في التاريخ التعليمي لبلاد الرافدين تجد تاريخا مشرقا بالعلم والثقافة حتى أنه أول من ابتدع الكتابة، وظهرت الكتابة في ذاك الزمن على الألواح الطينية باللغة المسمارية عام 3600 ق.م. وكان ينقش على الطين وهو طري بقلم سنه رفيع، ثم يجفف الطين في النار أو الشمس، كهذه النفائس التاريخية التعليمية الذي يجعل منه أول بلد في العلم والتعليم، ومن الصعب أن تجد في خارطته من لا يقرأ ولا يكتب، فهو مهد الحضارة والثقافة، وابناءه هم ورثة ذاك العلم، فكيف يمكن أن يكون بلد يحتوي على هذه الكنوز فقيرا في العلم والامكانيات التعليمية بعدما كان شعاعا يضيء به العالم.
وقد لا يصدق أن العراق الذي يحتوي على أغلى الثروات في العالم، يعيش في مستوى تعليمي لا يناسب امكانيته ووضعه الاقتصادي، فهناك الكثير ممن يعاني من الجهل الأممي، والنقص في تأهيل المدارس وعدم توفر الكادر التعليمي كما هو في بعض المدن، والعجيب أن هناك مدارس من الطين، في بلد يملك النفط، ويتزاحم الطلاب فيما بينهم على معاقد من خشب مكسور، فيما نجد أن هناك بلادا لا تملك نصف ما يملكه العراق ويوفر الاحتياجات التعليمية في كل الفصول حتى يتمتع الطالب في حياته العلمية ولا يؤثر على مستقبله، ورغم الميزانية التي خصصت لدعم التعليم من كل عام إلا أنها سرعان ما تذهب في هباء الريح.
وبسبب انتفاضة الشعب العراقي في يوم ( 25 اكتوبر) من هذا الشهر حيث شهدت المحافظات في أغلب مناطق العراق مما أدى إلى سقوط الكثير من الضحايا، فكانت معنا وقفة لمعرفة آراء المتظاهرين نقلته لنا الزميلة ضمياء العوادي في محافظة كربلاء المقدسة حول اضراب نقابة المعلمين في العراق.
أجاب رضا الكرعاوي نائب رئيس فرع نقابة كربلاء حول الانتقادات عن اضراب نقابة المعلمين: يعتبر حق قانوني يكفله قانون نقابة المعلمين والاتفاقيات الدولية والذي تعهد العراق في الالتزام فيها من العهد الدولي واتفاقيات العمل والحريات كل هذه تضمن للعراق حق التظاهر وامتناع الجهة المسؤولة من تأدية الحقوق واعلان الاضراب، نحن خرجنا للمطالبة في الحقوق العامة هو اصلاح المنظومة السياسية وادارة الحكم واصلاح التعليم في بلد يعد ثالث أغنى بلد احتياطي في العالم ويعتبر من البلدان الغنية بالموارد الطبيعة ومنها النفط على اعتبار هو المنتج، إلا أن هذه الثروات لم تنعكس بالشكل الايجابي على واقع الشعب والدستور العراقي مجاني التعليم إلا أنها خالفت عدم الاهتمام بالملف التربوي التابع للقطاع الحكومي وقيام بعض السياسيين بتبييض أموالهم من خلال زج المشاريع الوهمية التي لا ترتقي بالمدارس الأهلية.
كل هذه الأسباب أدت إلى انهيار المنظومة التربوية في العراق وهنا تساءل هل اضراب نقابة المعلمين لثمانية أيام، وهناك عطل غير مبررة يتسبب في تأخير التعليم وهناك عطل في محافظة كربلاء لمدة شهرين؟.
نحن نعالج في ثمانية أيام ستة عشر عام من التخلف والجهل بينما العراق كان الأول في التعليم، اليوم مدارسنا تحولت إلى بيئة منتجة للأمراض الوبائية لذلك اليوم نقابة المعلمين بحكم قانونها منظمة جماهيرية وفق المادة (22) من الدستور على حرية العمل النقابي ومن هنا أحب أن أرسل رسالة اطمئنان إلى الأهالي أن نسبة نجاح محافظة كربلاء هي عالية جدا والأولى على مستوى العراق رغم كثرة العطل وقلة عدد المدارس فيها وأن النقابة لن تقف عند هذا الحد وإنما تستمر في اصلاح قضية التعليم حتى نتمكن من الزج في حكومة تحترم شعبها وذات سيادة.
هل هناك معالجات فورية إذا ما ستتم أمر البلاد وانقاذ هذه السنة؟
يتذكر الجميع عند دخول الاحتلال الامريكي استمرت المعارك من شهر شباط إلى شهر نيسان فقررت سلطة الائتلاف المنحلة إلى الغاء العام الدراسي إلا أن المعلم أول من التحق في دوائر الدولة العراقية حتى تمكنا من عدم ضياع العام الدراسي ونحن تعهدنا في تاريخ (3/ 11) نحن المعلمين نعوضها في الأيام القادمة واستثمار أيام الخميس والجمعة والعطل الرسمية والدروس الاضافية نحن نعرف حرصهم وتجاربهم ونؤكد لا يوجد احرص منا على مستقبل الطالب.
والمتظاهر أحمد كان رأيه أن التعليم ضعيف جدا وهناك تفاوت بين التعليم الأهلي والحكومي، ولن يقف عند ثمانية أيام أو شهر فهناك أخطاء عظيمة في حق الطالب حتى أن التعليم العراقي خرج من التعليم العالمي مع الاضراب ونعم للإصلاح التربوي.
وحسب آخر الإحصاءات الدولية في التعليم العراقي: إن نسبة القادرين على القراءة والكتابة في البلد قد وصلت إلى أقل مستوياتها في تاريخ العراق الحديث، فبلغت في العقد الأخير ما يقارب 60%، حيث عانى أكثر من 6 ملايين عراقي من الأمية التامة نتيجة للحروب التي أتت على البلاد والحصار الاقتصادي الذي دام أكثر من 13 عام. أما اليوم، فيبلغ معدل التعليم في البلاد 78.1% (المرتبة 12 عربيا)، الفجوة من 3590 مدرسة في عام 2003 نتيجة تحولات في ضعفين أو ثلاثة أضعاف في المباني المدرسية، حوالي 70 ٪ من المدارس تفتقر إلى المياه النظيفة والمراحيض، حوالي 1000 مدرسة يتم بناؤها من الطين والقش، أو الخيام.
استهداف العاملين في مجال التعليم من خطف وقتل واغتيالات، ارتفع معدل التغيب من قبل المدرسين والطلاب، خاصة الفتيات ويرجع ذلك إلى الوضع الأمني الخطر، والإجراءات الحالية حسب ما نقلته الموسوعة الحرة، إنه لا يزال نظام التعليم في العراق يعمل على تحسين الوضع فقد وضع بعض الإجراءات.
اضافةتعليق
التعليقات