يعاني معظم الآباء والأمهات من ظاهرة العناد لدى الأطفال والتي تظهر لديهم عند بلوغهم العامين، وقد تستمر معهم إلى المراهقة أو حتى عند البلوغ إذا لم يتم علاجها بالطريقة الصحيحة.
فالأطفال لا يستخدمون أسلوب العناد إلا إن شعروا إنهم مسيطرون على الوضع، وهناك من يريد ارضائهم بكل الطرق، والذي يدفعهم أحيانا إلى الصراخ والتذمر ورفض الأوامر الموجه إليهم واستغلال المواقف، مثلا إحراج الأهل في مكان عام ليلبوا لهم طلباتهم، فما هو البديل لعدم استخدام الإيذاء البدني أو المعنوي كتوبيخه لحسم الأمور؟
معرفة سبب العناد ونوعه والاهتمام بصحته النفسية والجسدية، فمن الممكن أن يكون السبب مرضي أو نفسي أو اجتماعي أو عصبي، ولهذا من أهم خطوات تحديد كيفية التعامل مع الطفل العنيد، هو التعرف على سبب قيام الطفل بهذا السلوك.
أثبتت دراسة بريطانيا أن الطفل العنيد يعلم تماما متى وكيف ومع من يمارس العند، فهو طفل ذكي، ويجمع علماء التربية والصحة النفسية أن أهم الأسباب التي تدفع الطفل إلى العناد وفقا للآتي:
أسباب نفسية: والتي نختصرها بـ( الدلال الزائد, القسوة في التعامل مع تصرفات الطفل, غيرة الطفل من أشقائه, تقييد حركة الطفل داخل وخارج المنزل وكبت طاقته).
أسباب عصبية: من الممكن أن يكون عناد الطفل بسبب مرض عصبي مثل اضطرابات في الغدة الدرقية، أو اضطرابات في الجهاز الهضمي أو الصرع.
الطرق الصحيحة للتعامل مع الطفل العنيد:
مستشار العلاج النفسي الدكتور أحمد هارون يؤكد، أن الدراسات اثبتت القدرات العقلية الهائلة التي يتمتع بها الطفل العنيد وفي الوقت نفسه اثبتت أن الكثير من الأهل عجز من الاستفادة من تلك القدرات والامكانيات.
على الآباء والأمهات أن يحاولوا قدر الإمكان تخصيص بعض الوقت للتحدث مع الطفل كي يكتسب الطفل خبرات تجعله قادرا على التصرف وتؤهله لبناء شخصية مفعمة بالثقة.
وأيضا من منطلق إذا أردت أن تطاع اطلب قدر المستطاع فيجب عدم طلب أمور تفوق قدرة الطفل على التنفيذ كما يجب مراعاة أسلوب الطلب من الطفل والتي تطبع في شخصيته طلب الشيء بأدب واحترام.
كما أنه على الوالدين الاتفاق على القرار الواحد, فعندما يختلف الوالدين في القرارات ذلك ينمي داخل الطفل العند فيميل إلى قرار أحدهم ويعاند الآخر بكل طاقته وهذا يشتت نفسية الطفل.
وأيضا المشاركة وعلاقة الأخذ والعطاء أو تطبيق أسلوب الثواب والعقاب وتوجد عدة طرق لتطبيق هذا الأسلوب منها أسلوب النجمات البيضاء والسوداء "البيضاء عند انجاز الواجبات مثلا والسوداء عند الإخفاق" وجمعها أسبوعيا أو شهريا وعلى أساسها يتم الثواب أو العقاب.
كما يجب أن لا تصرخ في وجه طفلك، يجب شرح وجهة نظرك بهدوء فالطفل لا يصغي لكلماتك كقائد فحاول أن تفهم وجه نظرهم ومن ثم الاتفاق على أنسب الحلول, كسب الثقة هو الأهم لا تجعلهم يشعرون أنك عدو.
خلاصة القول، على الأم أن تدرك أن التعامل مع ابنها العنيد ليس أمرا سهلا فهذا يتطلب الصبر وعدم الاستسلام بسهولة لما يريده، وخير طريقة هو التقرب منه وخلق علاقة قوية ومتينة ومشاركته بالألعاب مما تجعل الطفل يود ارضاء أمه وتدفعه لعدم اغضابها كي لا يفقد هذا القرب والود والمحبة كذلك يرى أن كلمتها ذات قيمة ويحترمها.
اضافةتعليق
التعليقات