لطالما تساءلتُ، إذا كان العبد مُتيّما بحب الله وطاعته ويؤمن به حق الأيمان ويشهد ان لا شريك له ولا وزير، لماذا إذاً قد وُضعت الفرائض والأحكام الدينية بحذافير كثيرة يُحاسب ويعاقب عليها العبد وربما قد ترهقه او تجعله يتسائل ما السبب الكامن خلف هذا السنة او تلك الفريضة الحتمية؟.
وأتتني الإجابة على حين غفلة وببساطة أدهشتني!
يقول الدكتور مصطفى محمود أن الإنسان السوي يهوي امام وعكات الحياة وتحديداً المرض النفسي حين تنخفض إرادته أمام طوارئ الحياة ومتقلباته، ويغدو صريعا للهم بل وتتلبسه هالة البؤس وتتفاقم عليه.
والسؤال هنا ما هي علاقة الإرادة بالفرائض وبالأمراض النفسية!.
إن أهم ما يقود الإنسان نحو السمو والتطور والإنجاز هي الإرادة وآلياتها فبإمكانه من خلالها الوصول لقمة القمم ولأنها أكبر مقود نحو ذلك أتى الدين القويم بتنميتها من خلال هذه الفرائض والسنن الصغيرة والكبيرة!.
فليس بالسهولة ان يكون الإنسان صادقاً وليس بالسهولة ان يكون أميناً ومخلصاً ويخشى ظلم الناس وسلب حقوقهم إن اعتمد على مخرجات عقله فقط وتحليلاته، لذلك وضع الدين لكل فعل عقاب وثواب ومن خلال الإلتزام بهذه الأفعال تتقوى إرادة الإنسان وتُصقل، لهذا كانت الصلاة والركع المحسوبة بها، تربية للإنسان وتخلية لكل المتراكمات السلبية.
ومن ثم الصيام تحديداً وصبر الصائم على ساعات الصيام الطويلة في الحر والبرد هو ما يهديه نقاءً للروح وصقلاً ذهبياً للإرادة لذلك نرى ان الدين القويم يربّي العبد من خلال الفرائض اليومية على ذلك دون شعور!.
قد يتسائل البعض لماذا ينجح الكافر اذاً وتسمو به إرادته نحو النجاح والجواب هو انهم يمارسون معظم الرياضات النفسية والروتينية المُهلكة لتنتج لهم خريطة حياة منظمة وبذلك تساعدهم لطريق الإرادة.
ولكن في مقابل هذا الأمر تنتكس نفسيتهم لبعدهم عن السلام الروحي والنتيجة إنتحار او حالات نفسية مقيتة!.
لهذا تعمل الفرائض الدينية على التوازن بين حاجات النفس والروح والعقل لتنتج جسد سليم بإرادة ذهبية.
اضافةتعليق
التعليقات