يحكى أن أحد الحكام في الصين وضع صخرة كبيرة على الطريق رئيسي فأغلقه تماماً، ووضع حارساً ليراقبــه مــن خلــف شجرة ويخبره بردة فعل الناس!! مـر أول رجل وكان تاجرا كبيرا في البلدة فنظر إلى الصخرة باشمئزاز منتقداً من وضعها دون أن يعرف أنه الحاكم، فدار هذا التاجر من حول الصخرة رافعاً صوته قائلاً: " سوف أذهب لأشكو هذا الأمر وسوف نعاقب من وضعها". ثم مر شخص آخر وكان يعمل في البناء، فقام بما فعله التاجر لكن صوته كان أقل علواً لأنه أقل شأناً في البلاد، ثم مر ثلاثة أصدقاء معاً من الشباب الذين ما زالوا يبحثون عن هويتهم في الحياة، وقفوا إلى جانب الصخرة وسخروا من وضع بلادهم ووصفوا من وضعها بالجاهل والأحمق والفوضوي، ثم انصرفوا إلى بيوتهم، بعد يومان مر فلاح عادي من الطبقة الفقيرة ورآها فلم يتكلم وبادر إليها مشمراً عن ساعديه محاولاً دفعها طالباً المساعدة ممن يمر فتشجع آخرون وساعدوه فدفعوا الصخرة حتى أبعدوهـا عــن الطريق وبعد أن أزاح الصخرة وجد صندوقاً حفر له مساحة تحت الأرض، في هذا الصندوق كانت هناك قطعة من ذهب ورسالة مكتوب فيها: "من الحاكم إلى من يزيل هذه الصخرة، هذه مكافأة للإنسان الإيجابي المبادر لحل المشكلة بدلاً من الشكوى". ونستطيع حلها بكل مشكلة نعاني منها سهولة لو توقفنا عن الشكوى وبدأنا بالحل بإتباع كلام الله جل وعلا في قوله: (لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )( سورة الرعد: الآية ١١)
التفكير الإيجابي هو موقف عقلي وعاطفي يركز على الجانب المشرق من الحياة وتوقع نتائج إيجابية. يتوقع الشخص ذو التفكير الإيجابي السعادة والصحة والنجاح، ويعتقد أنـه يستطيع التغلب على أي عقبة أو صعوبة، التفكير الإيجابي ليس مفهوما يؤمن به الكثير من الناس ويتبعونه، الذين يقبلون التفكير الإيجابي كحقيقة، ويؤمنون بفعاليته يستخدمونه في حياتهم، يؤمن الناس الإيجابيين أن الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو التغيير، وهم يعتقدون أنه يمكن أن يتغيروا والآخرين أيضا، أما الناس السلبيين فهم لا يحاولون تحسين حياتهم لأنهم يعتقدون أن لا فائدة من المحاولة. يمكن أن يكون الكثير من الناس أكثر سعادة إذا تمكنوا من مراقبة أفكارهم وعاداتهم السلبية باستبدالها بأخرى إيجابية.
حين نفكر إيجابيا نشعر بالسعادة ونكون عقليا متفائلين، ومنفتحين ولكن الأمر ليس بهذه السهولة عندما يتعامل أحدهم مع سنوات من المعاناة خلفت العديد من البصمات السلبية. نحن قادرون على أن ننظر إلى أبعد مما نراه على السطح وهذا النهج يتخذه القليل فقط من الناس، معظمنا يميل أن يجعل من الظروف الخارجية هي المسؤول عن سعادتنا وتعاستنا لأن رؤيتنا العادية تدفعنا إلى الربط بين الظروف الخارجية التي تواجهنا والإحساس الذي نعاني منه تقوم وجهات نظرنا الخاطئة بتحويل مسار أفكارنا تجاه التفكير السلبي، في حين أن جميع أفكارنا الإيجابية تستمد من إدراكنا المباشر، ويحتاج الإنسان أكثر من مجرد أن يكون على بينة من وجوده يحتاج إلى تبني موقف التفكير الإيجابي في كل شيء تقوم به.
اضافةتعليق
التعليقات