ابتسمت لي ورمقتني بنظرة حب تفطر القلب فرحا, بعد أن عدت من عملي منهكة, ابتسامتها حفرت في أخاديد الروح شرخا عميقا ملأني غبطة أزال عني تعب اليوم ومطباته! ابنتي هي وردة منزلي, وأمل يشرق في سماء حياتي.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ولأنهم زينتها فالسعادة تولد مع ضحكاتهم وبراءتهم فهم النعمة التي منَّ الله بها علينا لإدامة الحياة جيل بعد جيل..
بهذا الجانب شاركت (بشرى حياة) الآباء والأمهات الحديث عما يحملونه من مشاعر مرهفة بما يجدوه بابتسامات أطفالهم..
عانقني بحب
(كلما عدت من عملي يعانقني بكل حب) بهذه الجملة استهلت أم مؤمل حديثها ثم واصلته قائلة: "كلما طرقت جرس البيت سمعت خطوات ابني مؤمل يهرول بها نحو الباب ليهم بفتحه لي, ليكون أول شخص تراه عيني بعد غياب دام ثماني ساعات خارج البيت في مشقة العمل, يغمرني وإن كنت متعبة وهو يردد لي ببراءة: (ماما عناق)، أضمه لصدري لأنسى ما بذلته من جهد وكيف كان يومي منهكا ومتعبا, ابتسامته لي وفرحته بعودتي للبيت تريحني لدرجة أشعر بأني من كنت بحاجة لعناقه الطفولي ذاك لأشعر بالطمأنينة".
فيما حدثتنا أم حسين ربة بيت قائلة: "أجد سعادتي مع أسرتي رغم اعادة الروتين اليومي غير أن دغدغة ابني حسين ومشاغبة زين العابدين يجعلانني أطير كالفراشة من فرط السعادة وأجد أن هذا الروتين المكرر هما أجمل شيء فيه إذ أراهما يكبران أمامي يوما بعد يوم".
آخر العنقود
وتشاطرها الرأي أم رفل أم لأربعة أطفال حيث قالت: "هم حياتي وأملي الكبير الذي سيشرق به مستقبلي القادم, حينما كبرت طفلتي رفل واصبحت ترتاد المرحلة المتوسطة في تعليمها شعرت أني أملك الدنيا لربما لتحقق غايتي المنشودة حينما كنت في سنها وهو اكمال مشواري التعليمي, أنا أرى بها نفسي وهذا بحد ذاته فرحة لا تقاس".
وأضافت: "ما زلت أذكر كيف اعترض زوجي على حملي حينما ولدت طفلتي الصغيرة (آخر العنقود) غير أنه اليوم حينما يعود من عمله يحتضها وكأنه يحتضن روحه التي فارقها في الصباح فضحكاتها له وفرحتها بعودته وهي تعدو إليه تعد بالنسبة له اوكسجين ليستمر في الحياة".
وترى أم ليان: "إن تعب النهار الذي قضته في عملها يزول لمجرد رؤية ابنتها تضحك وتمرح وتداعبها".
وتضيف: "إنه لشعور جميل أن نرى الضحكات على وجوه أفراد الأسرة بشكل عام وليس على الأطفال فقط, فهذا الأمر يجعلني أشعر بالارتياح وارتخاء للأعصاب جراء ضغوط العمل وتحديات الحياة, كما أني أسعى دائما لإدامة الفرحة والابتسامة على محيا عائلتي لتسودها الألفة والمحبة والترابط".
دعوة للضحك
دعا علماء النفس دعوة عامة للضحك إذ أثبتت دراساتهم أن الانسان حينما يضحك تتحرك
(17) عضلة من عضلات الوجه وعند الغضب تتحرك (43) عضلة.
فضلا على أن الضحك أفضل علاج للاضطرابات والضغوطات النفسية، وهو علاج فعال للإجهاد, وحالات الصداع, وآلام الظهر, وسوء الهضم, واضطراب ضربات القلب, فضلاً عن تحفيز خلايا الجسم الخاملة, كما يعد الضحك بديلا ناجحا لبعض العقاقير الطبية.
لنبتسم من القلب
وفي ختام جولتنا وعن مدى تأثير ضحكات الأطفال على الآباء والأمهات شاركتنا أستاذة علم النفس نور مكي الحسناوي قائلة: "أطفال أم كبار شيوخ أم شباب كلنا بحاجة إلى أن نبتسم ابتسامة من القلب لتدخل قلوب الآخرين, لدفع الملل والتشاؤم والاكتئاب.
تلك الابتسامة وإن كانت شاحبة لما نصارعها في حياتنا اليومية هي نفسها ستكون رصيد من الأمل لقادمات الأيام.
كما أن لضحكات الأطفال البريئة طابع خاص فهي تبعث بحالة نفسية مستقرة، وراحة للبال وتعزيز الثقة بالنفس، وحينما تنبعث الضحكات من الأطفال الصغار تعطي طاقة إيجابية أكثر لمواصلة الحياة".
اضافةتعليق
التعليقات