ما أعظم الفرق بين القلق والطمأنينة! إنهما على طرفي نقيض في نفس الانسان وحواسه .
فالقلق اضطراب وانزعاج ووسواس، وهم لا يفتأ ينخر في الروح والجسم، حتى يلتاث العقل
والحياة مرتبطة بالأعصاب أوثق ارتباط، ويجدر بكل مخلوق أن يتعلم كيف يتحكم بها، ويكبح من جماحها .
أما الطمأنينة فإنها كالسكينة والسكينة هي ما يجده القلب من طمأنينة ... إنها نور يضيء القلب.
[فيه سكينة من ربكم] ( سورة البقرة ) .
الطمأنينة دعة وسكون.. الطمأنينة حكمة، ومسكين من تهجره طمأنينته، فستهجره عند ذلك سعادته .. وتهجره المحبة ... نعم، المحبة تهجره ، وتتشبث به « عاهة » النفور ، والويل للمرء متى لم يتبق إلا صوت عويله. فتلهبه الآلام بسوطها، وستمزج الأحزان حياته، ويكون الشقاء قسمته ونصيبه، ومستهله وخاتمته.
فلتنعشك نسمات الهناء، لتدغدغ روحك نفحات السعادة. لتكن راجح التفكير.. لتكن أقوى من القلق .. فالإنسان كما تعلم ولا غرو ، وكما يعلم كل صاحب ذهن وذكاء قصة فيهـا فـرح وترح. فهو لغز غامض، وأحجية عصية.
إنه يضحك من نفسه ويبكي على نفسه، لأن في أعماقه ضدان لا يلتقيان - القلق والطمأنينة.
قلت شعوران على طرفي نقيض. وأقول التقريب بينهما ممكن، والاستفادة من عذاب القلق لتغنم سلام الطمأنينة ممكن .
ولا يتطلب هذا عقاقير وأدوية، بل الجهد المخلص، والإرادة والتصميم ، والتفكير بعاديات الأيام متى أرخيت العنان للقلق ، ليقودك إلى حالات رهيبة من الوسواس، ومن أمراض الرهاب والخوف، ومن الهلوسة، والهستيريا والملانخوليا - وكلها مقدمات لجنون مطبق متى ألم تشبث. ومتى تشبث يستحيل انفكاكه وتكون المأساة شنيعة، والفاجعة أشد شناعة ..
محاربة القلق
يجب أن نعلن الحرب على القلق .. أن نعلنها حرباً لا تبقي ولا تذر إن شئنا أن ننجو بحياتنا مما هو شر وأدهى يجب أن تكافحه ما وسعنا الأمر، لأن مشقته مريرة وكلفته كبيرة.
اضافةتعليق
التعليقات