إن العطلة الصيفية فرصة كبيرة للتعلم والاستثمار في النفس وممارسة الهوايات وأخذ الكورسات لتطوير الذات في التخصص الدراسي الجامعي أو تطوير اللغة الإنكليزية، البرمجة، التصميم الفوتوغرافي، التصوير، الدخول في دورات حفظ القرآن وغيرها من الدورات المتنوعة والمختلفة في شتى التخصصات، وفي هذا السياق كان لبشرى حياة استطلاع رأي تضمن مجموعة من الأسئلة منها:
س1/ كيف استثمرت نفسك هذا الصيف؟
س2/ احكي لنا ماذا تعلمت فعلياً؟
س3/ ما هي الخطوات التي اتبعتها في تحقيق ذلك؟ وما هي العقبات التي واجهتها؟
شاركت مريم هاشم يوسف رأيها وهي طالبة في كلية هندسة الطب الحياتي قائلة:
"أستطيع القول بأنني استثمرت العقل والأفكار بأكبر قدر ممكن في هذا الصيف عرفت نفسي وطريقة تفكيري وكيفية تعاملي مع الأمور المختلفة وسأشرح تفصيلا بعض الأمور،
فعليا تعلمت الطريقة الصحيحة لعمل أدمغتنا بخصوص قاعدة المتعة والألم وكيف أن البشر وبشكل تلقائي يميلون للمتعة بكل جوانب حياتهم العلمية والعملية بل وحتى العاطفية، نحن لا ننجز أشغالنا بالوقت المحدد لأن العمل يعتبر ألما والمتعة في تركه.
هذه القاعدة راسخة في عقولنا ونستطيع تطبيقها على مختلف المجالات لو نظرنا لها نظرة فاحصة، بعدما عرفت هذه الحقيقة العلمية أصبحت أحاول تدريب عقلي الباطن على تقبل الألم وتأجيل المتعة لتحسين المستقبل الذي سيأتي حتما".
ثم استرسلت "نحن دائما ننظر للمستقبل على أنه الشيء البعيد الذي لا يمكن الوصول إليه بسرعة وهو ذلك الشيء المرعب بل وهنالك أساس فوبيا الخوف من المستقبل، نحن لا ندرك بأن أيامنا العادية وتصرفاتنا الروتينية هي المستقبل بحد ذاته!
قد أكون اتبعت خطوات بسيطة كمحاولة الابتعاد عن المقاطع القصيرة المنتشرة في كل مكان ومتابعة فيديوهات أكثر طولا لأشخاص موثوقين يضيفون لي قيمة علمية أو معنوية وأيضا التركيز على الشيء المطلوب فِعله وعدم التشتت وكذلك الاستمرار بقراءة بعض صفحات الكتب يوميا وكتابة المشاعر وتنظيمها، لكن أنا مؤمنة وبشكل تام بأن هذه الأشياء البسيطة هي ما ستصنع مني انسانا مختلفا مميزاً يمتلك الوعي الكافي بالنفس والمحيط ويمتلك العزيمة الكافية للاستمرار والالتزام بالمواعيد المختلفة كمواعيد الصلاة أو العمل أو الدراسة، أخيراً الأعمال اليومية الروتينية التي لا يُفكر بها أحد يجب أن تكون الشغل الشاغل لكل أحد" .
أجاب يوسف عبد الهادي طالب في كلية هندسة الطب الحياتي:
"استثمرتها بالتدريب الصيفي ودخلت أكثر من ورشة بمختلف المجالات التي يتضمنها تخصصي بالإضافة إلى العمل بمفرزة طبية خلال فترة الزيارة الأربعينية واكتسبت خبرة أكثر بالاحتكاك المباشر مع المرضى، تعلمت واكتسبت مهارات جديده تأهلني لسوق العمل بعد التخرج إضافة لصناعة سيرة ذاتية جيدة من خلال التدريب والورشات العلمية التخصصية بالإضافة إلى الاسعافات الأولية لمُختلف الحالات الشائعة التي تصيب الانسان".
وأضاف "اتبعت شغفي واتبعت هدفي ونيتي بمساعدة الناس والحمد لله توفقت واستطعت مساعدة الكثير من الأشخاص، واحد من أكثر العقبات التي واجهتني هي صعوبة التنقل في الأجواء الحارة في شهري تموز وآب إضافة إلى الصعوبة في إدارة الوقت والتوفيق بين عملي وهذه الورشات التي غالباً ما تكون خلال الفترة الصباحية".
أما سارة حيدر طالبة في كلية الطب كان لها جواباً خاصاً:
"لقد استثمرت العطلة بدروس تقوية في المجال الذي أعمل فيه وقراءة بعض الكتب والاطلاع على محاضرات دينية فضلاً عن تعلم الطبخ ووصفات جديدة، حقيقةً هذه الفترة جعلتني اُدرِك انّ الإنسان الذي يُمارس ما يُطوّرهُ من مهارات علمية أو أمور توعوية دون اجبار وضغط الدراسة والمحيط ويحقق له ضعف المتعة والفائدة لأنه تعلم عن رغبة.
وأضافت "فكرة أن الانسان لابد أن يكبح غرائزه فكرة مهمة جدا باعتبار هذا ما يميزنا عن بقية الكائنات، لذلك سعيت في جعل أوقات نومي منتظمة لا تزيد عن حدها وكذلك أوقات استخدامي للهاتف وبذلك توفر الوقت الكافي لممارسة ما أريد في هذه العطلة".
أما زهراء حيدر طالبة في كلية هندسة الطب الحياتي قالت:
فكرت بنفسي وشعوري الداخلي وبدأت بتحليل تصرفاتي بهدف تقويمها من خلال البحث عن الدوافع والمسببات وإن قراءتي لكتاب السماح بالرحيل كان مساعداً جيداً في هذه الرحلة كما أن النتائج التي توصلت إليها هي أن الانسان لابد له من معرفة نفسه ليستطيع التعامل مع شعوره الداخلي وانعكاس هذا الشعور على العالم الخارجي وسلوكياته في الجامعة والبيت وغيرها إضافةً إلى أنني تعلمت الاعتماد على نفسي وتقبل الواقع كما هو في حال لم أستطع تغييره".
وأضافت "لم أواجه عقبات حقيقية في حياتي خاصةً بعد أن اكتشفت أن عقلي يعظم الأمور زيادة عن اللازم وهذا التعظيم جعلني أدخل في دوامة بحيث أصبحتُ أرى أن كل شيء هو مشكلة وكل مشكلة هي عظيمة وعندما بدأت بالاشتغال على عقلي وروحي داخلياً كانت الأمور تُحل والمشاكل لم تعد مشاكل بل تفاصيل عادية جداً كل شخص يمر بها".
اضافةتعليق
التعليقات