار بالأعمال والحرف، وهذه المراكز تكون إسلامية تعرفهم بالمفاهيم الدينية بطريقة عصرية...الخ".
وقالت الكاتبة نرجس عبد الأمير العبادي:
قدم موقع انترست تقريرا عن وثيقة اسمها وثيقة الإصلاح الإسلامي وجاء في الوثيقة أن الفئة المستهدفة هي الشباب والنساء اللذان يعتبران بناة المجتمع والتي شملت الحركة النسوية وتغيير القناعات بما يخص الحجاب وغيرها من الأمور الأخرى، لذا من المهم جدا أن نستخدم أساليب العدو الناعمة للتعامل مع الفتيات والشباب اليوم، أن الكلام المباشر لا يجدي نفعا مع المجتمع المنغلق وكذلك المنفتح لذا من المهم جدا أن نستخدم أساليب الغرب ضدهم...الخ.
قالت الأستاذة زينب الاسدي أديبة وكاتبة:
التقدم خطوة نحو الشباب سيؤثر تأثيرا كبيرا في تغيير قناعاتهم، وتقديم بعض التسهيلات وتقبل أفكار الشباب سيخلق حلقة تواصل بيننا وبينهم وهذا الأمر سيجدي نفعا في طرح المواضيع ومناقشتها معهم، والابتعاد التام عن التعقيد في الدين لأن التعقيد سيلعب دورا سلبيا ويخلق مشاعر النفور عند الشابات...الخ.
وقالت الصيدلانية والمدربة مروة ناهض:
من المهم جدا الإشارة الى التحديات التي تواجهها المرأة المسلمة في عالمنا اليوم كتغريب المرأة وجعلها نسخة طبق الأصل من المرأة الغربية، وتغيير دور المرأة الرسالي.
ومواجهة هذين التحديين لا يحصلان الا من خلال تأصيل الجذور في نفس المرأة عن طريق بناء قاعدة عقائدية توضح دور المرأة المسلمة في هذا العالم وتبين مدى أهمية وجودها في المجتمع... الخ.
وفي نهاية الجلسة تم طرح مقترح من قبل الإدارة بتحديد سقف زمني مدته أربعة أشهر يتم من خلاله مضاعفة العمل الثقافي في الترويج للحجاب وتأصيله في نفوس الشابات وبطرق مختلفة سواء من خلال الكتابة أو الخطابة او الفن او...الخ.
ومشاركة التجارب والتحديات التي تواجه كل أستاذة والاستفادة من التجارب والخبرات.
وفي الختام عبرن الضيفات عن مدى أهمية طرح هكذا مواضيع في المجتمع وقدمن بالغ الشكر الى إدارة جمعية المودة والازدهار التي ارتأت إلى عقد هذه الجلسة التي كان نتاجها كبيرا ومثمرا جدا.
علما ان جمعية المودة والازدهار هي جمعية دينية ثقافية تنموية اجتماعية تعنى بشؤون المرأة وتسعى لخدمة الأسرة وتهدف إلى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها، وإعداد العلاقات التربوية الواعية التي تعنى بشؤون الأسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واعٍ.
اضافةتعليق
التعليقات