السلام على من طهَّره الجليل، السلام على من افتخر به جبرائيل، السلام على من ناغاه بالمهد ميكائيل..
صقل بجلالته وقدرته ضمائر النفوس إذ لم يكن للخلود مأوى مُخلصٌ غير حٌسين الإلٰه، ذلك الذي زين العرش جميل إسمه إذ على ساق العرش مكتوب (الحُسين مصباح الهُدى وسفينة النجاة)..
ليَهبَّه تبارك إسمه شِباكُ صارت مأوى القلوب الوالهة متصلة برضوانية الجبار ليستحيل مِصداق لقوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)..
كما إننا في حٌب الحٌسين تفنَّنا، فإن ملائكة السماء في حٌبه قد تنافست..
_فها هي (لعيا حوراء من حور الجنة) نزلت على دار فاطم باسطة درنوك من الجنة، فِي فجر يوم الثالث من شعبان أشرق نوره، وتنفَّس الصُبح أول أنفاسه من الدنيا، لتحمله بين يديها،
قبَّلته، نشفته بمنديل من مناديل الجنة ثم ألثمت عينيه بقُبلة فسميت (قابلة الحٌسين عليه السلام)..
_وللملك (دردائيل) حكاية كان له ستة عشر ألف جناح تساءل في نفسه (أفوق ربنا جل جلاله شيء؟) فعلم رب العباد بما قاله فزاده أجنحة فكانت اثنتان وثلاثون ألف جناح، اتعبه الله وسلب منه اجنحته، ففي ليلتها كانت ولادة حٌسين الزهراء وفيه أخمدت نيران جهنم على اَهلها كرامة لمولود محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وتزينت السماوات في قدوم ابن بنت حبيب الله سبحانه وتعالى وإذا بجبرائيل يمر على حيث دردائيل وبشره بما جرى في السماوات والأرض فسأل دردائيل جبرائيل بأن يهبط على خير الأنام ويُلقي عليه التحية ويسأله بحق مولده ان يرضى الإلٰه عنه ويرد عليه اجنحته وصفه من صفوف الملائكة، فإذا بيدي محمد ترفع حٌسين الزهراء وتدعو الإلٰه بحقه ان يغفر لملكه دردائيل وإذا بالله جل جلاله يغفر له وكُنيِّ ذٰلك الملك ب (عتيق الحٌسين عليه السلام)..
- مضت أم أيمن إلى دار فاطمة، كان الباب مغلقا فبادرت لرؤيتها من بين شقوق بابها، ففي ذلك اليوم وشدة حرارته كانت عطر الجنان الزهراء فاطمة نائمة عند الرحى التي تدور وحدها وتطحن الحبَّ، ومهد قرة عينها حٌسينها يهتز بجانبها، كفاً قريبة من كفها تُسبح الله، وحكت ما رأت لسيد المرسلين وهي متعجبة!! وإذا به صلوات الله عليه يحكي لها، إن فلذة روحه صائمة متعبة جائعة أغشى عليها النوم فوكل الله لها ملكاً يطحن عنها كان هو جبرائيل، وملكاً يهز مهد الحٌسين عليه السلام كان هو ميكائيل، والكف التي كانت تسبح هي كف إسرافيل...
- سجد خير الساجدين باكياً وضاحكاً وإذا بعلي (عليه السلام) سائلاً ما سبب بكاءه وضحكته فقال: قال لي جبرائيل: اما ابنتك فهي اول اهلك لحاقاً بك بعد ان تُظلم ويؤخذ حقها وتمنع إرثها ويظلم بعلها ويكسر ضلعها، وأما ابن عمك فيُظلم ويمنع حقه ويُقتل، وأما الحسن فإنه يُظلم ويمنع حقه ويُقتل بالسم، وأما الحٌسين فإنه يُظلم ويمنع حقه وتقتل عترته وتطؤه الخيول وينهب رحله وتُسبى نساؤه وذراريه ويُدفن مُرملاً بدمه ويدفنه الغرباء. فبكيت وقلت وهل يزوره أحد؟ قال يزوره الغرباء قلت: فما لمن زاره من الثواب؟ قال: يُكتب له ثواب ألف حجة وألف عمرة كلها معك، فضحكت..
- ونقشت الملائكة بأجنحتها على جدار مجلس حراس رأسه الشريف:
(أترجو أمة قتلت حسيناً... شفاعة جده يوم الحساب
فلا والله ليس لهم شفيع ... وهم يوم القيامة في العذاب
وقد قتلوا الحٌسين بحكم جورٍ.. وخالف حكمها حكم الكتاب)..
- قال أبو عبدالله (عليه السلام) إن أربعة ألاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحٌسين بن علي (عليه السلام) فلم يُؤذن لهم في القتال، فرجعوا في الأستذان فهبطوا، وقد قُتل الحٌسين (عليه السلام) فهم عند قبره شُعث غُبر، يبكونه إلى يوم القيامة، ورئيسهم ملك يقال له منصور..
وإن كادت الملائكة والروح والسماوات والأرضيين تهج من أهوال همومها وكوارثها يبقى سر الإلٰه (حٌسين الجاه) له الروح تصون وتؤولٌ، ملاذاً نرتمي عليه، نتحرر من سجن هذه الدنيا لأحضان شباكه الطهور..
اضافةتعليق
التعليقات
العراق2017-10-21