قليلون هم الآباء النموذجيون من يدركون قيمة هذه الثمرة التي بين أيديهم، فالطفل هو الثمرة المرجوة من السعادة الزوجية وهو أول عنصر في بناء المجتمع لأنه رجل الغد، ونادراً ما يفكر الأبوين في اصطحاب الابن إلى المستشفى واتخاذ الاجراءات المخبرية والكشف الطبي على صحة الطفل، للاطمئنان على سلامته من الأمراض، ووقايته من الأمراض المحتملة سريعة الانتشار وقد يؤدي الاهمال الصحي للطفل إلى تفاقم المرض وتعسر العلاج فيما بعد.
وهذا العنصر يفتقده الابوين فتجدهم يسرعون الى العلاج بعد اصابة الطفل في نوبة مرضية مفاجأة، بسبب الاهمال، وقد أثبتت الاحصائيات أن الامهات الجاهلات يقتلن في كل سنة من الاطفال ما يربو على عدد القتلى في أعظم ساحات الحروب.
وأول مؤتمر عقد للعناية في عالم الطفولة كان في الولايات المتحدة عام (1909 ) وفيه أعلن الرئيس روز فلت (ان حياة المنزل هي أسمى وابدع ثمرات الحضارة وهي اعظم قوة في تكوين العقل والاخلاق ولا يجب أن يحرم منها الطفل الا لأسباب قاهرة) وشهد عقب هذا المؤتمر عشرات المؤتمرات الباحثة بشؤون الطفولة في كل انحاء العالم لوضع الحلول الكفيلة بإزالة كل العقبات التي تواجه مئات الاطفال في كل مكان ونلاحظ ان الدين الاسلامي اشار الى هذه النقطة منذ اول الولادة وقبل خلق الطفل، فقال (اختاروا لنطفكم فأن العرق دساس)، وجعل الية الحمل والولادة بناء على طبيعة الام واعطى نصائح للمحافظة على الصحة، منها:
ــ مراقبة نمو الطفل منذ ولادته حتى وصوله إلى دور البلوغ.
ــ الوقوف على الظواهر غير السوية في تكوينه وسيره البيولوجي.
ــ وقايته من الامراض والحرص عليه من الناحتين الوقائية والعلاجية .
ــ المراقبة من النواحي الغريزية والعاطفية والعقلية.
ــ الوقوف على مظاهر الشذوذ العاطفي والعقلي ومركبات النقص السيكولوجي والتخلف عن معايير الذكاء ومحاولة علاجها، والتخفيف من آثارها .
ــ تدريب الطفل على عادات صحية تتعلق بالمشي والاكل والنوم والاستحمام واللعب والاستذكار، ومعاملة غيره من المتصلين به.
ـــ توفير العوامل الصحية في المنزل، وفي البيئة الخارجية والمدرسية .
ــ تعليم الطفل القواعد الصحية والمعلومات الأولية في الشؤون الصحية.
ــ إعطاؤه اللقاحات الضرورية للأطفال في بداية أعمارهم لحمايتهم من الامراض المعدية.
فقد روي عن الامام علي (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام)، يا بني ألا أعلمك أربع كلمات تستغني بها عن الطب؟
فقال الحسن: بلى.
ــ لا تجلس على الطعام إلا وانت جائع ولا تقم عن الطعام إلا وانت تشتهيه، وجود المضغ وإذا نمت فأعرض نفسك على الخلاء، فاذا استعلمت هذا استغنيت عن الطب.
المصدر/ كيف تبني عائلة ناجحة، اعداد حسين تاج
اضافةتعليق
التعليقات