لماذا تتشاجرون؟ سؤال يطرحه الأبوان على الأبناء لأن كل من الأبوين يرغبان في الكمال الإنساني لابنائهما ولأنه باتت معظم المشاجرات تشير إلى حقيقة إيذاء شخص ما، أو تدمير شيء ما فتعددت أشكاله وإن كان أبسطها السب أو القذف اللفظي وقد يتفاقم أحيانا إلى حد يقف أمامه الأبوان بعجز واضطراب شديد فتنقطع بهما السبل للسيطرة أو الحد من تلك الشجارات التي تهدد أمن واستقرار الأسرة تارة، لسوء تدبيرهما تارة أخرى حول هذا الموضوع:
كانت لنا وقفة مع الشيخ أبو محمد حيث أبدى رأيه حول مشاجرات الأبناء قائلا: بعد معرفة مسألة الخلاف بالتفصيل وبكل أبعادها والسبب الذي أدى إلى الموقف وذلك بعد الاستماع إلى كلا الطرفين ووجهة نظرهم في المسألة، وأبدا بالتوضيح لهم يجب على الأخوان أن يسيطروا على انفعالاتهم تجاه الآخر وأن يحترموا بعضهم. وأحيانا إذا لم ينفع النصح أعاقبهم من خلال قطع المصروف عنهم أو أخاصمهم لفترة ليكون ذلك رادعا لهم.
وأضافت الأخت أم زهراء عندما أرى أولادي يتشاجرون أبدأ بالصياح لوقف النزاع كصفارة انذار وإذا لم ينهوا مشاجراتهم فأمارس الضرب لكل منهما فأصفع الاثنين معا.
وسألنا الأخت نورس ماهو دورك تجاه إخوتك في حالة تشابكهما مع البعض بالعنف الجسدي أو اللفظي أجابت تكون في حالة من الحيرة، لأي منهما تنحاز لاسيما كان الأخ الأكبر مع الأصغر فان عاطفتي تدفعني نحو الأصغر والعقل يقول بإتباع الحق ومعرفة سبب النزاع وأحاول أن أفهّم الطرف الآخر أن غايته في مصلحتك وليس الضرر بك.
تسير الرياح بما لا تشتهي السفن، بصريح تلك العبارة أجاب الشاب جعفر عادل عندما سألناه متى تتشاجر مع إخوتك ولماذا؟ أضاف عندما يمنعني عائق ما من تلبية حاجاتي والوصول إلى الهدف المشهود وذلك نتيجة احباطات الحياة اليومية فتستثير الدافع إلى المشاجرات فقلنا له الصبر مر ولكن ثمرته حلوة والقناعة كنز لا يفنى.
وقفة مع علم النفس
باتت أغلب مشاكل الأبناء بسبب الصراع على الممتلكات، وهي تقل مع تقدم العمر وتتخذ صورا أخرى كالسيطرة على الأخوان، وأكثر هؤلاء يعتقدون بأن التصرفات العدوانية تجاه أخوتهم هي دليل الرجولة والبعض يعتقد بأن هناك غريزة عامة للمقاتلة حسب ما جاءت به النظريات حول أسباب مشاجرات الأبناء. بينما يرى آخرون إن الأبناء يتعلمون الكثير من المشاحنات التي تحدث بينهم عن طريق ملاحظة نماذج من سلوك الأبوين، فان الأبناء في سلوكهم أولا وآخرا مرآة لأبويهم فعندما تتشابه أخطاء أبنائكم بأخطائكم لماذا تنزعجون؟
ومن جهة أخرى، المقارنة بين الإخوة سلبية كانت أم ايجابية فلو قلنا (كن مثل إخوتك) نجعله يبغض أخوته ويظهر لهم العداء في كل شاردة وواردة.
نصائح وإرشادات
1- من الأفضل أن لا يتدخل الوالدان في شجارات الأخوة فعندما يهب الأبوان لإتخاذ موقف معين مع أحد الإخوة ضد الثاني فإنها بذلك يشجعون الأخوة على المشاجرة من جديد وتصبح المعركة قائمة مثل مسابقة من من الفريقين سوف ينال رضا الوالدين.
2- تجنبوا فخ مكافأة السلوك غير المقبول، فاذا استحوذ الأبناء على انتباهكم بمجرد أن يضرب الابن ويعض فسوف يتزايد ذلك، فاظهروا إنكم تنتبهون حين يحسن التصرف.
3- على الأبوين تجنب مشاهدة التلفزيون بكثرة أمام أولادهم ووضع قوانين ثابتة بالنسبة لعدد ساعات المشاهدة؛ لأن معظم الدراسات تؤكد أن مشاهدة العنف على التلفزيون تزيد من المشاحنات بين الأخوة.
4- اضربوا المثال الصالح وهذا يعني تجنب الوقوع في تجربة التساهل في السلوك، فالزعيق وصدع الأبواب تصرفات غير مقبولة فاذا امتنعتم عنها يضعف احتمال إظهار الأبناء لها.
5- أعطوا لا بنائكم مجالا للنشاط الجسمي مثل اللعب الخارجي النشط والتمرين بحيث يتم تصريف التوتر والطاقة.
6- يجب أن تكون العقوبات متناسبة مع عمر الأبناء وحجم المشكلة.
كيف نجعل نبرات صوتنا التي تحمل الأوامر لأبنائنا تحمل معها الحب وروح الإقناع دون أن تظهر علينا أمراض طفولتنا عندما كان الآباء يوجهون اللوم لنا لا عقاب إلا على ذنب ولا عقاب بدون مناقشة سابقة مع الأبناء لكل نواحي الموضوع الذي يعاقب عليه وغالبا ما نجدهم يقتنعون دون عقاب. وعلينا أن نتجنب إهانة الأبناء وأن نعزز ثقتهم بأنفسهم ونوجههم التوجيه السليم باعتبارهم شباب الغد وقادة المستقبل.
اضافةتعليق
التعليقات