لا يسكت في المنزل ويشتعل نشاطاً وحيوية، ولكن بمجرد التواجد في حضرة الآخرين يلتزم الصمت ويتحول لإنسان مختلف كلياً. تلخيص هذه الحالة هو الخجل، والذي يتبين أنه شائع جداً في مرحلة الطفولة وقد يقف عائقاً أمام تكوين العديد من الصداقات والذكريات الجميلة. كيف تساعد طفلك في التغلب على الخجل إذا؟
يقول أستاذ علم النفس ومدير معهد أبحاث الخجل بجامعة إنديانا الجنوبية الشرقية برناردو جيه كاردوتشي، لموقع Stay At Home Mom إن مشاعر الخجل تكون شائعة للغاية أثناء فترة الطفولة وهناك طريقة معينة لإدارتها بهدف مساعد الطفل على الخروج من قوقعته.
1- لا تتدخل
إذا شاهدت ابنك يكافح من أجل تكوين صداقات في الملعب، من المغري بالتأكيد أن تتدخل وتدفعه باتجاه المجموعة التي تلعب الأرجوحة. لكن كاردوتشي يحذر من أن التدخل يحرم الطفل من فرصة التعلم من "تحمل الإحباط" (أي كيفية التعامل مع الموقف) وهي مهارة مهمة سيحتاج إليها لاحقاً في الحياة.
2- ابق في مكان قريب (لفترة قصيرة)
لنفترض أنك اصطحبت طفلك إلى حفلة عيد ميلاد. ينصح دكتور كاردوتشي قائلاً: "تأكد من ألا تترك المكان حتى يشعر بالراحة في الموقف". تكمن الفكرة في منحه الفرصة للاندماج في الضوضاء والبيئة الجديدة.
امكث قريباً حتى يشعر بالراحة مع المجموعة ثم غادر، ونصح الخبير النفسي بعدم المكوث طوال الوقت وبالتأكيد أنك ستعود لاصطحابه وأنه سوف يستمتع بوقته بالتأكيد.
3- لا تفرط في التهدئة
تجنب الإفراط في تهدئة الطفل، فهذا الانتباه الزائد يوحد بأن الموقف فعلاً مخيف، فيشجع الطفل على الانكماش.
4- أعدّ طفلك لمواجهة مواقف جديدة
إن زيارة منزل صديق ما لأول مرة قد يكون مرهقاً لأعصاب الطفل الخجول، لذا ساعد طفلك عن طريق التحدث معه عن السيناريو الذي سيحدث قبلها.
جرب مثلاً أن تقول: "سنذهب إلى حفل عيد ميلاد صديقك الأسبوع القادم. تذكر أنك ذهبت إلى حفلات عيد ميلاد من قبل. وفي حفلات عيد الميلاد نلعب ونتناول الكعك. وسنفعل الشيء نفسه لكن في منزل صديقك".
5- كن قدوة يحتذى بها
أي لا تطلب من طفلك أبداً أن يفعل شيئاً لا ترغب أنت في فعله، وتعامل بود ولطف مع الأشخاص الذين تقابلهم (يتعلم الأطفال بتقليد السلوك)، لكن إذا كنت لا تشعر بالراحة عند التعامل مع مجموعة من الغرباء، توقع أن يظهر الطفل العلامات نفسها.
6- لا تعجل الأمور
عرّف طفلك على الأشياء الجديدة باتباع "نهج العوامل"، وهو أسلوب يمكنك من خلاله تغيير شيء واحد أو شيئين في كل مرة.
على سبيل المثال، ابدأ بدعوة الصديق الجديد (مع أهله) إلى منزلك من أجل اللعب. وبمجرد أن يلعبا معاً وتسود أجواء الراحة والسعادة، غيّر البيئة بنقل الطفلين إلى الحديقة.
وعندما يصبح هذا الموقف مريحاً أكثر، بإمكانك دعوة صديق آخر للانضمام إليهما. تمهل لمنح طفلك الوقت للتكيف مع كل خطوة والاندماج فيها.
- تحدث عن وقت شعرت فيه بالقلق
يشير الدكتور كاردوتشي إلى أن الخجل وارد لدى جميع الأطفال، خاصة أثناء المراحل الانتقالية مثل الانتقال من المدرسة أو بدء المرحلة الدراسية.
طمئن طفلك بأن الشعور بالتوتر من وقت لآخر أمر طبيعي. وبشكل أكثر تحديداً، تحدث عن الوقت الذي شعرت فيه بالقلق الاجتماعي (مثل التحدث أمام العامة) وكيف تعاملت مع الموقف (واضرب مثلاً تقول إنه سبق لك أن قدمت عرضاً في العمل وشعرت بعدها بشعور جيد).
8- أعد صياغة التعابير
إذا وصف آخرون طفلك بأنه "خجول" على سمعه، فصححهم برفق. على سبيل المثال، يمكن القول: "يستغرق الأمر بعض الوقت للإحماء. بمجرد أن يشعر بالراحة سيكون سعيداً باللعب". هذا التصريح يؤكد للطفل أنك تتفهم شعوره، وأنه سيتعامل مع الموقف عندما يكون مستعداً.
9- لا تضغط عليه
قد لا يكون طفلك الشخص من ذوي الشخصيات الانفتاحية، ولا بأس بذلك، سواء كانوا منفتحين أو خجولين، يجب أن تسمح لطفلك بأن يتصرف بما يتوافق مع طبيعة شخصيته.
10- لا تقارن
ولعل الأهم هو تجنب المقارنات السلبية مع الأشقاء أو الأصدقاء الأكثر ثقة.
متى يصبح الخجل مشكلة؟
قد يكون سلوك طفلك الخجول مشكلة إذا كان يسبب له (أو لك) الكثير من الضيق ويعيق الحياة اليومية. على سبيل المثال:
لا تستطيع الذهاب إلى الأماكن بسبب خجله.
يظهر الطفل علامات القلق في المواقف الاجتماعية مثل الحفلات أو المدرسة.
يقول الطفل إنه يشعر بالوحدة ولكنه لا يعرف كيف ينضم إلى الأطفال الآخرين.
يشعر الطفل أنه لا يستطيع الإجابة أو طرح الأسئلة في الفصل
يصاب بعض الأطفال الخجولين لاحقاً بالقلق، حسب ما نشر موقع Raising Children. لذا، إذا كان سلوك طفلك الخجول طاغياً ويصعب تغييره، يجب عندها التحدث إلى طبيب الأطفال أو أخصائي علم النفس للتعامل مع الأمر في مرحلة مبكرة. حسب عربي بوست
لماذا يشعر طفل بالخجل في التعليم عن بعد ولو لم يكن خجولاً بطبعه؟
يبدو أن في التعليم عن بعد تحديات غير متوقعة لا تقتصر على النواحي التقنية، بل لها علاقة أيضاً بتفاعل الطفل وطريقته في التواصل مع الأستاذ في صف أونلاين. واللافت أن بعض الأطفال الذين لا يبدون خجولين في الأيام العادية، هم كذلك خلال التعليم عن بعد. فلأية أسباب يشعرون بالخجل في صف أونلاين أكثر من أي وقت آخر، كما يلاحظ الأهل منذ بداية التعليم عن بعد؟
لماذا قد يبدو طفل خجولاً في التعليم عن بعد وهو من النوع الجريء في الحياة العادية؟
بحسب ما يوضحه الخبراء، كما ذُكر في Huffingtonpost بالنسبة إلى معظم الناس ومنهم الأطفال إن الشعور بالارتياح أمام الكاميرا مسألة مكتسبة يمكن تعلّمها وليست من الصفات التي تولد معهم. فحتى بالسنبة إلى الراشدين يمكن ان يشعر البعض بالخجل في اللقاءات الافتراضية. أما الأسباب التي تجعل الطفل خجولاً أمام الكاميرا في التعليم عن بعد فهي:
-يرى الطفل أمام عينيه ما يبدو عليه على الشاشة:
قد يكون سبب خجل الطفل أثناء التعليم عن بعد لأنه عبر الفيديو يمكن أن يرى نفسه وهذا ما لا يحصل في الحياة العادية أثناء التواصل مع الآخرين. فهذا وضع مختلف تماماً له وجديد للأطفال عامة والأساتذة والأهل أيضاً ما يزيد من التوتر الناتج عن التواجد فيه والارتباك والشعور بالخجل. وتزيد مشاعد الخجل والتوتر عندما يسمع الطفل ويرى نفسه فيما يتكلم عبر الفيديو على الكاميرا. وهذا يحصل مع الطفل الذي قد لا يكون خجولاً في الحياة العادية، خصوصاً انه في هذه الأوقات يرى الطفل أمام عينيه الأخطاء في أدائه وقد يتقبل ذلك بطريقة سلبية سواء كان خجولاً أو لا.
-يشعر بأن بأن الأنظار كلها مسلّطة عليه:
ففي المدرسة يجلس الطلاب بطريقة قد لا تتوجه فيها الانظار إلى كل منهم طوال الوقت. أما في التعليم عن بعد فيظهر الطالب طوال الوقت وعندما يتكلم يتم التركيز عليه بشكل أكبر ما قد يزيد من ارتباكه عندما تبدو صورته اوسع على الشاشة حتى يراه الصف كاملاً. من المؤكد ان هذا قد يربك الطفل ويشعره بالخجل أكثر مما يحصل عندما يتواجد في الصف العادي حيث قد لا يتم الرتكيز عليه إلى هذه الدرجة ويسلّط عليه الضوء.
-يشعر بالقلق حول ما يمكن أن يراه الباقين في محيطه في المنزل
قد يشعر الطفل بالقلق أو الإحراج مما يمكن ان يراه رفاقه أو معلمته مما يحصل معه في المنزل كأن يتدخل فجأة أخ له أو أحد الأهل. من الطبيعي ان يتسبب له ذلك بالإحراج ويشعره بالارتباك، خصوصاً في حال وجود فوضى في المنزل وأفراد عدة من العائلة في مكان ضيق. وحتى الأطفال الذين قد يكون محيطهم طبيعياً وعادياً في المنزل قد يشعرون بعدم الأمان حيال هذا الموضوع أثناء التعليم عن بعد وعند تواجدهم في المنزل.
وقد يكون هذا صحيحاً بشكل خاص للمراهقين بسبب حساسيتهم الزائدة حيال ظهور المكان الذي يعيشون فيه أمام رفاقهم.
صعوبة التواصل مع الآخرين: في الصفوف الافتراضية تزيد صعوبة التواصل مع الآخرين. فقد لا يكون من الممكن ملاحظة التشجيع والدعم وغيرها من وسائل التواصل الايجابية من المعلمة أو من الرفاق في الصف في الأونلاين. وبغياب عناصر لغة الجسد والتواصل عبر العينين قد يحتاج الأطفال إلى المزيد من الوقت حتى يشعروا بالتفاهم مع الآخرين وبالأمان وليشعروا أيضاً بالانخراط في المجموعة.
لكن في كل الحالات هنا يبرز دور الأساتذة في زيادة ثقة الأطفال بأنفسهم وجعلهم أقل خجلاً وأكثر ارتياحاً عند التحدث في الصف، خصوصاً أن الأطفال اليوم هم بأمس الحاجة للتواصل الفعلي واللعب مع رفاقهم كما قبل انتشار جائحة كورونا. حسب موقع النهار
اضافةتعليق
التعليقات